الأربعاء 27 نوفمبر 2024 / 25-جمادى الأولى-1446

لم يعد الصمت ممكنا !



                                           لم يعد الصمت ممكنا !
 اضغط هنا لتكبير الصورة                                                                                موقع المستشار – عبد الرحمن هاشم .

واقعة صاحب الشركة الذي استطاع إنشاء 45 موقعا إباحيا على الانترنت ونشر أفلام جنسية مفبركة لمشاهير الفنانين ، واشتراك أعداد كبيرة من المواطنين من دول العالم مقابل 550 دولارا كرسم عضوية كل شهرين تعد من أكبر قضايا الآداب التي كشفتها المباحث المصرية مؤخرا بعد عام ونصف من البحث المستمر.

وأضافت التحريات أنه كان يتردد على هذه المواقع أعداد كبيرة من الشباب والفتيات والأزواج في العديد من الدول العربية وذلك لممارسة الرذيلة والأعمال المحرمة ، كما أن المتهم أعد منتديات على الانترنت للشواذ جنسيا ، وقام بتركيب مجموعة من الأوجه الخاصة بمجموعة من الفنانين المشاهير يمارسون الأعمال المنافية للآداب مع مجموعة من الفنانات المصريات والعربيات ، على خلاف الحقيقة. وقد تم التحفظ على مبالغ مالية طائلة حصل عليها من المترددين على هذه المواقع بالإضافة إلى إيصالات تحويلات مالية من دول عربية خاصة بالمترددين على مواقعه ، نوافذ الشيطان.

وواقعة مدرس إمبابة الذي تم القبض عليه مؤخرا متهما بمواقعة طالبات في مدرسة ثانوية ، وتصويرهن بهاتفه المحمول ، وتسجيله مشاهد إباحية له ولهن على اسطوانة مدمجة تولى توزيعها على الجميع في الحي الشعبي ليست أقل سوءا وخسة من سابقتها.
وإذا كان المدرس مختلا عقليا أو نفسيا أو بدنيا فما الذي يدفع ثماني عشرة طالبة إلى الارتماء في أحضانه وممارسة أفعال شائنة معه كما أثبتت التحريات؟
لماذا لم ترفض واحدة منهن أو تحكي لأهلها أو تبلغ عنه أو حتى تصرخ أو تجري؟
يقول المدرس المتهم : إنه كان يبدأ مع الواحدة منهن بالتحرش ولمس أجزاء حساسة ويتطور الأمر مع مرور الوقت لإقامة علاقة جنسية في مبنى ملحق بالمدرسة ، وفي شقة خاصة به ، وأيضا في منازلهن.

لم يعد الصمت ممكنا تجاه هذه الجرائم التي يزيد عددها باضطراد والتي تنشر الصحف والمجلات تفاصيلها باستمرار ، فتدمر مجموعة القيم الحاكمة للأسرة المصرية وتتحدى التعاليم الدينية.

الإعلامية القديرة الدكتورة درية شرف الدين في رأيها أن الذي يوصل إلى هذا الطريق المظلم مجموعة أمور يأتي على رأسها هذا النظام التعليمي السائد الذي جعل التعليم خارج المدرسة وليس داخلها ، تعليم يعلم التلاميذ في بيوت المدرسين وفي مراكز الدروس الخصوصية وفي حجرات السفرة والصالون ومنازل الطلبة أنفسهم. لم تعد توجد مدرسة بالمعنى الحقيقي ولم يعد يوجد طابور الصباح وبالتالي لا تحصيل ولا تربية بل انهيار كامل وشامل للعمود الفقري للمواطن وهو التعليم والفهم والإدراك والتكوين الأول الذي يبقى معه طوال الحياة ويميزه عن غيره .
ثم يأتي هذا التهاون من جانب الإدارات التعليمية تجاه المختلين نفسيا وأخلاقيا من المشاركين في العملية التعليمية ، ومنهم على سبيل المثال هذا المدرس المتهم في إمبابة!

وتضيف درية شرف الدين أن العامل الثالث هو الأهالي ، الآباء والأمهات والأسر التي لم يلفت نظرها سمعة هذا المدرس ولم يكلف أحد خاطره ويبحث ويتأكد حتى يطمئن قلبه على ابنته بل لم يقطع ساعة من وقته كي يبحث عن ابنته أين تذهب ومع من تذهب ولماذا تبقى وحدها معه!
وفي الواقعة الأولى من الملاحظ كذلك انعدام الرقابة الأسرية ، حيث الاشتراك في هذه المواقع الإباحية عبر الانترنت يسلتزم التفرغ والجلوس فترات طويلة أمام الكمبيوتر .. ألم يلاحظ الزوج ذلك على زوجته أو العكس؟ ألم يلاحظ الأب ذلك على ابنه أو ابنته؟ كما يستلزم الإشتراك في هذه المواقع تحويل الأموال فأين رقابة رب الأسرة على هذه الأموال؟

وتأتي درية شرف الدين إلى فضائيات الكليبات الفاضحة وقنوات المشاهد العارية وإلى المواقع الإباحية على شبكة الانترنت فتؤكد أنها تطارد الجميع وتلهب خيال الصغار الذين لم يتكون لدى بعضهم وازع ديني أو أخلاقي أو تربوي يحول بينهم وبين هذا العالم المدمر ، ومع التكرار يستحب البعض التجربة ويجد من يدفعه إليها كما حدث في الجرائم السالفة الذكر.
كما أن مدارس البيوت والشقق الخاصة والاختلاء بالبنات في غيبة من الأهل ومن الأخلاق ومن الدين لن تجلب إلا هذه المصائب.

ويرى الناقد والأديب الكبير الدكتور جابر قميحة أن هناك موجة من الأفلام السينمائية باتت تلح على القضايا الجنسية بشكل مباشر ومستفز مما يمكن أن نسميه سينما الانفجار الجنسي تتحدث عن العالم السفلي لشبكات الدعارة والشواذ وكيف يعيش سكان هذا العالم الذي تحكمه قوانين خاصة به ، مستفزة بذلك عددا كبيرا من الجمهور والمشاهدين.
وبدلا من أن تكون وسيلة للحفاظ على نسيج المجتمع وترقية ذوقه تسبب بما تناقشه من قضايا فوضى وإباحية شديدة في المجتمع.
وللأسف ظهر في الفترة الأخيرة مجموعة من المخرجين والمنتجين يتعاملون مع المرأة كسلعة ولا يهتمون إلا بما هو زائل ومستهلك كجسد امرأة ، ونكتة قبيحة وألفاظ بذيئة ومشاهد شديدة الفجاجة.

وما جرائم الآداب وقضايا التحرش والاغتصاب وهتك العرض إلا انعكاسا لما تبثه السينما وأفلامها المثيرة فهي تلعب على وتر المراهقين بما تقدمه من عري وجنس مما يضر بالفن وبالمشاهدين.
ويتضح من عناوين هذه النوعية من الأفلام ما قصدناه بتعبير ” سينما الانفجار الجنسي ” ، فأحدها بعنوان ” بدون رقابة ” والثاني ” صرخات عاشقة ” قبل أن يتحول إلى ” أحاسيس محرمة ” والثالث ” اشحن لي وأعرض لك ” والرابع ” زوجتي والكلب ” والخامس ” كلمني شكرا ” وغيرها من العناوين التي تخدش الحياء العام وتفسد ذوق الأجيال وهي مهزلة فنية بكل المقاييس.
والحل شديد السهولة إذا أراد المسئولون الحل.

 


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم