الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

أُمور تخجل المرأة من البوح بها لزوجها



 

◄لا يشك أحد في أنّ الزواج مؤسسة قائمة على قيم كثيرة، من بينها الحبّ والاحترام والثقة والصراحة. في المقابل، لو تطرّقنا إلى الأُمور التي تخجل الزوجة من البوح بها لزوجها، فنحن لا نتعرّض بها لزوجها، فنحن لا نتعرّض لهذه القيم، إنما لواقع تعتمده الزوجة لسبب في نفسها، التحقيق التالي يُسلِّط الضوء عليها.

علاقتهما الحميمية، مرضها، حاجتها إلى نقود، مشكلاتها مع والدته أو أهله ومشكلات أهلها… إلى أمور أخرى كثيرة، تخجل المرأة أن تنطق بها أمام زوجها، لا لأنّها تخون صراحتها معه؛ ولكن لاقتناعها أنّ أسلوبها الخجول هذا يدور في فلك تربيتها من جهة، ويصون كرامتها وعزّة نفسها من جهة ثانية.

ما الأمور التي تخفيها المرأة عن زوجها، ولماذا؟ وما هو تأثير عدم البوح بها على علاقتهما؟

– عيب:

“ما أخجل من البوح به لزوجي، لا أخجل من إخباركم به”، هذا ما تقوله سالمة محمّد (مدرسة لغة عربية، متزوجة منذ عام) بنبرة ساخرة، وتضيف: “العلاقة الزوجية بيني وبين زوجي وكلّ ما يرتبط بالأمور الحميمية بيننا.. ليست على ما يرام”.

تأخذ سالمة نفساً عميقاً وتتابع بخجل، لم تستطع أن تمحيه من محياها: “لست راضية عن علاقتنا الجنسية؛ لكنّني لا أخبره بذلك، لأنّ تربيتي وخجلي يمنعاني من البوح بمثل هذه الأمور”. تكمل سالمة: “يصعب عليَّ التحدُّث في هذه الأمور مع زوجي. تربيت على أنّها من المحرمات، وبالتالي يجب ألّا نتحدّث بها. أخشى أنّني لن أتمكّن من شرح ما أشعر به إذا فتحت الموضوع معه، الأمر يحرجني، لأنّ الحديث عن الجنس في ثقافتي وتربيتي، هو عيب”.

– غضب:

تغمز رافعة عالم (ربّة منزل، متزوجة منذ 20 عاماً ولديها ولدان) ابنها الشاب الواقف إلى جانبها وتبوح قائلة: “توفيت والدة زوجي منذ وقت بعيد، ولم يعرف زوجي أنّني لم أحبّها يوماً”.

تبتسم رافعة لابنها، وتتابع: “لم تكن علاقتي بها طيبة وضايقتني كثيراً، إلّا أنّني لم أفتح فمي بكلمة ضدّها، لأنّني كنت أخجل من فعل ذلك، كما كنت أخاف من إثارة غضب زوجي منّي بسبب والدته، فتتوتر العلاقة بيننا وتتأثر بشكل سلبي”. تنظر رافعة بعيداً للحظة قبل أن تقول: “في الواقع كنت أخاف أن تزعل منّي هي أيضاً رحمها الله. بأسلوبي قطعت الطريق على الشر وسكتت”. وتختم: “هي اليوم في دار الحق وأنا مع زوجي، لذا اعتقد أنّ سكوتي على مدى سنين طويلة متن زواجي وضمن استمراره”.

– مرض:

خبرة 42 عاماً من الزواج كانت كفيلة بأن تُعلم سليمة بوغالم (ربّة منزل وأُم لـ4 أولاد) ما يجب أن تحكيه لزوجها وما يجدر بها الاحتفاظ به لنفسها. تقول سليمة: “لطالما خجلت من أن أخبر زوجي عن أي مرض أصاب به، سواء أكان نزلة برد أم مرضاً نسائياً. لأنّني أشعر بأنّني لو أخبرته فهو بالتأكيد سينظر لي كامرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوّة، وبالتالي قضيت العمر معه وأنا أخفي عنه أي مرض يصيبني”.

تشرد سليمة طويلاً وهي تتحدّث بتلعثم لتضيف قائلة: “زوجي من النوع الذي يخاف من المرض، لذلك أخشى دائماً أن يعرف عن مرضي فيحزن وتتأثر علاقتنا سلباً”. هذا ليس كلّ ما تخجل سليمة من البوح به لزوجها، بل تعترف: “غالباً ما أساعد أهله وأهلي مادّياً وأقف إلى جانبهم في مواقف لا تعد ولا تحصى، ولم أخبره يوماً بذلك خجلاً وخوفاً من أن يحسب أنّ مساعدتي لهم تتقدم على اهتمامي به”. وتضيف: “تعلّمت من عشرتي لزوجي أنّني بالأسلوب الذي أخبرتكم عنه أحمي بيتي وأعيش الأمان والاستقرار، وما استمرار علاقتنا الزوجية إلّا دليل قاطع على ما أقوله”.

– نقود:

هل يمكن أن تخفي الزوجة عن زوجها أنّها في حاجة إلى نقود؟ من الواضح أنّ الجواب يمكن أن يكون: “نعم”، حيث تؤكد شيرين ناصر (مهندسة، متزوجة منذ 9 أعوام ولديها طفلان) أنّها تفعل ذلك، وتقول: “زوجي كريم للغاية، وعلى الرغم من أنّني أعمل ولدي راتبي الخاص الذي يكفيني وزيادة، فإنّه لا يتوقف عن إعطائي المزيد من النقود؛ لكنّني في بعض الأحيان أفرط في الشراء حتى آخر درهم معي، وفي هذه الحالة أجدني أخجل من أن أخبر زوجي بحاجتي إلى نقود، وأفضل الانتظار حتى أحصل على مرتبي أوّل الشهر”.

شيرين تواصل بوحها قائلة: “أعلم جيِّداً أنّ ما أقوم به غير منطقي، ولا أجد له تفسيراً؛ لكنّني أذكر أنّني منذ كنت طفلة وأنا أخجل من أطلب مصروفي من أُمّي وأبي عندما ينسيان أن يعطياه لي قبل ذهابي إلى المدرسة”.

المهم أنّ شيرين محظوظة بزوجها الذي تفهّم حالتها، وأصبح يضع داخل حقيبة يدها مبلغاً من المال من حين لآخر.

– نكد:

كأنّ فاطمة ملحم (تعمل في مجال العلاقات العامّة) وتستعد للزواج بفتى أحلامها قريباً، مستعدة نفسياً لفعل أي شيء لحماية زواجها، إذ تقول: “إذا وقعت مشكلة بيني وبين أهل زوجي لن أتي على ذكرها له لكي لا أعكر مزاجه، وكذلك إذا كان لأهلي مشكلة معه فلن أتطرّق لها. همي الأوحد سيكون حماية بيتي من المشكلات سواء أكانت من أهله أم من أهلي”.

وقرار فاطمة هذا ينطلق وبحسب ما تقول: “من خبرة صديقاتي المتزوجات اللاتي يخبرنني عن مشكلاتهنّ مع أهالي أزواجهنّ، لذا سوف أكون أذكى منهنّ وأبعد علاقتي بزوجي عن مشكلات قد تحصل معي ومع أهله، وأعتقد أنّ في ذلك راحة بال لي وله”.

وتختم: “إذا نكدت على زوجي بأخبار عائلته أو عائلتي، فهو في المقابل سوف ينكد عليَّ، إذن من الأفضل السكوت وإدارة الظهر للنكد من أي مصدر كان”.

– مصلحة:

على صعيد متصل، لا تخفي شيماء محمّد (ربّة منزل، متزوجة منذ 15 عاماً ولديها 3 أولاد) أنّها تخجل من إخبار زوجها عن أي مشكلة تقع بينها وبين أهلها. تنظر شيماء بعيداً وهي تعلّق مشيرة بالقول: “إذا أخبرته سيقف إلى جانبي ويأخذ موقفاً من أهلي، ومع الوقت سوف أتصالح مع أهلي وتعود المياه إلى مجاريها بيني وبينهم؛ لكنّها بالتأكيد لن تعود كما كانت بينه وبينهم”.

لذا ترى شيماء أنّ “هناك مصلحة كبيرة لي في إخفاء مثل هذه الأمور، بل هي مصلحة مشتركة للجميع، ومن شأنها ألّا تترك رواسب في النفوس تؤثر في سير العلاقات بسلام وهدوء”.

تنطلق شيماء من استنتاجها الشخصي لتتوجه بالنصيحة إلى السيدات قائلة: “على المرأة أن تعرف ماذا تخفي عن زوجها وماذا تبوح له به، هناك أمور عليها أن تصارحه بها لأنّها من أساس علاقتهما الزوجية، وهناك أمور سخيفة وعابرة وعدم الحديث فيها يكون أقل ضرراً من مناقشتها مع الزوج، فيجدر بهنّ التصرّف بذكاء وحكمة في هذا الموضوع”.

– العائلة:

مشكلات أفراد العائلة هي من الأمور التي تخجل إيمان سلام (ربّة منزل، متزوجة منذ 12 عاماً ولديها 3 أولاد) من البوح بها لزوجها، وتحكي موضحةً أنّ “الأمور التي تتعلّق بأفراد عائلتي هي خصوصية جدّاً، وقد يكون من الأفضل عدم معرفة زوجي بها، لا لسبب إلّا لأنّني لا أريد أن أدخحله في متاهات لا شأن له بها”.

تتنهد إيمان والابتسامة على وجهها وهي تتابع حديثها معنا ملاحظة “هناك أمور كثيرة أعتبرها سطحية ولا تستاهل أن أخبر زوجي عنها، بل أنا أخجل من البوح بها له، وفي العادة أحسن التعامل معها بهدوء وأنهيها قبل أن تبدأ”.

نسأل إيمان عن هذه الأمور، فتسرع بالرد علينا بنبرة حازمة: “هي أمور وانتهى الموضوع، لا أحب أن أتحدّث عنها لأنّها ليست مهمّة”. وتنهي كلامها معلّقة: “المهم أنّني امرأة صريحة إلى أبعد الحدود مع زوجي. في الواقع أنا أخجل من إخفاء أي أمر عنه، اللهم إلّا المسائل التي لا علاقة له بها وتخص عائلتي. في الواقع، أشعر بأنّني لو أخبرته عنها أصدع له رأسه لا أكثر ولا أقل”.

– تحفُّظ:

من جهتها، تعلن سمية بن عقيلة (متزوجة منذ 7 أعوام): “لم أعتد إخفاء أي أمر عن زوجي؛ لكنّني حين أشتري هدية لأحد أفراد أسرتي في مناسبة من المناسبات السعيدة، لا أخبره بذلك”.

تفكر سمية، وتتابع: “زوجي ليس بخيلاً ولا يعارض أن أشتري الهدايا لأهلي، إنما أنا لا أرى داعياً لأن يعرف بأمر كهذا، لذا أتحفظ على هذا الموضوع ولا أناقشه معه”.

تنتقل سمية إلى أمر آخر، لتضيف أنّ “في بعض الأحيان أرى أنّ زوجي مشغول جدّاً في عمله، بينما أكون أنا مضطرة للذهاب إلى مكانٍ ما، فأذهب من دون أن أخبره. أعرف أنّه لن يعارض ذهابي لو أخبرته، وكلّ ما هنالك أنّني أخجل من إخباره أنّني ذاهبة للتسوق بينما هو في خضم عمله، فاسكت تفادياً لكلمة قد أسمعها منه ربما لا تكون في مكانها بسبب الضغط الذي يعانيه”.

– قصص الصديقات:

“أخجل من إخبار زوجي عن قصص صديقاتي وعن حياتهنّ مع أزواجهنّ والمشكلات التي يعشنها”، بهذه العبارة تفتتح سناء موبي (ربّة منزل، متزوجة منذ 6 أعوام ولديها ولدان) حديثها، ثمّ تكمل قائلة: “أخجل أن أتي على ذكر صديقاتي وقصصهنّ في الحياة أمام زوجي، لأنّها ربما لن تعجبه ويعاتبني أو يحسبني أتأثر بهنّ بشكل أو بآخر، لذا لا شأن لزوجي بقصص صديقاتي”.

تعلّق سناء ساخرة وتتابع ملاحظة: “بالإضافة إلى خجلي من سردها له، أرى أنّه لا يحقّ لي الإفشاء بها لأحد حتى لو كان زوجي وشريك عمري، على الرغم من أنّني حريصة كلّ الحرص على عدم إخفاء أي أمر عنه” وتعقب سناء: “أنا بطبعي صريحة جدّاً مع زوجي ولا أخفي عنه تفصيلاً صغيراً يرتبط بي، في المقابل أراني أخجل مثلاً أن أحدثه عن العلاقة المتأزمة بين صديقتي وحماتها. ربما لو أخبرته لاستمع وانتهى الأمر، كما أنّ هناك احتمالاً أن تتحوّل القصّة إلى موضوع ثقيل الدم. أنا في غنى عن مواقف لا مصلحة لي فيها”.

– وجع الرأس:

ما إنْ تسمع فرح حامين (خبيرة تجميل) السؤال حتى تعلّق بالقول: “عندما أتزوج مستقبلاً، لن أخجل من البوح بكلّ شيء لزوجي، إلّا أنّني سوف أحتفظ لنفسي بمشكلاتي مع أهله لكي لا أعقد حياتي معه أو أجعله ينفر منّي، لأنّني أشعر بأنّ الرجال بمعظمهم يميلون إلى الابتعاد عن المشكلات، ولا يحبون وجع الرأس مطلقاً خصوصاً لو أتى من زوجته وأهله”.

تدير فرح رأسها يساراً ثمّ يميناً وبعدها تتمتم مبتسمة: “أعتقد أنّ الزواج يُكسب المرأة خبرة ويعلّمها كيفية التعامل مع الأمور، وما يجب أن تتحدّث عنه مع زوجها والعكس؛ لكنّني أرى على الصعيد الشخصي أنّني لن أتمكّن من إخفاء شيء عن زوجي حتى لو كنت أخجل من التحدّث عنه”.

– الشفافية مطلوبة:

للوقوف عند الأمور التي تخجل المرأة من البوح بها لزوجها، نستشير الدكتور إنعام المنصوري (خبيرة العلاقات الأسرية ومديرة مركز الأسرة السعيدة للاستشارات الأسرية والتربوية)، التي تعلّق بالقول: “على الرغم من أنّ العلاقات في معظمها تقوم على الشفافية، إلّا أنّنا لا نستطيع أن ننكر أنّ هناك أموراً كثيرة تخجل المرأة من البوح بها لزوجها، وأهمّها في رأيي تلك التي تتعلّق بالعلاقة الحميمية بينهما، لاسيما حين تكون الزوجة صغيرة في السن ولا خبرة لديها بهذه الأمور”.

وتتابع د. المنصوري مضيفةً أنّ المرأة بشكل عام، تخجل أيضاً منا لموضوعات المرتبطة بالمال، لأنّها تشعر بأنّ هذا الموضوع يسيء إلى كرامتها. كما تخجل من التطرق إلى مشكلات تحصل بينها وبين أهله، لأنّ المجتمع يفرض عليها كسب ودهم ورضاهم، لذا فهي تخشى أن تؤثّر تلك المشكلات في علاقتها بابنهم شريك حياتها.

وتتابع المنصوري حديثها عن الأمور التي تخجل المرأة من البوح بها لزوجها، لافتة إلى أنّ “المرأة تخجل من الاعتراف لزوجها بالتقنيات التجميلية التي تستخدمها، لأنّها تحبّ دوماً أن تبقى في نظره رائعة الجمال وطبيعية، الأمر نفسه يدفعها إلى إخفاء مرضها عنه أحياناً لخجلها من ردة فعله أو خوفاً من أن تتغير نظرته إليها”.

تتوقف د. المنصوري عند هذه النقطة لتوضح: “أحذر المرأة أن تخفي عن زوجها أنّها مصابة بمرض خطير مثل العقم أو القلب أو السكري أو مرض وراثي أخذته عن عائلتها، لأنّ الزوج لن يكون سعيداً بهذا الإخفاء، ولن تؤول الأمور معه في هذا الخصوص إلى مخرج إيجابي”.

في سياق متصل، تعقب د. إنعام المنصوري وتشير إلى أنّ “من المهم ألّا تخجل المرأة من البوح لزوجها بأمور أساسية في علاقتهما أو من شأنها أن تقوض استقرارهما. وللزوج دور كبير في هذا الموضوع، لأنّه في البيت بمثابة قائد الأوركسترا الموسيقية الذي يوزّع أدوار العازفين ليحسنوا عزف القطعة الموسيقية، يدير دور كلّ فرد من أفراد عائلته، فيعطي زوجته الحرّية الكاملة لمصارحته ويعودها على الشفافية معه، ويكون منفتحاً ومتقبلاً لكلّ ما تقوله له، لأنّه إذا تصرّف بتحفظ معها فسوف تسود الأسرار بينهما ويشوب الغموض علاقتهما”.

وتنهي د. المنصوري مداخلتها بالقول: “من خلال خبرتي أجد أنّ الشفافية والابتعاد عن الادعاء والصراحة والوضوح، جميعها أمور مهمّة جدّاً في الحياة الزوجية. لذا أنصح المتزوجين بوضع القوانين التي تنسق علاقتهم، وعدم التصنع مع الشريك ليضمنوا سير الزواج بأمان واستقرار”.

– أساس السعادة الزوجية:

الأمور التي تخجل المرأة من البوح لها، هي المدخل الذي استهلت به الدكتور نجاح الصايغ (استشارية طب نفس) حديثها، إذ تفيد بأنّ أموراً كثيرة تخجل المرأة من البوح بها لزوجها، وتعتبر أن تركها طي الكتمان أفضل من البوح لها، إلّا أنّني أريد أن أشير إلى أمر لا يمكنها أن تكتمه في نفسها ويتعلّق بها وبزوجها وهو من صلب علاقتهما وأساس سعادتهما الزوجية، وأقصد أنّ الزوجة في العادة تخجل من الحديث عن العلاقة الحميمية التي تجمعها مع زوجها، وكثيراً ما تخفي عنه رغبتها في هذه العلاقة وخصوصاً قبيل الدورة الشهرية، حيث تكون رغبتها في العلاقة الحميمية أكثر من أي وقت آخر من الشهر، وذلك لأسباب هرمونية. كما أنّ المرأة تفضل الكثير من المداعبات قبل ممارسة العلاقة الحميمية لكي تشعر بالراحة والاسترخاء في التعبير عن نفسها؛ لكنّها تخجل من البوح بذلك لزوجها. إلى ذلك، هي تخجل من البوح لزوجها برغبتها في أن يتأنق من أجلها ومفاجأتها كما هي تفعل وتتزين له وتفاجئه. للأسف، هي بالفعل تخجل من البوح بهذه الأمور وتتوقع من الرجل أن يبادر إلى ذلك من تلقاء نفسه”.

تنتقل د. نجاح الصايغ إلى الحديث عن الأسباب التي تمنع المرأة من البوح بمثل هذه الأمور، وأثر هذا التكتم على الزواج، فتلاحظ أنّ “خجل المرأة ناتج عن موروثات خاطئة تربت عليها تجعلها تخجل من البوح والتعبير عن مشاعرها، وهي لا تدرك حجم تأثير إخفاء بعض الأمور على علاقتها بزوجها. فلو أخذنا على سبيل المثال عدم تحدّثها عن العلاقة الحميمية وما ترغب به خلالها، فإنّها بذلك تدفع زوجها إلى الشعور بالملل والرتابة، وهي من جهتها سوف تشعر بالقلق وتصاب بالاضطرابات النفسية”.

من وجهة نظر د. نجاح الصايغ، فإنّ “للرجل دوراً في إخفاء المرأة عنه بعض الأمور سواء أكانت تدور حول العلاقة الحميمية أم غيرها، وإذا توقفنا فقط على الحميمية بينهما، أقول إنّ المرأة تخشى الحديث معه عن ذلك، لأنّها تخاف من أن يتهمها بالخيانة أو يطعن بشرفها”.

تنطلق د. الصايغ مما ذكرته لتشير بالنصيحة: “يجب على المرأة ألّا تخجل من إبداء رأيها ورغباتها، وأن تكون واضحة وصريحة مع زوجها. في المقابل، على الزوج أن يتعامل مع زوجته بصدق واحترام ويفاجئها بمبادرات تسعدها تماماً مثلما يجب أن تفعل هي، وأن يعطيها الفرصة في المناقشة والحوار والتعبير عن مشاعرها”.►

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم