ما استُجلبت نعم الله واستُدفعت نقمه بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه. والدين الحنيف جاء بالعلم والعمل، أمر بإخلاص العبادة وحسن المعاملة قال شيخ الإسلام: (من عبد الله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في إخلاص الدين له). (الفتاوى 1/53).
وخدمة الناس بركة في الوقت والعمل، وسبب في تيسير ما تعسر، يقول عليه الصلاة والسلام: (ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة). رواه مسلم 2699. والشريعة جاءت بالحث على التعاون بين الناس وقضاء حوائجهم والسعي في تفريج كروبهم، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كُرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). رواه مسلم 2699.
ببذل المعروف الإحسان إلى خلقه تحسن الخاتمة، وتصرف عنك ميتة السوء، يقول عليه الصلاة والسلام: (صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ والهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ). رواه ابن حبان في صحيحه
وقضاء الحوائج صدقات مبذولة، يقول ابن عباس: (من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة). وخدمة الناس مفتاح للخير، وتعطيلها فتح للشرور، يقول ابن القيم: (وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته، والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر). (الجواب الكافي. ص9)
والمعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروءات، والكسل عن فضائل بئس الرفيق وحب الدّعَة والراحة يورث من الندم ما يربو على كل متعة.
ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، يقول حكيم بن حزام: (ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب).
وبخدمة الناس تجذب أفئدتهم وتستميل قلوبهم. قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ـــ فطالما استعبد الإنسان إحسان.
———————————————————————————————————
المصدر: كتاب ـ خطوات إلى السعادة ـ المؤلف: عبد المحسن محمد القاسم. إمام وخطيب المسجد النبوي.