لا أريد التعلم يا ماما !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : في ظل تطورات وسائل التعليم والمكافأة والتشجيع والعقاب ابني في سنته الأولى من مراحل التعلم شديد العناد أتعبني كثيرا لا يستجيب إلي إلا بشق الأنفس
إذا ناديته أو أي أحد لايلتفت مباشرة وأثناء أداءه للواجبات يتعبني كثيرا لا يرد ولا يريد الإستذكار الحفظ وبذات الكتابة لا يكتب أظل وقتا طوييييلا حتى يكتب وفي أغلب الأحيان لا يتم الكتابة أو لا يكتب أبدا
المحفزات والهدايا أيضا لم تجدي نفعا العقاب لم يجدي أنا عصبية وأتحمل كثيرا ولكن ما ألبث إلا وأن أفقد أعصابي أحاول أن أفهمه الأضرار التي تترتب بسبب الإهمال أن الأستاذ سيغضب منك أو أن أصحابك سيصبحون أفضل منك وأنا لاأريد هذا
وأسأله هل تريد ذلك حتى يجيبني بالنفي أحيانا عند ضغطي عليه ومحاولاتي التي باءت جميعها بالفشل يسألني بإمتعاظ لماذا أكتب وأذاكر تكون إجابتي له حتى تتعلم وتستطيع القراءة والكتابة فيكون رده لاأريد التعلم
والله لدرجة أنه قد يضحي بشيء ثمين سيكسبه مقابل أن لا يكتب أولا يذاكر أوحتى يفعل ما أريد حين يأتي المساء وينام أشعر أني أكره كل من حولي لدرجة البكاء وأن لا أحد يشعر بمعاناتي تعبت كثيرا منه ومن كثرة التفكير في حلول له حاولت الإستفادة ممن هم حولي ولكن دون فائدة
أرجوكم ساعدوني سألت الكثير ولكن الحلول التي عرضت قد جربتها ولم تنفع ومن أهمها المحفزات ولكن لا فائدة وربي يعلم بحالي أرسلت لكم وأنا منهارة دمعتي على خدي نهاية كل يوم أشعر بالعجز
وفي اليوم التالي أحاول الصمود والشعور بالإصرار على تحقيق نتيجة ولكن النتيجة سلبية أرسلت لمعلمه وحلوله عملت بها ولكن لا فائدة وفي آخر رسالة كانت عن عدم استجابته فوجدت أنه يعاني من عدم الإستجابة وحين تكلم زوجي معه أخبره المعلم بأني قد أكون لينة معه وأنا على العكس
في البداية لينة وقليلا قليلا أصبح مثل البركان الثائر لدرجة ماعاد أتحمل أي أحد وأحاول تهدأتهم جميعا والإنفراد بنفسي والنوم في هدوء وأحيانا لا أستطيع النوم أصاب بأرق بسببه
آسفة أطلت في سرد المشكلة ولكن حتى أكون قد وضحت لكم معاناتي واشعر أن أحدا ما قدفهمني واستعوب حجم ما أعانيه زوجي بارد جدا ولا أشعر بتفاعل منه سوى عندما أقترح نوع من العقاب كالحرمان مثلا لدرجة أني أتمنى أني لم أخبره بشيء أحيانا
أتمنى منكم عدم الإجابة بدبلوماسية أونقل قصص ومعناة أخرين وحلولها لأني وبصراحة مكتفية وحلول مشاكلهم لن تفيدني مادام إبني اللي في راسه يسويه
وأريد الحل مباشرة لهذه الأزمة لأني أتوقع ما ينتهي الترم والا نصفه والا أنا في المستشفى من الضغط اللي مسببه لي على الرغم إني دخلته تمهيدي ودرس القاعدة النورانيةويحفظ تقريبا جزء عم وأقل قليلا
اسم المستشير أم عمر
____________________
رد المستشار أ. أماني محمد داود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عزيزتي الأم الفاضلة استعيني بالله وأحسني الظن بالله عز وجل .
ليس هناك مستحيل بل الأمر يحتاج فهم صحيح ويلزمه وقت ومحاولات عديدة مختلفة .
بداية الحل عندك ومعك ارفعى عنك التوتر واليأس والرسائل السلبية ,أنت عندك اعتقاد ويقين بصعوبة التغير وأن أي حل لن يجدي معه والمفروض العكس .
تفاؤل واعتقاد ايجابي أنها مرحلة ومحنة وسوف تمر بسلام بعون الله القدير فقط علينا الأخذ بالأسباب وحسن الظن بالله وصدق التوكل عليه .
جددي علاقتك بالله وتقربي له بالنوافل بعد الفرائض قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) المؤمن لا يمرض نفسيا ولا يخاف ويقلق من متاعب الدنيا .
يرضى بالقدر ويحمد ويشكر ,عليك بتقبل نفسك أولا ثم تقبل ابنك .
اسألي الله الشفاء والنجاة من التوتر والعصبية واقتدى بالرسول الكريم في علاج الغضب بالوضوء,تغير الوضع الاستعاذة من الشيطان الرجيم.
شارك ابنك عبادات وحسنى من صلة بالله ولتكن له صحبة مسجد قريب إن التربية الإيمانية هي أساس صلاح الفرد وسبب نجاح باقي أنواع التربية مثل النفسية والصحية والثقافية و……
لابد من استبدال حالة الصراع التي بينكم إلي حالة حب ووئام وسلام ,أكثري من التعبير له عن الحب والفخر والتقبل له كما هو حتى يتقدم معك خطوة إلى الأمام .
يحتاج مساحة من الحرية والتسامح ,أغمضي عينيك وقللي من اهتمامك الزائد بهذه المشكلة .
كلما تكرر ترصدك له وسيطرتك معه كلما ازداد هو عند و إصرار علي الرفض لما تأمريه به (لاتدفعوا بأولادكم إلى التمرد ).
هذه القاعدة التربوية تدعونا إلي اللين والرفق في الطلب وعدم إصدار الأوامر لان رد الفعل دوما سيكون الرفض (ماكان الرفق في شيء ماكان الرفق في شيء إلا زانه ……هذا فيما ورد عن رسول الله .
عزيزتي الأم الفاضلة أنت مربي ,وللمربي صفات لابد أن يجتهد بالتحلي بها وقدوتنا في ذلك مربي البشرية الأول سيدنا رسول الله
الحلم ,الصبر ,اللين ,الرفق,الرحمة ,……….
وتأكدي أن محصلة الشدة والتحكم والسيطرة دوما لا تجدي وأسرع وسائل التغير وتعديل السلوك هي التشجيع والتعزيز المكافأة والترغيب لا الترهيب
وإذا كنت قد استنفزتى كل وسائل التحبيب والتشجيع ولم تجدي معه فأنت بذلك تعلقي كل الطرق أمام الحل والتغير .
لا تبكي علي اللبن المسكوب ,الأب سلبي ولن يتغير ,جربت المعلم ولم يجدي ,……….
ابنك يرفض ويصر أن يضر نفسه لأن هناك ما يشغله ويلزمه ويحتاج له وهو بالنسبة له ضروري ولازم وبالنسبة لك عادى أو غير معروف .
علينا أن نبحث عما ينقصه ويحتاجه من مطالب معنوية قبل المادية .
الطفل يحتاج إلي الحب والأمان ,الاحترام والتقدير ,الثقة بالنفس ,تعرفي على خصائص مراحل نمو الطفل والطريقة السليمة للتعامل مع كل ظاهرة من خلال الكتب ,الدورات ,النت,وتفسير القرآن الكريم وسيرة الرسول مرجع أساسي لك مربي ناجح .
هناك التربية بالقصة ,بالمثل ,بالقدوة ,…..
عليك بمشاركة المدرسة معك والمتابعة بكل الوسائل ,يشارك في الأنشطة وما يحبه حتى يحقق فيه نجاح .
يمارس رياضة ,ويفرع طاقته ويشغل جزء من وقته في هوايات مثمرة تسعده ويحب التطوير فيها والانجاز .
نحن نركز جدا علي الجانب الدراسي وننفق عليه الكثير من الوقت والجهد لدرجة أن نحطم جانب من جوانب الشخصية دون أن نشعر فنفقد الكل النجاح الدراسي والشخصي معا .
عندما تتزن الشخصية وتتوازن نفسيا ومعنويا تنجح دراسيا ارفعي من معنويات ابنك وأزيلي كل السلبيات اللفظية والمعنوية والمادية بينكم ,واجعلي منه متميز بالتشجيع والأخذ بقدراته وإمكانياته فتزيد وتنمو عندما يحبك سوف يطيعك (إن المحب لمن يحب مطيع)
وعندما يحب المدرسة والدراسة سوف يقوم بعمل الواجبات ولكي يحب لابد أن يشعر هو أنه محبوب ومقبول وموجود وذلك عندما نشبع كل احتياجاته ونسد مايلزمه من معنويات وينعم بالدفء والأمان والحرية في بيته فيعم ذلك علي مدرسته .
ويكتب له الفلاح والنجاح بعون الله .