يشعر الطالب وهو على مشارف مرحلة تعليمية جديدة من عمره، بمشاعر ممزوجة بين الفرحة والقلق والخوف مما ينتظره؛ خاصة أن المرحلة الجامعية تختلف كثيراً عما سبق من حياته؛ حيث المزيد من الحرية والاعتماد على الذات والانفتاح على عالم جديد، يضع لك أسس استكمال باقي الحياة.. يقول الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، المرحلة الجامعية من أكثر المراحل حيويّة وأهمّية، من حيث التأسيس العلمي والفكري للطالب، ولهذا لا بدّ من الاستفادة القصوى من هذه المرحلة بكلّ تفاصيلها؛ فلا يقتصر جديدها على أنّكم تتخصّصون في مجال سيشكّل معالم حياتكم العمليّة مستقبلاً.
ولكنّكم في الحقيقة ستبدأون مرحلة حياتيّة جديدة من الناحية الاجتماعيّة والثقافيّة والمعاشيّة، لكم بعض النصائح التي نأمل أن تخفف عنكم الكثير من المخاوف التي تعتريكم في بداية هذه الحياة الجديدة.
* نصائح تفيدك في حياتكم الجامعية الجديدة:
احرص على تنظيم وقتك
– خصص أول أسبوع دراسي لإدراك الواقع الجديد، والمرحلة العلمية التي دخلتها:
وتعرّف على زملاء أكبر منك وفي سنوات دراسية سابقة؛ لأنهم سيساعدونك على فهم الأمور بسرعة، ويوضحون لك طبيعة كل مادة وعادات وأساليب الأساتذة، وطبيعة كل منهم في شرح مادته؛ مما يساعدك على التأقلم على الوضع الجديد سريعاً.
ـ احرص على تنظيم وقتك: وذلك بالحصول على القدر الكافي من النوم والساعات التي تحتاج إليها قبل البدء في الدراسة، وتحديد موعد ثابت للاستيقاظ كل يوم؛ للحفاظ على الذهاب في موعدك والالتزام بالجدول الجامعي؛ لأن ذلك سيساعدك على زيادة نشاطك؛ لكي تتمكن من الحصول على المزيد من التفوق في الدراسة.
ـ حاول انتقاء الصديق الذي ترى فيه إمكانية مساعدتك على التفوق في الجامعة:
وحاول أن يكون على نفس الدرجة العلمية، وفي ذات الوقت يضمن لك الاستمتاع بالحياة الجامعية بكل ما يميزها.
ـ عليك الالتزام بحضور المحاضرات:
وعدم الاعتماد على المحاضرات النهائية في الفصل الدراسي، وكن ضمن صفوف المجموعة المشاركة في المناقشات مع الأساتذة الجامعيين أثناء المحاضرة؛ لأن ذلك سيساعدك على استيعاب المنهج بسهولة.
ـ لا تنزعج من عدم استيعابك لما يقال من الأساتذة:
حالما تشعر بأنك لست مستوعباً لكل ما تتلقاه من مناهج على يد الأساتذة الجامعيين؛ فإن ذلك الشعور لن ينتابك وحدك، وإنما لكل زملائك من نفس العام، وفي هذه الحالة عليك إعادة قراءة مذكرات المحاضرات، وحاول مع أصدقائك الجدد استيعاب ما قام الدكتور بشرحه سوياً، ولا تنتظر حتى نهاية الفصل الدراسي لمحاولة فهم المنهج كله؛ فإن في هذه الحالة سيكون عليك استيعاب كل هذا الكمّ مرة واحدة.
– تعلّموا لغة أجنبية:
هنا يجب أن نوجّه نصيحة خاصّة لطلابنا، بأن تحرصوا على تعلّم اللغة الأجنبية وإتقانها بشكل جيد؛ لاكتساب مهارات جديدة مع اللغات الجديدة أيضاً.
– أكثروا من القراءة:
إنّ المرحلة الجامعية هي أكثر المراحل التي تجدون فيها وقتاً للقراءة والتعلّم، بالنسبة لما بعدها من مراحل الحياة التي تنتظركم؛ لذلك ننصحكم باستغلال هذه السنوات من هذه الناحية بالشكل الأفضل.
– اجعلوا اختصاصكم جزءاً لا يتجزّأ من حياتكم:
لقد دخلتم في المرحلة الجامعية؛ فأنتم منذ هذه اللحظة تنتمون إلى فئة من الفئات الفاعلة في المجتمع، لا تقولوا نحن لم نحصل على الشهادة بعدُ؛ بل ابدأوا بخطاب أنفسكم بـ”أنا مهندس، أنا طبيب، أنا محامٍ، أنا معلِّم، أنا خبير علاقات دولية، أنا مدير، أنا معماري..”، واجعلوا مسألة تطوير الذات في إطار التخصّص، هاجساً لا يفارقكم.
– مارسوا نشاطاتكم المفضّلة، واغتنموا فرصة المرحلة الجامعيّة:
احرصوا على تطوير أنفسكم أثناء المرحلة الجامعية، من خلال القيام بالأعمال التي تحبّونها، التقطوا الصور، تحدّثوا في الاجتماعات بخطابات منمّقة، ألّفوا قاموساً خاصّاً بكم، قوموا ببرمجة جداولكم الخاصّة على برنامج Excel من أجل إعداد المشاريع الدراسية والعمليّة، استغلّوا فترة الحياة الجامعية؛ لتكوّنوا قاعدة ترتكزون عليها لدخول الحياة المهنيّة بقوّة وثقة، ولا تنسوا المطالبة بحقّكم في التخفيضات في أيّة خدمة تحصلون عليها أو أيّة سلعة تشترونها.
– احرصوا على المشاركة في الفعاليات والنشاطات الاجتماعية:
إنّ المشاركة في النشاطات والفعاليات الاجتماعيّة، تسهم في تطوير علاقتكم مع الناس، وتنمية مقدراتكم على العمل الجماعي. يضاف إلى ذلك أنّكم لن تجدوا الوقت للمشاركة في هذه الفعاليات عند دخول حياة العمل، مع تحمّل المسؤوليات الأسريّة في المستقبل؛ لذلك احرصوا على تخصيص الوقت الكافي لهذه المشاركات في حياتكم الجامعيّة.
– تحمّلوا المسؤولية:
تصرّفوا كراشدين، وتحمَّلوا المسؤولية تجاه الناس وتجاه أعمالكم وقضاياكم، ولا تنتظروا من أحد حلّ المشاكل التي قد تواجهكم.
– أحسِنوا استغلال الوقت، بالتخطيط وِفق جداول زمنية:
يُعتبر إنجاز العمل المخطّط له وِفق جداول زمنيّة، أكثر سلاسة ونجاحاً، والعامل الأهمّ هنا هو تحديد الأولويّات، وتخصيص الزمن المتناسب مع قيمة العمل المزمَع القيام به.
– تعرّفوا على أنفسكم:
لقد نضجتم بالفعل، ولكنّ أمامكم الكثير لتتعلّموه؛ فاكتشفوا أنفسكم، واعرفوا ما تحبّون ممّا تكرهون، تعرّفوا على طموحاتكم وعلى مخاوفكم، اعرفوا حدودكم والزموها.
تساءلوا عن الغاية من الحياة ومن وجودكم فيها، ولا تكونوا مجحفين بحقّ القيم التي اكتسبتموها في الماضي، ثقوا بكلمات مَن هم أكبر منكم سنّاً؛ فالعاقل مَن يستخلص العلم والعِبرة من تجارب من سبقوه.
أكثروا من القراءة
– تعرَّفوا على الناس:
لن يلقاكم كلّ الناس بوجوههم الحقيقية؛ بل إنّ الكثير منهم سيَظهرون لكم بأقنعة تُخفي الوجه الحقيقي.
فلا تثقوا بأيّ شخص بسهولة، وفي نفس الوقت لا تكونوا منغلقين على الآخر.
قوموا باختبار الناس، وانظروا إلى تصرّفاتهم عندما يحين وقت المنفعة والمال والمصلحة؛ فكلّ هذه الأمور في الحياة الجامعيّة، عبارة عن مرآة للحياة العمليّة التي تنتظركم.
– تعلّموا من أخطائكم:
لا تخافوا من الوقوع في الخطأ، فالإنسان لا يكبر من دون أخطاء، ولا يتعلّم من دونها.
انظروا إلى كل شيء سلبي يحدث لكم على أنّه زيادة لكم في الخبرة، واعملوا على أن تستخلصوا منه العِبرة.