بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون : يجب أن نعلم علم اليقين بأن الحربَ التي تواجهها فتياتنا ونساؤنا حربٌ مسعورة لا هوادة فيها تستهدف أخلاق بناتنا وعقيدتهن وعفافهن .
قال سمو الأمير/نايف بن عبدالعزيز رحمه الله :
أقولها بكل وضوح وصراحة:
نحن مُستهدفون في عقيدتنا ، نحن مُستهدَفون في وطننا
أقولها بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاَّء ولطلبة علمنا ولِدعاتنا، وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولخطباء المساجد :
دافعوا عن دينكم وبكل شيء ، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، دافعوا عن الأجيال القادمة. “مقطع صوتي في اليوتيوب بعنوان/كلمات مأثورة للأمير نايف “
فإذا أدركنا أننا مستهدفون ــ شباباً وفتيات ــ كما قال سمو الأمير/ نايف رحمه الله
فهذه أولى مراحل العلاج، يجب أن ندرك أنهنَّ يواجهن هجمة شرسة،يواجهن تحدياً لدينهنَّ – لأخلاقهن – لعفافهنَّ،بل لكل مظاهر الحياء لديهنَّ .
مما جعل الكثيرات منهن يقعن فرائس في شباك المفسدين، زاعمات التحرُّر من القيود!
فيجب علينا بذل أسباب إنقاذ مايُمكن إنقاذه منهنَّ بالتذكير والتحذير والتعليم والوعظ
لتقوم الحجَّة وتبرأ الذمَّة وتتبيَّن المحجَّة ،وكما قال تعالى:
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال (42)
جاء في تفسيرها “أي :”ليهلك من هلك عن بينة”، ليموت من مات من خلقه، عن حُجَّةٍ لله قد أُثبتت له وقَطَعَتْ عذره، وعِبْرَةٍ قد عاينها ورآها = “ويحيا من حي عن بينة”، يقول: وليعيش من عاش منهم عن حجَّة لله قد أُثبتت له وظهرت لعينه فعلمها…الخ”( الطبري)
أيها المسلمون :إنَّ ما نسمعه من دعاة تحرير المرأة من الغربيين وغيرهم هو غيضٌ من فيض ولا غرابة في ذلك عند العقلاء والمنصفين لأن في أيدي المحاربين للدِّين والأخلاق أسلحة فتَّاكة حادّة مُغرية إنها الشهوات التي مُدت بأصنافها للمسلمات.
(أفلاماً ساقطة ومقالاتٍ مشبوهة ومجلات تدعو للتحرر، مسلسلات تُعلم الرذيلة وتُحارب كل فضيلة ،حتى انطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: “دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها” )
لذا آثرت بعضهنَّ اللذات العاجلة بحجَّة البحث عن الجمال والأناقة ومتابعة الأزياء وكسب إعجاب الآخرين ونيل الحريَّة المزعومة والسعادة ، ويزيِّن تلك الشهوات إبليس الَّلعين الذي أخبر الله جل وعلا عنه فقال : ] قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين* إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ [ص: 79-85]
لذا نسوق هذه التصريحات التي توضِّح حرص أعداء الإسلام على لإفساد المرأة المسلمة :-
1- قال الكاتب اليهودي شارهان في صحيفة أيديعوت أحرنوت:
( هناك طريق واحد يمكن من خلاله الدخول في مواجهة حاسمة مع الإسلام من غير أن تضر القيم الديمقراطية الليبرالية وهذه الطريقة تمر عبر المرأة والتطلع إلى تحريرها أو على الأقل إحداث تقدم في هذا المجال ومساواتها في الحقوق أو على الأقل إحداث تحسين وضعها من هذه الناحية , ولا يوجد لأدنى شك أن ” عالَما إسلامياً ” يكون فيه وضع المرأة قريباً من وضع بنات جنسها في بقية العالم سيكون عالما مختلفا تماماً وأيضا خصماً أقل عداوة) !!
2- قال أحد الكتاب الغربيين الحاقدين على ديننا وبلادنا ( لا بد من إزالة معالم الخصوصية الدينية في المملكة العربية السعودية في الأسرة والمجتمع ومناهج الدراسة والنصوص الدينية المقدسة والفصل بين الرجال والنساء إذا كنا نريد أن نخترق المجتمع السعودي المتماسك وندخله بلا تردد في منظومة العولمة)!
أيها المسلمون: لقد تعالت أصوات العلماء والمصلحين والدُّعاة والواعظين والخطباء والناصحين ــ تعالت أصواتهم ــ في تذكير أولياء الأمو لرعاية بناتهم وتربيتهن التربية الإسلامية على الستر والحياء منذ نعومة أظفارهن وعلى رأس هؤلاء المحذِّرين من فتنة النساء :
سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله حيث قال في مقدمة أحد كُتبه
( فلا يخفى على كلِّ من له معرفة ما عمَّت به البلوى في كثير من بلدان المسلمين من تبرُّج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجّبهن من الرجال ، وإبداء الكثير من زينتهنَّ التي حرَّم الله عليهن إبداءها لغير محارمهن، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتَّب على التبرُّج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلَّة الحياء وعموم الفساد، فاتَّقوا الله أيها المسلمون وخُذوا على أيدي سفهائكم وامنعوا نساءكم مما حرَّم الله عليهنَّ وألزموهنَّ التحجُّب والتستُّر، واحذروا غضب الله سبحانه وتعالى وعظيم عقوبته فقد صحَّ عن النبي e أنه قال:
(إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه).
إلى أن قال سماحته (واعلموا أن السكوت عنهنَّ مشاركة لهن في الإثم وتعرُّض لغضب الله وعموم عقابه ، عافانا الله وإياكم من شرور ذلك) إلى آخر ما قاله رحمه الله.
وها هو كذلك فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله يوجِّه الآباء للاهتمام بتربية أبنائهم وتعليمهم فيقول (أيها الناس: اتَّقوا الله تعالى واشكروا نعمة الله عليكم بهؤلاء الأولاد ــ والأولاد هنا تعم البنين والبنات ــ الذين جعلهم الله فتنة لكم، فإما قرَّةُ عينٍ في الدنيا والآخرة وإما حسرة وندم ونكد . .ألا وإن من شكر نعمة الله عليكم فيهم أن تقوموا بما أوجب الله عليكم من رعايتهم وتأديبهم بأحسن الأخلاق والأعمال . قال تعالى ] قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ… [
أيها المؤمنون : قوا أهليكم النار بفتح أبواب الخير لهم، وتوجيههم إليها وتشجيعهم عليها، بيِّنوا لهم الحق ومنافعه ومروهم به، وبيِّنوا لهم الباطل ومضارَّه وحذِّروهم منه، فإنكم رعاة عليهم وكل راعٍ مسئول عن رعيته، فمن قام بحسن رعايته فيهم أفلح ونجا. ومن فرَّط في رعايته فيهم خسر وهلك…) إلى آخر ما قال رحمه الله”الضياء اللامع من الخطب الجوامع ص257
فيا كل أب وأم : إن تربية الأبناء والبنات هي العلاج الناجح لزوال كثير من المظاهر التي تقع فيها فتياتنا، والتربية ليست حقنة تُعطى للبنت فتكون مؤدبة حيية مستترة ،بل هي توجيهات وأخلاق تعوَّد عليها منذ الصغر.
وأنا لا أدعو هنا لنزع الثقة من البنات ، لكن الانفتاح اللا منضبط واشتداد دعوات التحرير تستدعي التذكير ببعض ما يحفظهنّ ، لأن الفتن متعدِّدة والشهوات متنوعِّة وأسباب الفساد ميسِّرة ،والمسئولية عظيمة والتفريط خطير والخيانة جريمة ، والناقد بصير والحساب عسير ، و من حق المسلمات التنبيه ، والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لايعلمون
لذا فإني سألخِّصُ ما يجب علينا فعله لحماية بناتنا من أن ينسقن وراء الشهوات ويتمرَّدن على دينهن وأوليائهنَّ بما يلي :
أولاً: تربية صغيرات السن منهن على الستر والحشمة وذلك بتعويدهن على لبس الثياب الساتر وكما قيل :
إن الغصون إذا عدَّلتها اعتدلتْ — ولا تلينُ إذا كانت من الخشبِ
ثانياً: عدم إدخال ما فيه فساد الأخلاق والقضاء على الإيمان كالأفلام والمجلات والصور التي قضت على الحياء لدى الكثيرات.
ثالثاً: منعهن من سماع أو متابعة أو قراءة ما فيه إثارة لغرائزهن وتحريك لمكامن الصبوة لديهنَّ، كالغناء والموسيقى والأناشيد ذات الخلفيات الغنائية والشيلات،وحكايات الغرام…
رابعاً: إلزامهن بالستر الكامل إن كُن بالغات وعدم السماح لهن بالتردُّد على الأسواق لوحدهن أو التجوُّل في الحدائق فقد كانت هذه الأماكن سبباً في خلع جلباب الحياء لدى كثيرات منهن ــ هداهنَّ الله ــ فإن الفتاة وإن كانت عفيفة شريفة ففي بعض الأسواق والمنتزهات ونحوها شباب نذروا أنفسهم لإفساد بنات المسلمين !
خامساً: تحذير الفتيات مما يكاد لهن من أعداء الإسلام – وأذنابهم من المنافقين أو السذج وعبَّاد الشهوات من المسلمين – .
سادساً : إدخال الشريط النافع والسيديات المفيدة للعلماء والخطباء والوعَّاظ خاصة ما يتعلق بأحكام الدِّين ومحاسن الشريعة وما فيه ترقيق للقلوب وتثقيف في أمور الدِّين.
سابعاً: تسجيل البنات في مدارس تحفيظ القرآن
فهي بإذن الله من أهم أسباب استقامة الكثير من الفتيات ، وربَّما عزف البعض عن ذلك بسبب كثرة الحفظ، والذي يجدْ منه الصغار ــ في السنوات الابتدائية الأولى صعوبة ــ ثم بعد ذلك يتعوَّد الذهن على الحفظ فيصبح أمراً يسيراً بل طبيعياً ،كذلك تسجيل الصغيرات في دور التحفيظ ــحسب قدراتهنَّ ــ فلذلك عظيم الأثر في صلاحهنَّ واستقامتهنَّ، والله الموفِّق
ثامناً : إقامة درس دوري في المنزل :
ويكون ذلك من قِبل أحد الوالدين أو أحد الأولاد الكبار ــ بنين أو بنات ــ أو يكون بالتناوب ،وذلك للتذكير ببعض الأحكام والفضائل واغتنام المواسم ، وليكن ضمن تلك اللقاءات موضوعات تخص الفتيات ، لاسيَّما في أمور العقيدة وما يسمَّى بتحرير المرأة وما يتعلق بعلاقتها بالرجال الأجانب من وجوب الستر عنهم وعدم الاختلاط بهم ، وما يحفظ دينها وخلقها وحياءها …الخ
تاسعاً: اصطحاب البنات للمحاضرات العامة والدروس العلمية والكلمات الوعظية في المساجد
وذلك حسب ظروف كل أسرة ،فاستماع الدرس والموعظة مباشرة ليست كاستماعها من جوال أو قناة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، فمجالس العلم في المساجد لها فضلها وأثرها في حياة النساء عموماً والفتيات خصوصاً، لاسيَّما إذا لم تشغل نفسها بالجوال في المسجد .والله أعلم
عاشراً أن لا يُزوج الرجل (ابنته) من أي متقدِّم لها
بل يقبل صاحب الدِّين والخُلق كما أوصى بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ، وإلا فإن البعض من الفتيات كُنَّ صالحات عند أبائهن لكن وُضعن في أيدي شباب فسَّاق ، أفسدوا عليهن دينهن وهوَّنوا في نظرهن أوامر الله وزيَّنوا لهن المعصية بحجة البحث عن السعادة وأمثال هؤلاء لا غيرة فيهم ، ولاخير فيمن لايغار على محارمه. (قصة الذي طلق زوجته لنظر رجل لها)؟!
الحادي عشر : الحذر الشديد من الجوال وتقنياته فكم فسدت بسببه من صالحة وكم ضلَّت عن طريقها من مهتدية وكم مُرِّغت بسببه من كرامة وكم هُتك بسببه من عرض ، وكم ابتُزَّت بسببه من غافلة عابثة ، وكم وكم …فالحذر الحذر فهو من أشد أسباب الفساد.
لذا ينبغي للآباء والأولياء بذل مايستطيعون لتخفيف أضرار هذه الجوالات ففيها شرور عظيمة وبرامج متنوعة ، ومقاطع مغرية وفاضحة بل إباحية ,…
فيجتهد الأب والولي بتحذير الأبناء والبنات ممَّا حرَّم الله ، وتزويدهم بين الفينة والأخرى بمقاطع المواعظ والتنبيهات وخصوصاً مايتعلَّق بالسماع والنظر فهما أعظم حاستين يتضرَّر بهما القلب ، كما يذكِّرهم بالآيات التي تعينهم على استشعار رؤية الله لأفعالهم وسماعه لأقوالهم ،كأن يرسل لهم قول الله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) العلق (14)
وقوله(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الحديد (4)
وقوله(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) المجادلة (1)
ولو كتب عبارة ــ كان بعض السلف يعِضُ نفسه بها ــ وعلَّقها في غُرفِ أبنائه وبناته لكان حسناً، تذكيراً وإقامة للحجَّة ، وهي ( الله يراني ، الله يسمعني )
وكما قال تعالى(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)الأعراف (164)
وإن المرء ليعجب من بعض الأزواج والآباء يسمح لأهله وبناته ــ عبر القنوات ـ بمشاهدة أفلام الحب والغرام ومسلسلات العشق والهيام ويعلم أنهن يتابعن المجلات ذات الصور العارية أو شبه العارية ويستمعن إلى الغناء المثير للغرائز ثم يقول : الله يهدي بناتنا .
كذبتَ يا من تفعل ذلك إن من أسباب الهداية أن تمنع هذه المصائب من بيتك وإلا تكون كمن قيل فيه :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له — إيَّاك إيَّاك أن تبتلَّ بالماءِ
ألا يعلم أن هذه خيانة لبناته ] يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون [
الثاني عشر: محاولة معرفة صديقاتهن وعدم السماح لهن بالزيارات المكوكية لزميلات المدرسة أو الذهاب معهن للمطاعم والحدائق وأماكن اللهو ونحوها فجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة خبيثة، وكما قيل ” الصاحب ساحب”
الثالث عشر: عدم السماح لهن بالعمل في الأعمال المختلطة فلقد رأينا بأعيينا وضعهن المشين في بعض الأماكن وتبرجهن الفاضح وسمعنا عن الشباك التي تُنصب لهنَّ، فا للهم سلِّم .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم منع الاختلاط في المساجد وفي الشوارع بعد الخروج من المساجد ! وهو اختلاط في أماكن العبادة وفي الطريق إليها أو منها ولضرورة .
فكيف باختلاط منظَّم في مكان واحد يتكرَّر وجود النساء مع الرجال لمدة ثمان ساعات وأكثر؟!
الرابع عشر: : ألا يتساهل الأولياء بسفر بناتهم للخارج ولو للدراسة:
فينبغي أن يكون العلم الذي تتعلًّمه المرأة مما تنتفع به أو تنفع غيرها ،لاسيَّما بنات جنسها
والعلم في شريعة الإسلام مشترك — ماكان وقفاً على جيلٍ فيحويهِ
وأفضلُ العلم ما يرعى أنوثتها — حذار أن تدَّري فيه تشويهِ
والأمهاتُ إذا ما كُن في سفهٍ — فاحكم على الجيل أن النقص حاديهِ
أــ : إنَّ كثيراً من الداعيات إلى تحرر المرأة هنَّ من ثمار الابتعاث حيث رضعن ثقافة الغرب وتحرَّرن هناك من ضوابط الدِّين والأخلاق والعفَّة فأردن نقل هذه الثمار إلى مجتمعهن فهذه هدايا الغرب لنا. وصدق من قال:
قدَّم الشرقُ إلى الغرب نبياً هوعفٌ ومواسٍ وصبور
ومن الغرب إلى الشرق هدايا من نساء وفسوق وفجور
ب ــ لقد بيَّن العلماء أن للسفر لبلاد الكفار ضوابط لابد أن يلتزم بها من يريد السفر
قال الشيخ/ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء حفظه الله
وأما السفر إلى بلاد الكفار والبلاد الإباحية فلا يجوز لما فيه من الفتن والشرور ومخالطة الكفار ومشاهدة المنكرات وتأثُّر القلب بذلك، إلا في حدود ضيِّقة حدَّدها أهل العلم وهي:
1ـ العلاج الذي يضطر إليه ولا يجده في بلاد المسلمين.
2ــ التجارة التي تستدعي سفره.
3ــ تعلُّم العلوم التي يحتاج إليها المسلمون ولا توجد في بلادهم.
4ــ القيام بالدعوة إلى الله عز وجل ونشر الإسلام .
ويُشترط في كل الأحوال أن يكون قادراً على إظهار دينه ومعتزاً بعقيدته مبتعداً عن مواطن الفتن…. الخ فتوى بتوقيع الشيخ في 3/ 4 / 1419هـ
جـ ــ قد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية :
هل خروج المرأة لتعلُّم الطب إذا كان واجبا أو جائزا ، إذا كانت سترتكب في سبيله هذه الأشياء مهما حاولت تلافيها :
أ – الاختلاط مع الرجال : في الكلام مع المريض – معلم الطب – في المواصلات العامة.
ب- … ولو كانت تسافر بطائرة ، أي لمدة ساعات وليست لمدة ثلاثة أيام.
ج- هل يجوز لها الإقامة بمفردها بدون محرم من أجل تعلم الطب ، وإذا كانت إقامة في وسط جماعة من النساء مع الظروف السابقة.
فأجابت اللجنة الدائمة :أولاً : ” إذا كان خروجها لتعلم الطب ينشأ عنه اختلاطها بالرجال في التعليم أو في ركوب المواصلات اختلاطا تحدث منه فتنة فلا يجوز لها ذلك ؛ لأن حفظها لعرضها فرض عين ، وتعلمها الطب فرض كفاية ، وفرض العين مقدم على فرض الكفاية . وأما مجرد الكلام مع المريض أو معلم الطب فليس بمحرم ، وإنما المحرم أن تخضع بالقول لمن تخاطبه وتلين له الكلام ، فيطمع فيها من في قلبه مرض الفسوق والنفاق ، وليس هذا خاصا بتعلم الطب.
ثانيا : إذا كان معها محرم في سفرها لتعلم الطب ، أو لتعليمه ، أو لعلاج مريض جاز.
وإذا لم يكن معها في سفرها لذلك زوج أو محرم كان حراما ، ولو كان السفر بالطائرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) متفق على صحته، ولما تقدم من إيثار مصلحة المحافظة على الأعراض على مصلحة تعلُّم الطب أو تعليمه … إلخ .
ثالثا : إذا كانت إقامتها بدون محرم مع جماعة مأمونة من النساء من أجل تعلم الطب أو تعليمه ، أو مباشرة علاج النساء جاز ، وإن خشيت الفتنة من عدم وجود زوج أو محرم معها في غربتها لم يجز.وإن كانت تباشر علاج رجال لم يجز إلا لضرورة مع عدم الخلوة ” انتهى من “فتاوى الجنة الدائمة” (12/178) . والله أعلم .
وختاماً : أُذكِّر نفسي وإخواني وأخواتي بهذه الآية العظيمة
] قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل * واتبع ما يوصى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين [ [يونس 108-109] .
اللهم أعز الإسلام والمسمين ، اللهم اهدِ نساءنا واحفظهن من التبرج والسفور
اللهم أصلح شبابنا واحفظهم من الفجور،اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
________________________
عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي