الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

أحد عشر حيلة للتوقف عن التفكير المفرط



 

 

أوقِف القلق وابدإ النمو

أن تكون قائداً فهذا يتطلب منك الثقة، والحسم، وسرعة البديهة، وليس من هذه الثلاثة ما يتعلّق بالتفكير المفرط في كل قرار أو حدَث أو القلق حيال كل خطوة تتخذها. هناك وقت للتفكير، ووقت للتصرّف، ووقت للتبصّر، ووقت للمُضي قدمًا.

الإفراط في التفكير يستهلك منّا كثيرًا من الوقت، مما يجعلنا نعْلَقُ في حلقةٍ من التقاعس، ويحوّل تفكيرك الإيجابي إلى قلق مُنهك، ولا يدفعنا للمُضي قدمًا بل يدفعنا للتراجع والسقوط أيضًا.

لثلاثة عقود، كنت أدرب موظفين ورجال أعمال لديهم ميول للتفكير المفرط، ويمكنني مشاركة أحد عشر حيلة ذهنية لحسم القرار والتوقف عن المبالغة في التفكير:

أعد فتح الباب فقط إذا طرقته معلومات جديدة:

المبالغة في التفكير يأخذنا إلى التكرار، فعندما نفكر مرارًا وتكرارًا في قرارٍ قد اتخذناه مسبقًا، رافضين اغلاق الباب على مكالمة قد أُجريت وانتهت. يجب عليك أن تعلم بأنك قد فعلت كل ما بِوسعك، لا تعيد النظر في شيء قد اتخذت قرارك بشأنه إلا في حال أوتيتَ معلومات جديدة.

إدراك أن التفكير المفرط لا يحل المشاكل:

التفكير مليًا بشكل مستمر والخوض في سلاسل أحداث محتملة يشعرك أنه جيد ومفيد وأنك ستحل المشكلة، لكنه ليس كذلك، كل ما تفعله هو الدوران حول نفسك. عندما تُدرك أنك تفكر بإفراط في شيء ما، لا تتظاهر بأن المشكلة ستُحل، وكل ما عليك فعله هو الضغط على زر التخطي.

تذكر قاعدة الـ  ١٠-٩٠:

هذه المعادلة نسبة وتناسب، تصف كيف يجدر بك احتساب قيمتك الذاتية استنادًا إلى ٩٠% من تقدير الذات، و١٠% من القيمة المعطاة لك. ٩٠% ستحصل عليها من تقبّل الذات وتقدير الذات، ١٠% فقط هو الجزء الذي نحتاجه جميعًا من كل ذلك.

الذين يتّسمون بالإفراط في التفكير يحرّفون هذه المعادلة، كما أنهم يتصرفون وكأن ٩٠% من قيمتهم تأتي من ما يظنه أو يقوله الناس عنهم، وهذا ما يُقلقهم مما يشكّل لديهم نوعًا من التفكير المفرط.

أحسن النيّة:

لماذا المفرِطون في التفكير يقرؤون كثيرًا مابين السطور؟ لأنهم يفترضون أن هناك شيء ما بالخفاء، ويتنبؤون بأمر سلبي، كأن شخص ما يتمنى لهم المرض، أو أن يحصلوا على نتائج غير مرغوبة.

عندما تلاحظ أنك تفعل ذلك، بدِّل ما تفترضه إلى ما تراه بحسن نية، أو على الأقل كن حياديًا، في أغلب الأحيان يكون كذلك، فلماذا لا تتصرف على هذا النحو؟

تجاهل بوعي:

لا يمكنك قراءة المستقبل ولا الإطلاع على مافي قلوب الناس، ولن تعرف كل شيء، لا تحاول أن تفكر كثيرًا، فذلك لن يكشف لك المستور.

تقبّل الشكوك:

عندما لا نعرف شيئًا ما، فنحن نميل إلى ملئ الفراغ بمخلّفات الافتراضات. لماذا؟ عددٌ منّا يفضّل أن يبقى غير سعيد على أن يكون غير متأكد، الافتراضات التافهة يمكن أن تأخذ أشكالًا عديدة، وجميعها تنساب إلى داخلنا من حديث النفس أثناء التفكير المفرط.

أخبرني مرة قسّيسًا عن كيفية التصرف مع عدم اليقين، أتذكر أنه شرَحَها حينها بكلمات: (مراقبة، إعتراف، إدراك). مراقبة عدم اليقين وعدم تضخيم الأمر، إعترف بوجود الشكوك وتقبل فكرة أنها لا مفر منها، إدراك أن عدم اليقين يمكن الاستفادة منه بشكل إبداعي ومرن.

استبدل «ماذا لو» بـ «سوف نرى»:

المفرطون في التفكير كثيرًا ما يستخدمون «ماذا لو» بينما هذا السؤال يستحيل الإجابة عليه، إذا وجدت نفسك تبدأ تساؤلك بـ«ماذا لو» استبدلها بـ«سوف نرى» والتي تعتبر طريقة فعالة في الانتقال من التفكير المستحيل إلى التفكير المنطقي.

اُخرج والعب:

بهذا أقصد اُخرج من عقلك، وتواصل مع العالم الخارجي لتُدرك ما يحدث حولك، حتى يتسنى لك الاستمتاع به. يمكن أن يكون ما بداخل رأسك مظلم مما ينذر بشر، أليس كذلك ؟

احسبها جيدًا:

التفكير المفرط يأتي أيضًا من القلق بشأن ما يُسمى بـ «أسوأ ما يمكن أن يحدث»، -وهو بالطبع ما لا نَتَمنّاه- ولكن اسأل نفسك ماهي احتمالية حدوث ما لا تتمناه؟ الاحتمالية لن تكون عالية جدًا.

لا تجعل من الحبّة قُبَّة

متعلّق بما ورد أعلاه، هذا يعني أن تتوقف عن تحويل التفاصيل الصغيرة إلى استنتاجات مشكوك فيها، أو أن تجعل من الحبة قُبة، فذلك لن يوصلك إلى أي مكان.

تقييم الأثر الحقيقي فيما إذا كنت ‏مخطئًا:

قد نشعر ربما بالحاجة في التفكير المفرط لأننا نخاف من أن نخطئ، قد يبدو منطقيًا أن تفكر مليًا قبل أن تقفز بدراجتك النارية من مرتفعات الأخدود العظيم (Grand Canyon)، أو أن تسبح مع قرش أبيض ضخم، هل هذا ينطبق على القرار الذي اتخذته في لقاء الأمس؟ ليس تمامًا.

في لحظات كهذه، اسأل نفسك: ماهي تكلفة أن تكون على خطأ؟ عندما تخفض سقف توقعاتك، ترتفع احتمالية تجاوُزِ الأمر نفسيًا.

لذا لا تبالغ في التفكير، خذ إلهامك واهرب به بعيدًا، ولا تنظر خلفك.

____________________

المصدر: علمنا

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم