فالقرآن الكريم هو كلام الله و هو معجزة هذه الأمة ، و هو أفضل ما تقضى معه الأوقات تلاوة و حفظاً و تدبراً و عملاً بأحكامه ، فكم سنجعل لكتاب الله خلال شهرنا و ما بعده ؟ يقول الله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) يجب علينا أن نجعل للقرآن أفضل أوقاتنا في اليوم و أطولها ، و ليس فضول أوقاتنا و أقصرها ، فإنك بقدر علاقتك بكتاب ربك تكون خيريتك و فضيلتك في هذه الحياة الدنيا و في الآخرة ، يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) ، و في يوم القيامة ( يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) ، فأي فضل تريده و أي منزلة ترغبها بعد هذا الفضل ؟
و أقترح أن يجعل كل فرد منا لنفسه هدف بعدد الختمات التي يعزم على قراءتها خلال شهر رمضان ، ثم يضع خطة مناسبة لهذه الختمات للقراءة اليومية ، فمثلاً إن رغب في قراءة 3 ختمات خلال رمضان ، فيحتاج أن يختم كل 10 أيام ، و عليه أن يقرأ كل يوم 3 أجزاء من القرآن . و هذا هو الحد الأدنى الذي أقترحه عليكم ، و خاصة مع عدم وجود المشاغل الكثيرة هذا العام ، و إن وجدت فالقرآن يحتاج منا أن نخصص له أجزاءً من حياتنا .
أما المثال على الحد الأعلى ، إذا رغب الإنسان في قراءة 10 ختمات خلال الشهر ، فيحتاج أن يختم كل 3 أيام ، و عليه أن يقرأ في اليوم الواحد 10 أجزاء ، و يمكن أن يخصص بعد كل صلاة جزئين أو يقسمها حسب وقته . و من أراد الزيادة أكثر من 10 ختمات فذلك فضل الله يؤيتيه من يشاء ، و الذي يصل لهذا المستوى يضع خطته حسب ما يناسبه .
_____________________
بقلم: عبدالله بورسيس