فؤاد عبدالله الحمد
عيد الأضحى هو أحد العيدين المفروضين على المسلمين، ويوافق اليوم العاشر من ذي الحجة، في هذا اليوم يكون حجاج بيت الله الحرام قد انتهوا من وقفة عرفة، وتُعدُّ أهمَّ مناسك الحج، وينتهي العيد في اليوم الثّالث عشر من ذي الحجة، أما من النّاحية الشّرعية، فإنَّ عيد الأضحى يُذكِّر المسلمين بموقف سيدنا إبراهيم عليه السّلام، عندما رأى في منامه نداءً من الله تعالى يأمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السّلام، وحينما روى لابنه إسماعيل رؤيته، كان الجواب الصّارم لسيدنا إسماعيل بأن قال لأبيه أن يفعل ما يُؤمر به، فهمّ بذبحه استجابةً لأوامر الله، فأنزل الله عز وجل كبشًا كبيرًا فداءً له، وأصبح النّاس يذبحون في هذا العيد كبشًا أو بقرةً أو ناقةً، ويوزعون لحومها على الفقراء، والمساكين، والأقارب، وأهل البيت، ولذلك يُسمى عيد الأضحى، يقول الله في كتابه العزيز: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ’.[١] وللعيد تسميات أخرى مثل يوم النحر، والعيد الكبير، وعيد الحجاج، وغيرها. يُسمّى العيد الكبير في فلسطين والأردن ولبنان ومصر وتونس والعراق وليبيا والمغرب والجزائر والسودان، ويسمى بعيد الحجاج في البحرين، ويسمى عيد القربان في إيران.[٢]
صلاة عيد الأضحى ووقتها وما بعدها
يدخل وقتُ صلاة العيد بعد ارتفاع الشّمس قدر رُمح، إذ حدَّدها العلماء بزوال حمرتها، وينتهى وقتها بزوال الشّمس، صلاةُ عيد الأضحى ركعتان، ويُكبَّرُ7 تكبيرات فى الرّكعة الأولى، عدا تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة سورة الفاتحة، فتصبح ثماني تكبيرات لو أضفنا تكبيرة الإحرام، وفي الرّكعة الثّانية يُكبر خمس تكبيرات عدا تكبيرة الرّفع من السّجود، فتصبح ست تكبيرات لو أضفنا تكبيرةَ الرّفع من السّجود، وبعد كلِّ تكبيرة يرفع المصلي يديه للسّماء قائلاً: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر”، ومن السّنة أن يقرأ إمام صلاة عيد الأضحى سورة “الأعلى”، أو سورة “ق” بعد سورة الفاتحة فى الرّكعة الأولى جهرًا، وفى الرّكعة الثّانية قراءة سورة “القمر”، أو سورة “الغاشية”، وبعد الصّلاة يخطب إمام صلاة العيد خطبتين، ويُستحبُّ الاستماع لخطبتي العيد، ثم يقوم المصلونَ بعد انتهاء صلاة العيد، بتحية بعضهم، ومصافحة بعضهم البعض، ويقولوا لبعضهم “تقبل الله منا ومنك” و”كل عام أنتم بخير”، ثم زيارة أقاربهم ومعايدتهم، بذهابهم إلى بيوتهم وتكون مفعمةً بالحيوية، وتقديم الفواكه، وكعك العيد. [٣]
مظاهر عيد الأضحى
تتميزُ أيام العيد بالفرح والعطاء، والعطف على الفقراء، وتلبس المدن والقرى الإسلاميّة ثوبًا جديدًا ابتهاجًا بهذه الأيام العظيمة، وتكون أيامَ العيد مصدر فرح وسعادة للجميع لا سيما الأطفال الذين يرتدون أثوابًا جديدة، وتكثرُ الحلوى والفواكه في بيوت المسلمين. ومن أهم مظاهر عيد الأضحى هو ذبح الأضحية، التي يبدأ وقتها بعد صلاة العيد وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، والأفضل هو ذبح الأضحية بعد الصلاة مباشرة كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.[٤]
—————————————
المراجع
↑ سورة الصافات، آية: 102.
↑ “لماذا سمي عيد الأضحى بالعيد الكبير؟”، amrkhaled، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2020. بتصرّف.
↑ “كيفية صلاة العيدين”، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2020. بتصرّف.
↑ “وقت ذبح الأضحية”، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2020. بتصرّف.