الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

البخل العاطفي بين الزوجين.. ما هو وكيف يمكن التعامل معه؟ 



 

البخل المتعارف عليه هو البخل المادي، وهو أن يبخل الشخص بإنفاق ماله حتى على الأساسيات الضرورية في الحياة. لكن ماذا عن البخل العاطفي؟ يُمكنك التعرّف أكثر على البخل العاطفي بين الزوجين وكيفية التعامل معه من خلال السطور التالية. 

البخل العاطفي والمادي 

يمكن اعتبار أن البخيل هو من أكثر الشخصيات التي تمت السخرية منها في الأدب والتراث، وحذرت الأديان والشرائع المختلفة من هذه الصفة. البخل المتعارف عليه هو البخل المادي، وهو أن يبخل الشخص بإنفاق ماله حتى على الأساسيات الضرورية في الحياة. لكن ماذا عن البخل العاطفي؟ هل يمكن أن يبخل الشخص بمشاعره أيضاً ويرفض أن يبذلها للآخرين؟ الإجابة هي نعم يمكن، يرى بعض الخبراء أن الشخص البخيل في ماله سيكون بالضرورة بخيلاً في مشاعره أيضاً، قد لا تجده يحنو على الآخرين أو يتعاطف معهم أو يبذل لهم مشاعر الحب. 

قد يكون الشعور بأن شريكك بخيل بمشاعره أمرًا محبطًا حقًا. قد ترغب في حثه على الانفتاح والتعبير عن مشاعره. القدرة على التحدث عن عواطفك خي جزء مهم من الحفاظ على علاقة سعيدة وصحية. إذا لم تكن قادرًا على أن تكون منفتحًا وصادقًا وقادراً على التعبير عن مشاعرك مع زوجتك وترى أنها تتحلى بالصفات ذاتها معك، فقد يعني ذلك أن الأشياء السيئة ستبدأ في التراكم ويبدأ الاستياء في التكوّن. 

أسباب البخل في المشاعر 

قد تكون المشاعر موجودة لكن الشخص يفشل في التعبير عنها. التعبير عن المشاعر ليس دائمًا بهذه السهولة. الأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك لا يفعلون ذلك بالضرورة لأنهم يريدون إحباطك. قد يكون هذا الأمر شيئًا يجدون صعوبة بالغة في القيام به. 

يمكن أن يحدث هذا لعدة أسباب. بشكل عام، الأشخاص الذين لا يجدون سهولة في الانفتاح أو التعبير عن أنفسهم لم ينشأوا في بيئة يتم فيها مكافأة أو تشجيع الانفتاح مع المشاعر. ربما لم يكن لديهم نماذج يحتذى بها أظهروا لهم كيف يمكن تحقيق ذلك عندما كانوا أصغر سناً. قد يكون آباؤهم منغلقين تمامًا على أنفسهم، أو ربما أظهروا طرقًا غير صحية للتعبير عن المشاعر، مثل الجدال أو التصرف بعدوانية. 

أيضاً، قد تكون زوجتك قد مرت بتجربة أو تجارب صعبة في حياتها جعلتها تحذر من التعبير عن نفسها. عندما يحدث لنا شيء مؤلم، فإن الشيء الوحيد الذي يفعله الكثير من الناس هو محاولة عزل أنفسهم عن هذا الألم، تقليل الانخراط في عواطفهم بشكل عام كطريقة لتجنب خطر حدوث الألم مرة أخرى. يمكن أن يحدث هذا بسبب الصدمات الأكثر وضوحًا مثل الانفصال أو التعرض للخيانة والخذلان، أو يمكن أن يحدث بسبب الصدمات الأقل وضوحًا، مثل التقليل من شأن شخصها سابقاً في الحياة بشكل متكرر. 

التعامل مع البخل العاطفي بين الزوجين 

إذا كُنت تعاني من حالة البخل العاطفي لديك أو لدى زوجتك وتريد أن تتعامل معها بفاعلية فإليك النصائح التالية: 

غيّر من طريقة إدراكك للعواطف: المشاعر ليست جيدة ولا سيئة. كذلك، المشاعر ليست ورماً، فلا يمكنك استئصالها والتوقف عن الشعور تمامًا. إذا كنت ترغب في التعامل مع المشاعر بشكل أفضل، فأنت بحاجة إلى رؤيتها كاستجابة طبيعية لجسمك تجاه المواقف المختلفة. 

تعرف على نفسك من خلال عواطفك: من أجل إدارة المشاعر بشكل أفضل، عليك أن تسأل نفسك “لماذا أشعر بهذا في هذه اللحظة”؟ ما هو الدافع وما هي النتيجة؟ العواطف هي مفتاح لفهم نفسك وقيمك ومعتقداتك بشكل أفضل. عندما تكون سعيدًا فهذا قد يُشير إلى أنك في وضع جيد، وعندما تشعر بالضيق فإن هذا قد يعني تعرضك للخطر. قد يكون من الأسهل مشاركة مشاعرك مع زوجتك عندما تعرف ما تشاركه وتفهمه بالفعل. يبدو أن المخاطرة أقل لأنك لا تتحدث عن المشاعر لأول مرة أمامها. 

استخدم كلماتك: إذا كنت تحاول تعلم التواصل مع عالمك الداخلي أكثر، يجب أن تعرف كيفية التحدث عن مشاعرك. كلما شعرت بمزيد من التفصيل في الحديث عن مشاعرك، كان من الأسهل مشاركتها. تشعر بمزيد من الثقة والسيطرة. وبالتالي، فمن المرجح أن تشارك مشاعرك. 

ابدأ بوصف الشعور: سواء أكان هذا شفهيًا أو كتابيًا. كل ما يخرج هو جيد. أنت هنا تتعلم كيفية التعبير. كلما فعلت ذلك، زادت مهارتك واستغرق الأمر وقتًا أقل لفهم ما تشعر به. هذا هو أحد مفاتيح تعلم كيفية شرح المشاعر لشريكك. 

تقبل المشاعر كتجربة عابرة: عند تعلم كيفية التعبير عن مشاعرك، قد تقلق من أنك قد تقول شيئًا لا يمكنك التراجع عنه. إذا كان هذا أحد مخاوفك، فتذكر أن المشاعر قد تتغير. يمكنك دائمًا الاعتماد على استخدام عبارات مثل “في هذه اللحظة”، “ليس الأمر دائمًا على هذا النحو، لكنني أشعر الآن” فهذه التعبيرات يمكن أن ترفع ثقل المشاركة عن كتفيك. من ناحية أخرى، فإن إدراك أن المشاعر تأتي وتذهب يمكن أن يجلب الراحة. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك مشاركة مشاعرك. على العكس من ذلك، يجب أن تجعل المشاركة أسهل لأنك تعلم أن الأمر يتعلق باللحظة الحالية، ولا تدعها تلون العلاقة أو الشخص بأكمله. 

مانع الزمان والمكان: عندما تُقرر التعبير عن مشاعرك، ضع في اعتبارك عامل التوقيت. إذا اخترت لحظة غير مناسبة، قد يصبح الموقف سلبياً وتعتقد خطأً أن العواطف تشكل خطورة على العلاقة. عندما يرغب المرء في مشاركة شيء ما، فمن المهم أن يسأل عن الوقت المناسب للتحدث أو التحقق مما إذا كان بإمكانه التحدث الآن. 

لا تنتظر طويلاً: بمجرد أن يكون لديك شيء تريد مشاركته، فعليك ألا تنتظر وقتًا طويلاً لمعالجته. سوف تراكم القلق في عقلك. مع مرور الوقت سيبدو الأمر مخيفًا أكثر ويصعب نطقه. عندما تعرف ما الذي تريد مشاركته، لا تؤجل سؤال زوجتك عن أفضل وقت. تجنب الرهبة وقل “نحن بحاجة إلى الحديث”. قم بتأجيل المحادثة فقط إذا كنت منزعجًا للغاية. في هذه الحالة، لن تكون قادرًا على توضيح ما مشاعرك وستفقد القدرة على التحكم فيها، ولن تكون مستعدًا لسماع الطرف الآخر أيضًا. 

إنشاء مساحة خالية من الأحكام: لا أحد يستطيع الانفتاح على الطرف الآخر، إذا كان يتوقع الحكم عليه. عندما تقوم زوجتك بمحاولة مشاركة مشاعرها، حاول تجنب الوقوع في موقف دفاعي أو غاضب. هذا يمكن أن يعيق فقط المشاركة في المستقبل. 

ابتعد عن عبارات “أنت”: لتجنب دفع الشخص الآخر إلى موقف دفاعي، ابتعد عن عبارات “أنت”. على الرغم من أنك قد تفكر في سلوكيات زوجتك والتأثيرات التي تُسببها، إلا أن ما عليك القيام به هو أن تركز على ما تشعر به حيال ذلك. بدلاً من قول “أنت تثير غضبي” قل “أشعر بالغضب عندما”. هذا الأمر بإمكانه أن يمنع الاحتكاك غير الضروري. لجعل الأمور أكثر عملية، قسّمها إلى 3 أقسام: اسم العاطفة، اذكر الفعل الذي أنتج المشاعر، تحدث بالتفصيل عن سبب شعورك بهذا الإجراء. 

ابتعد عن “دائمًا” و “أبدًا”: عندما تعمم فأنت لا تترك مساحة للمنظور الآخر. إذا كانوا دائمًا غير حساسين، فلماذا يحاولون سماعك الآن؟ إذا كنت ترغب في تحقيق نتيجة تجعل شريكك أكثر انتباهاً، فتجنب وصفه بشيء سلبي. بدلاً من ذلك، شارك ما تشعر به عندما لا يتم تلبية حاجتك وكيف شعرت عندما كانت كذلك. 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم