بسم الله الرحمن الرحيم
نفرح برمضان لأن فرحنا بلقائه والشوق إليه والاستعداد لاستقباله عبادة، )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون(.
قلوبنا فرحة باستقبال رمضان لأن الله منحنا فرصة جديدة للإقبال عليه في حين حرم فضله آخرين، فلله كم من حبيب فقدناه وكم من قريب بأيدينا دفناه، طويت صحائف أيامهم وضاعت أحلامهم وودوا لوأنهم يدركون يوماً واحداً من رمضان ليصوموا ويقوموا ويقرأوا القرآن، لكن سبقتهم إلى ذلك آجالهم، فاللهم ارزقهم على حسن نياتهم واكتب لنا ولهم أجر مضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
دموع بلوغ رمضان واستقبال التهاني فيه تعزز في قلوبنا نعمة بقاء هذا الدين وحفظه وإن سعى لتلويث صفحاته الحاقدون، باقٍ وإن سعى لتهميشه المعادون، (ولله العزة ولرسوله والمومنين).
فرحة الشوق بلقاء رمضان تجبر كسرنا على تفريطنا في رمضان الفائت الذي مر علينا سريعاً، وودعناه بتلاوات لم تكتمل، وعبث ولهو، وتفريط في سحر، وتغافل عن أجور وانشغال بالدنيا!
الفرحة تغمرنا لأن رمضان أتانا ونحن نتقلب في نعم الله، أمن وإيمان، وصحة وعافية ولم شمل وذكرى حسنة ، ووقتٌ للتوبة ولإنابة والعودة، في حين أن هناك راحل كان ينتظر ، ومريض هدّه المرض ومقعد كان يؤمّل، ونفوس تترقب الفرج وتشتاق للأمن !
نُّفوسَنا مُتَلهفَة لقدوم هذَا الموسمِ العظيمِ استبشاراً ببشارة الحبيب- صلى الله عليه وسلم-:
“أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم ”
و هذا كله محض الفضل والمنّة فلله الحمد من قبل ومن بعد، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
_______________________
أ.آلاء بنت عادل العبيد