الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

ماذا يعني احترامنا لأنفُسنا؟



 

يعني في ما يعني، أنّ الإنسان – مخلوقُ الله المُعظَّم والمُكرَّم – وخليفة الله في أرضه، والحامل لمعاني أسمائه الحسنى، والمتخلِّق بأخلاقه، يتعيَّن عليه استحضار كلَّ هذه القيم في مسيرته الحياتية، وعلى مدى التزامه بها، والأخذ من بركاتها، والتحلِّي بها، يفرضُ احترامه على الآخرين.. وبكلمة أُخرى، فإنّ استيجاب الاحترام من لدنّ الآخرين، يأتي أوّلاً من احترام أحدنا لشخصيّته الإنسانية، ولمكانته في الحياة، وبما يتوافر عليه من قِيَم ما يُحسنُه.

ويعني في ما يعني، أنّ الاحترام يستقطب الاحترام، كقانون عام، ومتى ما احترم أحدُنا ذاته فلم يوقعها في (مذلّة) أو (مَهانة) أو (زَلل) أو (خَلل)، جاءه الاحترام من الآخرين على طبق أغلى من الذهب، وهو (الإجلالُ والتوقير والإكبار)، و(مؤدِّبُ نفسه أحقُّ بالإجلال)، كما يُقال.

– ويعني كذلك، أنّ ابتعاد الإنسان عن كلّ ما يشين إنسانيّته ومكانته ومقامه، يُقرِّبه زُلفى إلى مكارم الأخلاق، ومحمود الصفات والخصال، بعد أن يجد أنّ أبناء الإنسانية – في مجتمعه وخارجه -، وإن تعدَّدت ثقافاتهم، واختلفت مشاربهم؛ لكنّهم يلتقون على (احترام) الإنسان المُحتَرِم لذاته.

خُذ على ذلك مثلاً (الوقوفُ في الطابور) حتى يأتيك الدور، مجلبةٌ للاحترام، لأنّ (احترام النظام) لا يأتي من مجرّد فرض بالقانون، ولا إملاء من سلطة عليا، بل من خلال (تسالم) الناس عليه، ومن خلال النظر إلى مُحتَرِم النظام على أنّه إنسانٌ مُحتَرِمٌ لذاته، ومُحتَرِمٌ لغيره، فكان حقّاً، ومن خلال (عقد اجتماعي) غير مكتوب، (عُرف اجتماعي يجلّ النظام ويرعاه) على غيره أن يحترمه.

ومواردُ احترام الذات عديدة لا يسعها حصر، سواء في (المشاركة) حيث تستدعي المشاركة أو المساهمة الخيِّرة، أو في (الانسحاب) حيث يكون الانسحابُ حافظاً للكرامة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم