الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

كيف تكسب قلب إبنك؟



 

إنّ الأحرى بالزوجين أن يتفاهما على طريقة تربية الأبناء بدلاً من التفاهم على نوعية (العفش) ولون الستائر أو غرفة النوم والصالون!

وإنّ قطار الأسرة لا يسير إلا على خطين، فالتعاون والتفاهم ضرورة لابدّ منها وإلا لصار واحد من الوالدين يبني والآخر يهدم. وهذه بعض الطرق العملية التي يمكن أن يكسب بها الآباء قلوب أطفالهم.

  • إن كان الأولاد صغاراً فلابدّ من التثقيف وتعلّم فن تربية الأبناء وسماع كلام المجرّبين الموثوقين، والتحرّي عن كيفية مجابهة المشكلات قبل وقوعها، ولكلِّ فئة من الأعمار مشاكلها وحلولها.
  • إذا كان الأولاد قد كبروا فلا تيأس فإنك تستطيع بإذن الله عمل شيء ما، وذلك بمحاولة البدء بالتغيير في أسلوب التعامل مع الأبناء بطريقة علمية مدروسة.
  • إنّ للبيت حُرمته فاحرص أن لا تنقل للبيت مشاكل العمل بل (اغسل يديك) منها وأنت خارج من عملك، ثمّ عد إلى البيت كأب وزوج وليس كمدير وصاحب مؤسسة ذو وجه عابس مقطب يعطي الأوامر ويريد أن يطاع فقط.
  • ليست النقطة السابقة وحدها هي المطلوبة، بل يجب التحرك بنشاط لإيجاد جو يتفاعل فيه الوالدان مع أبنائهما وهذا يكون داخل البيت وخارجه.

فأما داخل البيت فهناك الجلسات الثابتة مثل وجبات الطعام وفيها يستطيع الوالدان عمل بعض الحركات المؤثّرة مثل تقديم قطعة من الطعام اللذيذ للطفل بقوله هذه هديّة لك مني، أو بوضع القطعة في فمه (حتى وإن كان كبيراً نوعاً ما) أو بالسؤال المباشر للطفل هي أعجبك الطعام أو هل تريد زيادة من هذا النوع.. إلخ.

أو تسرد بعض اللطائف والطرائف التي تثير جواً من المرح والبهجة على المائدة من سيرة الرسول (ص) أو سيرة صحابته الكرام أو مذكرات طفولة الوالدين.

التدريب على الكلام المنظم:

وفي البيت يستطيع الوالدان أيضاً أن يجريا جلسة على شكل احتفال صغير وذلك بين فترة وأخرى.

فينسق لها جيداً ويكون هناك عريف للحفل يقدّم ويتناوب الأبناء على الأدوار فواحد يبدأ بقراءة القرآن الكريم، وآخر للحديث، وثالث لكلمة ويشارك الوالدان ويمكن تسجيل الحفل على الـ CD للذكرى، ويتولى الوالدان تقوية معنويات الطفل الخجول بتقديمه بكلمة إطراء لائقة تشعره أنّه مهم وناجح مثل قولهم والآن نقدم لكم فضيلة الشيخ ويسمى اسمه ليتلو ما يتيسر من القرآن الكريم أو سعادة الأستاذ فلان.. إلخ.

وقد تكون الرحلة خارج البيت في منطقة زراعية أو جبلية أو صحراوية، فيحاول الأب لفت أنظار أبنائه إلى عظمة الله تعالى وخلقه الذي لا يحصى من جبال وأشجار وطيور وحشرات فيثير في الأبناء حب الله تعالى وتعظيمه وحب الاستطلاع والبحث العلمي.

التضحية بالوقت لهم.. والرفق بهم:

أبوّة بدون تضحية لا تجوز.. والتضحية قد تكون بالمال والجهد والوقت وأغلب ما يضن به الناس اليوم على أولادهم هو الوقت والجهد، فترى الأب وقد عاد إلى بيته من العمل ويريد أن يجد كلّ شيء مهيأ لراحته كأنّه في (فندق)، وينسى أنّ لأولاده عليه حقاً.

  • العنف يولد العنف.. وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه، وأنا أتفق مع بعض الآباء أننا نعيش ظروفاً تجعل الواحد منّا عصبياً بالطبع، ولكن على العقل أن يكون له القيادة والريادة.
  • عدم المحاباة والمساواة والعدل بين الأبناء وإعطاء كلّ واحد منهم انتباهاً ومعاملة خاصة كأنه هو الوحيد في الأسرة ولأجل عدم إثارة الحسد بين الإخوة يمكن تصنيف الأبناء على أساس أنّ كلَّ واحد منهم متفوق في شيء ما فواحد في المداومة على الدراسة، والآخر في العبادة، والثالث في النظافة وهكذا.
  • التأديب له أصناف وأشكال وليس الضرب هو الحلّ الأمثل بل تلجأ إليه إذا أعيتك الحيلة والحيل كثيرة، فمن التخويف إلى مقاطعة الطفل لفترة من الزمن وبطريقة ليِّنة وليست مجافاة كاملة إلى التلويح بعدم النزهة والفسحة وشراء الهدايا وتنفيذ ذلك أحياناً.
  • الانخراط مع الأبناء في نشاط علمي بناء وله أهداف معينة مثل المطالعة سوياً في المجلات والكتب الجيدة، وأخصّ بالذكر الموسوعات التي تحمل مواضيع علمية كثيرة وشيقة وتحوي عدداً هائلاً من الصور فتولّد عند الطفل حب المطالعة والبحث والاستفادة من الوقت، ويمكن تحويل بعض المواضيع إلى أفكار ملموسة مثل محاولة صنع محطة تحلية المياه أو مركز للاتصالات، وذلك باستعمال مواد مستهلكة موجودة تحت اليد من الزجاجات الفارغة وعلب الأدوية والأسلاك والخيوط وغيرها.

·      الهدايا: تهادوا تحابوا: كلمة قالها رسول الله (ص) لا أجد أفضل منها في التعبير. عن ما تفعله الهدية بالنفس، إنها تغسل القلوب من الضغينة وتزيل العداوة وتثير المودة، وأولادنا هم أفضل من نريد لهم ذلك، مع الانتباه لعدم الإسراف لئلا يذهب عن الهدية وقارها وهيبته

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم