داء السواد قديما والذي كان قلما يصاب به احد لكن الان اصبح ينشب براثنه في كثير من الناس فمنهم من ينجو برحمه الله ومنهم من يلقى نحبه
وقد شهدت السنوات الاخيرة زيادة مضطرده في اعداد المصابين بهذا المرض اللعين من المجتمعات المتقدمة المتأخرة وبين النساء والرجال بل وحتى الاطفال
فهو يبطش بالكل من عامه ومشاهير الا انه مغرم بالأذكياء والمثقفين بدرجه أكبر من غيرهم حتى سماه البعض بمرض الاذكياء ومن المشاهير الذين اصيبوا به تشرشل وجورج بوش وهاريسون فورد ولنكولن ونيوتن وبيتهوفن وبونابرت وفان جوخ وهيمنجواي وتشارلز ديكنز ونيكسون وصلاح جاهين وسعاد حسنى وغيرهم الكثير انه يعد من اخطر الامراض النفسية في العصر الحاضر انه الوباء الاخطر والأكثر دواميه وشراسه ما هو هذا الاضطراب إنه ( مرض الاكتئاب ).
الذي تقدر احصائيات منظمه الصحة العالمية عدد المرضى به بما يزيد عن ٥٠٠ مليون شخص وتشير بعض الدراسات ان نسبه الاكتئاب تصل الى ٧%من سكان العالم ومن المتوقع ان تزيد النسبه الى ١٠% خلال الاعوام القليله القادمه وتتجسد ايضا خطورة هذا المرض في تزايد عدد المنتحرين في العالم بسببه الى ٨٠٠ الف حاله كل عام وتتركز أعلى معدلات الانتحار في الدول الاسكندنافيه (السويد والنرويج والدنمرك) وتصل الى ٤٠ على كل ١٠٠ الف من السكان
بينما تنخفض المعدلات في البلاد الإسلامية لتصل الى ٣ لكل ١٠٠ الف من السكان.
لكن المشكلة لابد لها من حل فالأمل موجود فهذا المرض الوبائي اللعين يمكن السيطرة عليه وعلاجه
لكن عزيزى القارئ لايجب ان تتصور ان مرورك ببعض مشاعر الاسي والضيق والحزن يعنى انك مصاب بالاكتئاب فهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس بل وبعض الاخصائيين ايضا لكن الاكتئاب له سلسله اعراض من هواجس وضلالات وافكار سوداوية مسيطرة على الانسان حتى تقعده على العمل وتشل قدرته على التواصل مع الاخرين والاندماج الاجتماعي وتهيء له العالم كمكان موحش
في بعض الحالات البسيطة من الاكتئاب مثل العائدين من الحروب والاسر او فقدان شخص عزيز يستطيع كثير من هؤلاء تجاوز الاضطراب والعودة للحياة الطبيعية حتى دون مساعده المتخصصين.
لكن الاكتئاب المتوسط والحاد لابد له من علاج وتدخل دوائي وعلاج معرفي وسلوكي.
ؤكد منظمه الصحة العالمية ان من ٢ – ٥ % من سكان العالم يعانون من حاله شديده او متوسطه من الاكتئاب أي حوالي ٣٠٠ مليون شخص
وهذا يعنى ان المعاناة الناتجة عن اثار الاكتئاب تفوق تلك التي نتجت عن بقية الامراض مجتمعه.
لكن لو أردنا ان نلقى نظرة على اسباب ظهور هذا الوحش الكاسر والمرض العضال في حياه الانسان سنجد :
بعض عوامل الخطر المسببة للاكتئاب في الأسرة .
وقد اشترطت الجمعية لتحديد وتشخيص الاكتئاب توفر المعايير التالية :
أولا : أن تظهر خمسة من المؤشرات التالية تغيرا في سلوك المضطرب ( المكتئب ) علي مدي أسبوعين وأن تشير كحد أدني إلي حالة نفسة اكتئابيه أو إلي فقدان الاهتمام أو القدرة علي التمتع ( لاتدخل في ذلك الأعراض التي تسببها حالات فيزيولوجية أو أفكار هذائية أو هلوسات غير متطابقة مع الحالة الاكتئابية ) والمؤشرات التي يجب أن تكون ظاهرة في سلوك المضطرب أو علي الأقل ظهور خمسة منها هي :
1- حالة اكتئابية خلال القسم الأكبر من اليوم ومتكررة بشكل يومي تقريبا.
2- انخفاض ملحوظ في التمتع والاهتمام في معظم أو كل النشاطات العادية
3- فقدان أو زيادة دالة في الوزن دون أن ينفذ المضطرب نظاما غذائيا خاصة أن يكون بمعدل 50% من الوزن خلال شهر
4- الأرق الشديد كل ليلة تقريبا
5- اضطراب السلوك النفسي الحركي يوميا بشكل ملحوظ .
6- فقدان للطاقة يتكرر بشكل يومي تقريبا .
7- مشاعر إحساس بالذنب وعدم الجدوي والجدارة.
8- انخفاض قدرات التركيز والتفكير واتخاذ القرار .
9- أفكار متكررة بدون خطة معينة أو محاولة إنتحارية أو خطة نوعية للإنتحار.
ثانيا : أن لا يكون وراء الاضطراب سبب عضوي بسبب رد فعل طبيعي علي فقدان أو موت شخص عزيز حيث يكون الألم غير معقد
ثالثا: أن لا يكون الشخص قد عاني في أي وقت من أفكار هذاءية أو هلوسات استمرت أكثر من أسبوعين
رابعا: أن لا يكون وراء الاضطراب الإنفعالي كاضطراب انفصام او اضطراب ذهاني غير نوعي.
بالتالى لايجب ان نتسرع في عملية التشخيص الا طبقا لهذه المعايير
شفي الله كل مريض …
———————————–
* بقلم د. خالد كمال
– مستشار نفسي