الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

الذكاء العاطفي أفضل وسيلة.. تعلَّمي فن قيادة الأسرة



 

قيادة الأسرة فن لا يعلمه الكثيرون. يجب أن يتحمَّل كل من الأم والأب المسئولية الكاملة في رعاية الأبناء واستقرارهم وتوفير الحب والحنان، بدلا من اللهاث ليل نهار لتوفير سبل الحياة الرغدة فقط؛ فقيادة الأسرة تتطلب أن يتمتع كل من الوالدين بفن الذكاء العاطفي وحسن تقدير الأمور، لينشأ جيل مستقر نافع للمجتمع وللأسرة.. إليك (كتالوج) مختصر يشرح لك كيف تقودين أسرتك إلى بر الأمان بالاشتراك مع رفيق الكفاح وشريكك في الرحلة.

يؤكد الدكتور شريف صلاح الدين، خبير العلاقات الأسرية والتنمية البشرية، أن العلاقات الزوجية والعاطفية إما أن تكون زهورا أو أشواكا: الزهور هي مشاعر الحب والود وكل المشاعر الإيجابية بين الزوجين، ومثلها مثل الفل والياسمين والورد التي تحتاج إلى متابعة وعناية فائقة، فإذا أهملناها ذبلت وانتهت تدريجيا. أما أشجار الشوك فهي تمثل الشقاق والخلافات الزوجية، وهذه الأمور تنمو في حالة عدم المتابعة لها وتزيد حدّتها يوما بعد يوم في حالة إهمال التعامل الإيجابي معها.

وينصح الدكتور شريف صلاح الدين قائلا: عزيزي الزوج وعزيزتي الزوجة؛ كل منكما مسئول عن جمال شريك حياته، فكن راعيا محبا له تحت أي ظروف وفي الكرب قبل الفرح. إن أعظم هدية على الإطلاق يمكن تقديمها إلى الأبناء وأفضل وسيلة لتنشئة جيل سوي هي أن تحب شريك حياتك، وأن تتقبل اختلافه معك، وأن تحترم وجهة نظره، وألا تتحدث عنه بسوء في حالة غيابه.

في مركب واحدة

ترى الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية أن الأسرة تحتاج إلى تعاون كلا الزوجين في القيادة، ويجب أن يتفق كلا الطرفين على الأسس والقواعد التي تقوم عليها الأسرة، حتى لا يحدث تضارب بعد إنجاب الأطفال، ويجب على أي طرف من أطرف الأسرة ألا يحمِّل المسئولية في القيادة للطرف الثاني وحده؛ فكلاهما شريك ولكل منهما دور محدد يجب ألا يحيد عنه، حتى لا ينشأ الأبناء بشكل خاطئ، وحتى يعرف الأبناء أدوارهم المستقبلية في الحياة، فقد تكون الأم عاملة وتتحمل مسئولية البيت والأبناء والعمل، والزوج يلقي كل المسئولية على عاتقها، وهذا خطأ كبير في التربية، فالأولاد يتعودون أن الأم هي التي تقود الأسرة ويصبح دور الأب هامشيا، فتختل الموازين داخل الأسرة، فكلا الزوجين له دور يجب أن يقوم به ولا يلقيه على عاتق الطرف الثاني لتستقيم الأمور وينشأ الأبناء نشأة سوية.

وتؤكد الدكتور إنشاد عز الدين خطورة ترك الأبناء فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة من هم في سن صغيرة، ويجب أن تتفرغ الأم لرعاية أبنائها بشكل كامل في مراحل الطفولة المبكرة؛ فالأم تملك القدرة على الصبر والتحمل والتفكير المستمر في حماية وتدعيم الأسرة لتصل إلى مستقبل أفضل. كما يجب الاتفاق على استراتيچية محددة لتربية الأبناء، وألا يكون همهم الوحيد هو جمع المال فقط بدلًا من تنشئة جيل سليم نافع للأسرة والمجتمع.

قيادة ذكية

حول قيادة الأسرة بذكاء تقول الدكتور بثينة عبد الرؤوف، مدرس أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة: إن كل إنسان يمتلك درجة من الذكاء يسمي الذكاء العاطفي، وهو الذى يجعله قادرا على إقامة علاقات جيدة مع أفراد المجتمع، وهناك بعض الأشخاص يمتلكون أنواعا أخرى من الذكاء منها الذكاء الرياضي أو البدني، كما أن لدى البعض الآخر نوعا من القدرة على القيادة، وهذا يختلف عن الذكاء المعرفي الذى يعنى امتلاك مجموعة من القدرات والمهارات المختلفة التي يقتضيها التعامل مع الآخرين. ومن المهم أن يوظف الإنسان ذكاءه فى التعامل مع المجتمع الخارجي. أما المرأة فلها وضع خاص – والكلام ما زال على لسان الدكتورة بثينة عبد الرؤوف – وعليها أن تدرك جيدا الأشياء التى تنقص أسرتها وتحاول إكمالها، وذلك من خلال القدرة على فهم الآخر، وأن تملك القدرة على المعرفة كما يجب عليها أن تنظر إلى قدرات الآخرين حتى تتمكن من تسخير قدرة كل شخص داخل العائلة. كما يجب على الزوجة أو الأم أن تضع نفسها مكان الآخرين وتدرك ظروفهم جيدا، وأن تختار اللحظة المناسبة التى تطلب فيها ما تريده منهم، فالبعض يملك القدرة على تلبية الأمر مباشرة أو يؤجله إلى وقت آخر، وهذا ليس عيبا، ويجب أن ندرك أن أبناءنا ليسوا نسخة منا، وأن كل ابن له شخصية مختلفة عن الآخر، ويجب أن تملك الأم الذكاء الكافى لتسخير قدرة كل واحد منهم على تحقيق النمو داخل الأسرة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم