الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

التعاون بين الزوجين



 

تعريف التعاون: التعاون من العون وعاون فلان على الأمر، أي ساعده.

الحياة الزوجية هي أكثر الروابط قداسة، وهي أكثر الروابط التي يجب الحفاظ عليها وتأمين السعادة والطمأنينة فيها، لذلك يعتبر التعاون بين الزوجين، من أهم أسس بناء العلاقة الزوجية السليمة لأنه له دور كبير في تعزيز الألفة والمحبة. وهناك أشكال متعددة لأوجة التعاون بين الزوجين منها:

أولا- تعاون الزوجين على البر والتقوى:

قال الله تعالى :(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)

التعاون على البر والتقوى بين الزوجين يحول البيوت إلى جنة وارفة الظلال ثمارها الطاعة وأغصانها الرضا، وذروة سنامها رضى الرحمن. ومن صور التعاون علي البر والتقوي:

1 – قيام أحد الزوجين ليلا للصلاة وإيقاظ شريكه، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِى وَجْهِهَا الْمَاءَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِى وَجْهِهِ الْمَاءَ)) [رواه أحمد]. ربما قد يشعر أحد الزوجين بضعفه وتكاسله عن القيام بمفرده، عندئذ يمكن أن يوقظ شريكه ويصليا معا وذلك أيسر على النفس في أداء العبادات وأسهل في التغلب على المعوقات.

2 – قيام أحد الزوجين بتذكرة الآخر بحقيقة الدنيا الزائلة وما فيها من مضلات الفتن، والآخرة المقبلة وحاجة المرء إلى صلة تصله بربه ليرقق القلب وليهيئه وينشطه للقيام بتلك العبادات.

3 – الإشتراك سويا علي ترديد الأذكار والتسبيح والتهليل، فقد دخل النبي ﷺ على أم المؤمنين جويرية وكان قد خرج منها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها (أي في موضع صلاتها ) ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟) قالت نعم. فقال ﷺ: (لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) رواه مسلم.

4 – أداء العمرة والحج والصيام و الصدقة ونحوها من أبواب البر، وفي المعنى حديث عائشة مرفوعاً (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب وللخازن مثلُ ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً) رواه البخاري ومسلم .

5 – ما أجمل أن يقرأ الزوجان معًّا شيئًا ولو يسيرًا من القرآن بعد صلاة الفجر، ويجعلان ذلك وِرْدًا يوميًّا لهما، فإن كثيرًا ممن قاموا بهذا الأمر أقروا بأثره الطيب على قلوبهم، بل إنه يذيب ما قد يعلق بقلب الزوجين من آثار الخلافات.

ثانيا – تعاون الزوجين في طلب العلم:

قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: 11]. وقال ﷺ: (من يرد الله به خيرًا، يُفَقِّهْهُ في الدين) [متفق عليه].على الزوج أن يعلِّم زوجته أمور دينها، إن كان قادرًا على ذلك، من حيث العلم والوقت، فإن لم يقدر فعليه أن يأذن لها بالخروج؛ لتحضر مجالس العلم والفقه في المسجد أو المعهد، وعليه أن يُيَسِّر لها سُبُل المعرفة من شراء كتب نافعة، أو شرائط مسجَّلة، بها دروس ومواعظ.

وقد عملت زوجات النبي -رضوان الله عليهن- على تبليغ الدين، وأحاديث النبي ﷺ إلى سائر المسلمين، كما حرصت نساء الصحابة على التفقُّه في الدين، فقالوا: يا رسول الله غلبنا عَليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهنَّ يومًا لقيهنَّ فوعظهنَّ وأمرهنَّ. [البخاري] .

وبرز من النساء فقيهات، ومحدِّثات، وواعظات، في القديم والحديث، فكانت المرأة تطلب العلم كزوجها، لحرصها على التفقه في الدين، وحتى تربى أبناءها على الدين والتفقه فيه. وكانت السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- فقيهة، تجيب عن أسئلة النساء، وعرفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بالعلم الغزير.

ثالثا- تعاون الزوجين في طلب الرزق:

النفقة حق للزوجـة وواجب على الزوج، فعن معاويـة بن حَيْدة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت) [أبو داود، وابن حبان].

والزوجة الفاضلة توفِّر على زوجها كثيرًا من نفقات المعيشة، تلبس ما يستر عورتها، وتأكل ما يَسُدُّ حاجتها، وتستطيع أن تتحمل نصيبًا من أعباء زوجها، فقد ساعدت أسماء بنت أبي بكر زوجها الزبير بن العوام -رضي الله عنهم- في زراعة الأرض التي أقطعها له النبي ﷺ، فكانت تحمل النوى على ظهرها مسيرة عدة أميال، ثم تعدُّه غذاءً لفرس زوجها، حتى أهداها أبوها (أبو بكر الصديق) -رضي الله عنهما- خادمًا يكفيها هذه الخدمة.

وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية -رضي الله عنها- تدبغ الجلود، وتبيعها؛ كي تجد لديها ما تتصدق به في سبيل الله -عز وجل- وكانت زوجة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- تغزل الصوف؛ لتساهم في اكتساب القوت، ويمكن للمرأة أن تقوم بأعمال تعين الزوج بها على العِفَّة وطلب الحلال، دون مبرر للخروج والاختلاط بالرجال، وهذه الأعمال تدرُّ ربحًا وتعين الزوج، وليست واجبة عليها، لكنها من باب المشاركة والتعاون، ومنها:

1- تربية الدواجن بالمنزل.

2- القيام بمهنة الخياطة للنساء.

3- القيام بأعمال التطريز والتريكو.

4- إعداد بعض التحف الفنية.

وكانت المرأة من نساء الصحابة تنصح زوجها قبل خروجه لطلب الرزق في الصباح، وتقول له: اتقِ الله فينا، ولا تطعمنا إلا من حلال، فإنا نصبر على الجوع في الدنيا، ولا نصبر على عذاب الله يوم القيامة، وقد حثَّ الإسلام على الزهد والقناعة، ورغَّب فيهما، فلا تتوق نفس المسلمة لما في أيدي أخواتها من المال والنعمة. قال ﷺ: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه) [مسلم].

كما يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل في وظيفة لمعاونة زوجها، على أن تخرج عفيفة محتشمة، مبتعدةً عن مواطن الاختلاط بالرجال ما وجدتْ إلى ذلك سبيلاً.

ورغم أن الإسلام أعطى المرأة حريتها الكاملة فيما تملك من مالها، وليس للزوج أي حق في التصرف في هذا المال دون إذن الزوجة، ولكن الشراكة والتعاون بين الشريكين يحتم علي الزوجة أن تشارك بنصيب ما في تكاليف المعيشة ولا تجعل ذلك سببا في المشاكل، فالحياة الزوجية يجب أن يسودها جوّ من السماحة والحب، والإسلام حرص علي الترابط والرضا بين الزوجين، ففي الحديث الشريف ” أفضل النفقة نفقة الزوجة علي زوجها “.

رابعا – تعاون الزوجين في الامور المنزلية:

بعد خروج المرأة للعمل بات من ضروري التعاون بين الزوجين نظرا لوجود ضغوط وتبعات نفسية وجسدية على المرأة العاملة وهذا يجعلها تعيش في توتر وقلق خصوصاً اذا لم تجد من يخفف عنها هذه الأعباء أو يشاركها في بعض منها على الأقل. إن الأعباء المنزلية تتراكم على المرأة بالإضافة إلى المراحل التي تمر بها من حمل وولادة ورضاعة وتربية الأطفال، فأصبح من الضروري أن يكون الرجل جنبا إلى جنب مع زوجته في جميع الأعمال المنزلية حتى يخفف عنها العبء وحتى تسير الحياة الزوجية وفق ما يتمناه كلاهما من حيث التعاون والتفاهم. فقال الرسول ﷺ: ((خَيْرُكُم خَيْرُكُم لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُم لأَهْلِي))، وقد حث الرجال على معاونة النساء مؤكدا أن مساعدة الرجل لزوجته لها أجر عظيم عند الله تعالى لأن هذا يشعر المرأة بمكانتها ويعطيها ثقة بالنفس وجاء ذلك في قوله ﷺ: «رفقا بالقوارير» مشيرا إلى حسن معاملة النساء والرفق والإحسان إليهن، وقوله : «ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان (أسيرات) عندكم»، وكان ﷺ يساعد زوجاته في المنزل فكان لا يعتمد على زوجاته كلية في شؤونه الخاصة به، فقد كان يخيط ثوبه ويخصف نعله.

ولهذا لابد أن يعي الزوج الفهم الصحيح للآية المباركة ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء” (سورة النساء۳٤) فالقوامة تكليف وليست تشريف وهي مسؤولية يحاسب عليها الرجل. وهنا علي الزوج الإقتداء بخاتم الرسل محمد ﷺ حيث كان يتعاون مع زوجاته في شؤون المنزل. فتعاون الزوج مع زوجته له بها حسنات يجزى بها الزوج. كذلك الإقتداء بالرسول ﷺ.

ولهذا علي الزوجين أن يتعاونا على ما يهمهما من أمور الحياة الدنيا، وأن يكون كل منهما عضدًا للآخر، ومساندًا له، ومعايشًا لآلامه وآماله، ومعاونًا له على القيام بمصالحه وأعماله، فيشارك الرجل زوجه فيما يقدر عليه من أعمال البيت، كما كان النبي ﷺ يفعل مع أهله. سئلت السيدة عائشة: ما كان النبي يعمل في بيته؟ فقالت: “كان بشراً من البشر، يقري ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه” وفي رواية “يخصف نعله ويرفأ ثوبه ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”. (رواه أحمد وصححه الألباني). وقد ذكرت أيضا رضي الله عنها عندما سئلت: ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: “كان يكون في مهنة أهله “تعني” في خدمة أهله “فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة” .

وفي غزوة الخندق، شارك جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- زوجته لإعداد مأدبة طعام، فذبح الشاة وسلخها وشواها، بينما كانت امرأته تطــحن الشعير، وتعدُّ الخبز، فلما فرغ، دعــا النبي ﷺ لمأدبته، فاصطحب النبي ﷺ الصحابة معه، فأكلوا جميعًا ببركته ﷺ.

وهنا نوصي بالمشاركة بين الزوجين بالرضا وليس بالفرض والإجبار، لكن تتم هذه المساعدة ضمن ظروفه وامكانية ودون اكراه.

والمرأة أيضًا تشارك زوجها في إنجاز ما تستطيعه من أعماله، وتحرص على تحقيق راحته النفسية والبدنية بعد عناء الكد والعمل، وتعينه برأيها ومشورتها، وتعمل على تشجيعه وتقوية عزيمته، وتحفيزه وشحذ همَّته، وتشعره بأنها معه بمشاعرها وتفكيرها، وأنه يسعدها ما يسعده، ويؤلمها ما يؤلمه. المشاركة بين الزوجين هي أساس العلاقة الزوجية الناجحة، على ان يتم ذلك بالحب والاحساس المتبادل بشعور كل شريك بالاخر، ودون اجبار او اكراه على العمل.

ما أروع أن يشارك الزوج زوجته في بعض أعمال المنزل، ولو من باب المودَّة والمشاركة الوجدانية، والتقدير المعنوي.. فهي فرصة طيبة لتعبير الرجل عن تقديره لزوجته، وتطييب نفسها، والتقرب إليها.. حتى ولو كانت هذه الأعمال بسيطة؛ مثل: حمل الأطباق إلى المائدة، أو فرش سجادة، أو غير ذلك.

خامسا – تعاون الزوجين في تربـية الأبناء:

الأولاد زينة الحياة الدنيا، وهم أمنية كل زوجين، والأبوان يبذلان جهدهما لتربية الأبناء أحسن تربية، ليكونوا ذرية صالحة، تأتمر بأوامر الله، وتنتهي عما نهى عنه، أما إذا ترك الزوجان الأبناء دون تعهد ولا تربية سليمة، فإنهم يكونون نقمة لا نعمة. وَقَدْ حَذَّرَ البَشِيرُ النَّذِيرُ ﷺ مِنْ ذَلِكَ أَشَدَّ تَحْذِيرٍ فَقَالَ: ((كَفَى بِالمَرْءِ إِثماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)).

وتعاون الزوجين في التربية يقتضي تعهُّد الأبناء بالرعاية والتنشئة علي الفضيلة، وقضاء حوائجهم من غير تقتير ولا إسراف، ودون تفرقة أو تفضيل لأحدهم عن الآخر، فيكون العدل بينهم في الطعام والشراب والثياب، بل وفي النظرة والبسمة والقُبلة كذلك، ولا يجوز تفضيل البنين على البنات، بل يجب المساواة بين الجميع في كل شيء حتى في الهدية.

ويقع عبء التربية في جانبه الأكبر على الأمِّ؛ حيث إنها تشارك طفلها نهاره وليله، تطعمه وتسقيه، وتمنحه الحنان والدفء، وتعلمه مبادئ الدين وتعاليمه ومبادئ العلوم، وكيف يأخذ النافع، ويترك الضارَّ، وغير ذلك حتى يشب نافعًا لنفسه ولأسرته ولأمته.

قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :

الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددتَّ شعبًا طيب الأعراقِ

أما الأب فإنه يكدح بالنهار؛ ليوفِّر لأهله حياة هانئة، وقد يصل الليل بالنهار، فلا يبقى إلا وقت يسير يكون من نصيب نومه، وكثيرًا ما نسمع أن الوالد يخرج لعمله في الصباح قبل أن يستيقظ الأبناء، ويعود في المساء بعد أن يناموا، فلا يرى الأبناء أباهم إلا في أيام العطلات، بل قد يسافر ويمضي السنوات بعيدًا عنهم، وهذا مما ينبغي أن يراجع الآباء فيه أنفسهم؛ لأثره السيئ في تربية الأبناء. فليعلم الأب أن مسئولية تربية الأبناء تقع عليه أولا ومحاسب عليها (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته). فلا يجوز للأب أن يترك أبناءه دون رعاية، بل يجب عليه أن يجلس معهم جلسات يومية، يتعرف أخبارهم، ويستمع إلى ما فعلوه في يومهم، ثم يوجههم ويرشدهم إن أخطئوا، ويشجعهم إن أصابوا، حينئذ تسود روح التفاهم والتعاون بين أفراد الأسرة، فيأتمر الأبناء بنصائح الآباء، ويحرصون على إرضائهم، فيسهل على الآباء إرشادهم، وإصلاح السيئ من أعمالهم.

ويجب على الزوجين أن يبذلا ما في وسعهما، ويتعاونا لتنشئة الأبناء على الصلاح والتقى، فإذا ما أهمل الولد منذ طفولته دون تربية سليمة؛ صعب تقويمه في كِبَرِه، فالولد يتطبَّع بما نشأ عليه. قال ﷺ: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم) [ابن ماجه]. ومن أُغْفِل في الصِّغر، كان تأديبه في الكبر عسيرًا، قال الشاعر:

إن الغصون إذا قوَّمْتَها اعتدلت … ولا يلين إذا قومته الخشبُُ

قد ينفع الأدبُ الأحداثَ في صغر… وليس ينفع عند الشيبة الأدبٌ

ويراعى تدريب الأبناء على الصلاة، وترغيبهم في حفظ القرآن، وقراءة النافع من العلوم، وتنمية القدرات والمواهب الفطرية عندهم، وترغيبهم في التردُّد على المساجد ودور العلم؛ لإبعادهم عن أماكن اللهو والفجور، والصُّحبة الفاسدة. فإذا أحسن الزوجان في تعاونهما والصبر على تربية الأولاد، أدخلهما الله تعالى الجنة، وحُجِبَا عن النار.

إن تربية الأولاد مسؤولية مشترَكة بين الزوج وزوجه، يجب عليهما التعاون والتعاضد للنهوض بها، وأن تتكامل جهودهما لتحقيق هذه الغاية، وتحمُّل هذه التبعة؛ بل إن تحصيل الأولاد، والقيام عليهم بحسن التربية والإعداد، هو الغاية العظمى، والهدف الأسمى من النِّكاح.

ثمرات التعاون بين الزوجين:

1 – حصول كل من الزوجين علي الأجر والمثوبة قال تعالي: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ” الزلزلة: 7-8.

2 – سعادة الزوجين فى الدنيا والآخرة: كما قال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً” النحل: 97.

3 – تجعل العلاقة بين الزوجين أكثر استقراراً فيزداد الترابط الأسري، ويزداد إحساس كل من الطرفين بروح الشراكة في الحياة الزوجية والشعور بالاستقرار والأمن والطمأنينة والمودة والمشاركة الوجدانية.

4 – إيجاد الزوجة فسحة من الوقت لممارسة هواياتها وتواصلها الإجتماعي وطقوسها التعبدية، فتشعر بالهدوء والصفاء النفسي وتجديد النشاط.

5 – يتم تربية وتعويد الأبناء علي التعاون منذ صغرهم فيشبوا متقبلين لفكرة التعاون عند كبرهم.

6 – تبدو الزوجة أمام الأقارب والمعارف بأحسن حال فتدخل السرور على والديها ومعارفها وعلى أبنائها ومن حولها.

7 – يصبح كل فرد فى الأسرة الصغيرة منتجاً فى محيطه لخلوه من الشواغل والمشكلات الذهنية.

8 – تصبح الأسرة نموذج طيب للأسرة المسلمة الطيبة السعيدة وقدوة لغيرها من الأسر، وتكون أيضًا داعية لغيرها من الأسر بحسن صنيعها.

9 – القيام بأعباء الأسرة على أتم وجه.

10 – عن طريق التعاون يتم تبادل الخبرات والكفاءات والتجارب بين الزوجين، فتكتسب الزوجة بعض الخبرات التي عند الزوج، ويكتسب الزوج بعض المهارات التي لدي الزوجة.

11 – رضا الله عز وجل ومعيته ( يد الله مع الجماعة) وازدياد الروابط بين الزوجين وكذلك بين الأبناء، والقضاء على الأنانية وحب الذات فالكل يقدم احسن ما عنده للآخر في حب وتواد وإيمان.

12 – التعاون يحقق الوصول للهدف بسرعة وإتقان، لأن التعاون يوفر الوقت والجهد، والتعاون يظهر القوة والتماسك فالمتعاونون يصعب هزيمتهم.

13 – التعاون بين الزوجين يعطي الحياة الأسريَّة مذاقًا رائعًا، فكلاهما يشارك رفيقه في الحزن والفرح، وفي الفقر والغنى، وفي اتخاذ القرارات المناسبة، وعلى قدر هذه المشاركة يصبحان كيانًا واحدًا، ونفسًا واحدة، وتتوافر السعادة الفعالة بينهما، وتبقي المودة والرحمة، ويتحقَّق السَّكن النفسي.

14 – شعور الأطفال بالتلاحم والترابط بين الآباء، هذا الشعور يجعل حياة لأطفال أكثر سهولة، ويجعلهم ينعمون بحياة هنيئة.

15 – التعاون بين الزوجين من أساسيات الألفة والرحمة والمودة والتعاطف بينهما.

16 – تشعر الزوجة بعطف زوجها عليها وحبه لها فيثمر ذلك ثمارا إيجابية تعود بالنفع عليهما وعلى أبنائهما.

17 – شعور الزوجة بالرضا، وتقلل حدوث خلافات زوجية، ما يساعد على زيادة الشعور بالدفء بين الزوجين.

مظاهر غياب التعاون بين الزوجين:

1 – ينتج أطفالا غير أسوياء يبحثون عن ثغرات في أسلوب الأم أو الأب ويستغلوها لمصلحتهم.

2 – حدوث مشاكل أسرية عديدة.

3 – سيطرة روح الانانية في شخصية الرجل، مما يخلق لدى الزوجة شعور باليأس وعدم رغبة في القيام بواجبها.

معوقات التعاون بين الزوجين:

1 – حب الذات والتكبر على الغير وتفضيل المصلحه الشخصية على العامة.

2 – الكسل والخمول وانعدام الطموح وعدم رغبة الفرد في التقدم.

3 – الجهل بأهمية التعاون وضرورته الشرعية.

4 – حدوث تجارب سلبية سابقة.

5 – الأنفة الجاهلية حيث يعيش الزوج في بيئة جاهلية تعتبر المرأة مجرد شخص عادي يستخدم فقط للإنجاب وخدمة البيت، فيتأفف ويأنف من تعاونه مع زوجته.

6 – التكبر من قبل الزوج.

7 – إنعدام الإخلاص بين الزوجين.

8 – إنعدام المحبة بين الزوجين.

9- الفوضوية.

10 – ضغوط العمل والمتطلبات الأسرية المرهقة للزوج وعودته متأخرا تجعله لا يستطيع معاونة زوجته في أي مجال.

11 – إنشغال أحد الزوجين بوسائل التواصل والحوار مثل الانترنت والتلفاز.

12 – البغض والحقد والكره بين الزوجين.

أخي الزوج/ أختي الزوجة:

إن البيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها، بل هذا الحب بين الزوجين يجب أن يتبعه تعاون وتسامح بينهما، فالتعاون عامل رئيس في تهيئة البيت السعيد، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح، وإننا حينما نتأمل بعض البيوت، نجد أن معظم المشاكل بين الزوجين تأتي من خلال عدم التعاون وعدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر.

____________________________________________

بقلم د. سميحة محمود غريب – مستشارة أسرية بمنصة المستشار الاليكترونية

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم