من المعروف أن النساء أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهن، وأكثر ميلاً إلى التحدث والثرثرة، بينما يميل الرجال إلى الصمت، وإخفاء مشاعرهم تحت مسمى القوة والرجولة.
ولكن الحقيقة الصادمة، أن الرجال يرغبون بشدة في الانفتاح ومشاركة مشاعرهم ومخاوفهم وطموحهم وشغفهم، ورغم ذلك يكبحون هذه الرغبة.
تشير كثير من الدراسات إلى أنه نسبة 30% من المشاكل الزوجية تحدث بسبب صمت الرجال وعدم القدرة على التواصل الجيد. ويعترف الرجال بأن أحد أهم أسباب عراكهم مع زوجاتهم هو عدم التواصل. فلماذا لا يستطيع الرجل التعبير عما بداخله، والتحدث عن مشاعره علناً؟
أسباب صمت الرجل وإخفاء مشاعره
يصدق الرجل في مقولة “الأفعال وليس الأقوال” فالرجل يشعر براحة أكبر في التعبير عن مشاعره في صورة تصرفات، وحين يرغب الرجل في التحدث، فإنه ويميل أن يتحدث عن أفعال قام بها، بدلا من الحديث عن مشاعره.
يحتاج الرجل إلى أن يهدأ أولاً، لتخفيف الضغط والتوتر بداخله أولاً، ليكون قادراً على التحدث والتعبير عما بداخله. فعندما تجتاح الرجل مشاعر قوية بداخله، يرتفع ضغط دمه ويأخذ وقتاً طويلاً حتى يعود إلى مستواه الطبيعي، ولذلك يقوم الرجل بشكل فطري وغريزي بترك المشكلة حتى تهدأ من أجل الحفاظ على صحته.
يرغب الرجل في الهدوء والصمت بمجرد دخوله المنزل، فهو المكان الذي يخلد فيه للهدوء والاسترخاء، ويشعر بتوتر وغضب حين يبدأ طرح الأسئلة عليه مباشرةً. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن 14% من الرجال يرغبون في تفقد بريدهم الإلكتروني بمجرد الدخول إلى المنزل، و 12% منهم يريدون الاسترخاء في دورة المياه و 20% يرغبون بتناول الطعام.
يشعر الرجل بالملل من التحدث عما يجول بداخله، وينظر إلى التعبير عن المشاعر أنه مضيعة للوقت بدون فائدة، لذلك يميل الرجل للصمت والكتمان، على عكس المرأة التي تشعر بالراحة عندما تفضي عما بداخلها.
كره الرجل شعوره بأنه تحت الاستجواب، لذا يلجأ إلى الاختصار والتكثيف في حديثه، في كلامه، ولا ينتبه إلى أنه كلما قل الحديث، كلما كثرت الأسئلة.
كما يوجد سبب بيولوجي يرجع إلى “الجسم الثفني Corpus Callosum” وهو جزء من الدماغ يربط بين الجانب الأيمن والأيسر منها، ويسمح للتواصل بينهما. ويكون حجم هذا الجزء أصغر لدى الرجال مقارنة بالنساء، مما ينتج عنه فصل طبيعي بين التفكير والشعور لدى الرجل، لذا يحجم عن التحدث عن مشاعره. بينما تمتلك المرأة قدرة أكبر على التفكير والشعور