للكثيرين، يُعتبر الصيام مرهقا لما نقوم ونشعر به في نهاره من “صيام، وطهي، ومراعاة للأطفال، ومهام منزلية، وقلة النوم”. مهما كان وضعك فانخفاض الطاقة والشعور بالخمول والكسل هو أكبر تحدٍ في رمضان، وخصوصا في منتصف شهر رمضان حيث قلة النوم عن المعتاد مع المجهود المبذول. وحتى لا يمضي علينا واحد من أجمل شهور السنة ونحن نعاني من هذه التحديات، فقد تحتاج إلى إعادة التفكير للحفاظ على نشاطك وطاقتك.
ليس عليك الاختيار بين صحتك الجسدية وبين صحتك الروحية. يمكنك رعاية كليهما ولكن مع بعض التغيرات الروتينة خلال يومك وإليك بعض النصائح التي تساعدك على الحفاظ على نشاطك وقوتك خاصة بعد الإفطار.
7 نصائح لتحافظ على نشاطك بعد الإفطار :-
1- لا تفوت وجبة السحور: –
تعتبر وجبة السحور نعمة. تعد وجبة ما قبل الفجر في رمضان الجزء الأكثر أهمية في اليوم، فهي مثل أهمية وجبة الفطور الصباحية على مدار العام حيث لن يكون لجسمك احتياطات الطاقة التي يحتاجها خلال الصيام، فهي تعمل على تغذية جسمك ليوم طويل من الصيام وإمداده بالطاقة. فتناول وجبة صحية في السحور لن يؤهلك فقط ليوم طويل بل يضمن لك أن مستويات الطاقة لن تنخفض كثيراً.
احرص أن تحتوي وجبة السحور على الدهون الصحية والبروتين مثل ” الفول والبيض” وأن تحتوي أيضا على الفاكهة والخضروات وخاصة التي تحتوي على نسب ماء عالية مثل ” الخيار، الخس، الكرفس، البطيخ”، إن تناول السحور المتوازن الصحي يجعل عملية الهضم أكثر كفاءة، لذا من المهم أن لا تفوت وجبة السحور.
2- أخذ قيلولة:-
النوم الكافي هو أحد الأسس الرئيسية للعافية بشكل عام. ولكن اغلبنا لا يحصل على قسط كاف من النوم في شهر رمضان إذ يتم تغير روتين النوم لدينا. ولكن علينا أن نوازن ذلك وألا ندفع أنفسنا إلى الإرهاق بأيدينا! فنمط الحياة الصحي والحفاظ على النشاط يشمل “طعاما صحيا، ترطيبا جيداً، ونوما جيداً “. فأحصل على قيلولة من 20 إلى 30 دقيقة خلال اليوم فقيلولة قصيرة جيدة تماما كنوم الليل، إذ يمكنها أن تعزز مستويات الطاقة لدينا وتسمح لنا بالقيام بالمزيد ولمدة أطول. أنت حقا تحتاج للراحة لشحن طاقتك.
3- تجنب الإفراط في الطعام:-
تجنب تناول وجبات ثقيلة بعد يوم من الصيام فالإفراط في تناول الطعام سيؤدي إلى خمول واضرابات الجهاز الهضمي. حافظ على وجبات صحية صغيرة، ولا تكتفي بوجبة كبيرة ثقيلة، حيث يمكنك تقسيمها إلى وجبتين خفيفتين. أنت بحاجة إلى مراقبة ما تأكله أثناء الإفطار فالأطعمة المقلية والدسمة ستعيق عملية الهضم وتبطئ عملية التمثيل الغذائي مما يجعلك كسولا جدا. إبدا الفطار بالماء والتمر، فالماء يساعد على تهدئه المعدة الفارغة ومنع الحموضة، ثم انتظر قليلا وابدا بطعام خفيف من الخضروات الطازجة واهتم بالخضروات والطعام الغني بالألياف والكربوهيدرات، واهتم أيضا بتناول البروتين فهو يعمل على الإحساس بالشبع كما أنه مصدر رائع لتعزيز الطاقة.
4- قم ببمارسة الرياضة:-
تجنب المجهود البدني القوي والرياضة أثناء النهار لأنها تعمل على فقدك للعديد من السوائل التي لا يمكن تعويضها. فإذا كنت معتاد على ممارسة التمارين الرياضية فلا تتوقف في شهر رمضان، ولكن فقط أبدل وقت التمارين لتجعلها قبل الفطار مباشرة أو بعد الإفطار بساعتين فعندما تبدأ بالتمارين ستندهش من النتائج.
ابدا بنشاط بسيط يمكنك عمله حتى لا تشعر بالكسل وليكن بضع دقائق من المشي القصير. تساعد الحركة على تدفق الدم وتعزيز مستويات الطاقة. أو قم ببعض تمارين التنفس البسيطة، ثم حاول القيام ببعض التمارين في المنزل فالتمارين الرياضية طريقة رائعة لتعزيز الطاقة وتساعد على النوم بشكل أفضل والأهم من ذلك، الحفاظ على وزنك خلال شهر رمضان.
5- الحفاظ على رطوبة جسدك:-
الجفاف يصيب أجسامنا نتيجة لقلة الترطيب خاصة في الطقس الحار والذي يعتبر عامل أساسي للصداع واَلام الجسم والخمول. والقاعدة الأساسية تنص على أن تتناول من 2 إلى 3 لتر يوميا من الماء منذ الإفطار إلى السحور. يمكنك محاولة تناول كوب من الماء كل ساعة تقريبا أو أقل وتجنب تناول (الكافين، الطعام الحار، المقلي، المالح، المشروبات التي تحتوي على نسب سكر عالية). أيضا حاول أن تحافظ على برودة جسدك بالبقاء بعيدا عن الحرارة قدر الإمكان.
6- يمكنك الاستعانة بالمكملات الغذائية:-
بعض الأطعمة تفقد قيمتها الغذائية أثناء الطهي لذلك ينصح بتناول بعض المكملات الغذائية للحفاظ على مستويات الطاقة لديك وذلك طبعا بعد الرجوع إلى طبيبك الخاص وإجراء بعض اختبارات الدم قبل تناول أي فيتامينات والتي منها “فيتامين ج، فيتامين د، وأوميجا ،3 وفيتامين ب”. تلك الفيتامينات يطلق عليها ” فيتامينات الطاقة”.
7- وفر طاقتك:-
الصوم يخفض مستويات الطاقة. قم بما تريده من أعمال لديك ولكن توقف إذا شعرت بالتعب والإرهاق، و حاول أن تأخذ استراحة قليلة واو عشر دقائق. ركز على القيام بالضروريات وأنت صائم، فلا يمكنك فعل كل شيء بالسرعة المعتادة وبنفس المجهود. كن لطيفا مع نفسك وركز على الأساسيات.
وأخيراً كل ما عليك هو اتباع هذه النصائح وستكون قادراً على الاحتفاظ بنشاطك وقادرًا على الصيام والزيادة في العبادات. أي أن كل ما علينا هو إدخال القليل من التغيير إلى نمط حياتنا ليتماشى مع الصيام وبذلك نتمكن من التعود على الروتين الجديد.