حب مختلف عن كل حب .

انا بنت عمري 23سنه احببت شاب من غير جنسيتي ف الانترنت . احبه بجنون…هذا الشباب متدين وخلوق…وسالت عنه وهو مايعرف وطلع ملتزم ومتدين ..

المشكله الان كيف يتقدم لي ؟؟؟وهل الزواج حل لهذا الحب؟؟علما باني حاولت الابتعاد عنه اكثر من 30 مره ولا فائده …علاقتي به الان من سنه ونص لا استطيع الراحه احس بعذاب نفسي وتانيب ضميري اذا تواصلت معه لاني ف النهايه فتاه ملتزمه ومن عايله محافظه؟؟
ولا استطيع الراحه وانا بعيده عنه فانا احبه كثيرا!!!كثيرا ما نسمع عن حب الانترنت ولكن هذا الانسان غير عن كل الشباب!!!اتمنى نصحي وارشادي للطريق القويم!!!بس بدون ما اترك الحب دمتم مشاعل تضي دروبنا
اسم المستشير     حلا

رد المستشار    د. سكينة بنت أحمد الهاشم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .

أختي الحبيبة والمحبة حلا:

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجمع بينك وبين من تحبين في بيت واحد تحت سقف الزوجية كي تنعمي بالسعادة التي تودين الوصول إليها ويرزقك الذرية الصالحة التي تقر بهم عينك مع زوجك الذي تغرمين به .

وقد لخصت مشكلتك في أمور :

1ـ تأنيب الضمير والعذاب النفسي نتيجة هذه العلاقة.
2ـ كيف يتقدم لي؟
3ـ عدم تأكدك من حبه لك ورغبته الأكيدة في الزواج منك .
4ـ خوفك من موقف أهلك تجاه هذه العلاقة الشبه محرمة وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية وخاصة أنه ليس جنسيتك مع وجود فوارق مجتمعية بينكما فأنت من أسرة محترمة .

ولنحاول بحول الله وقوته تفتيت هذه المشكلة وبالتالي حلها بهدوء وروية يا أختي حلا :

1ـ بالنسبة لتأنيب الضمير والعذاب النفسي اللذين جعلتهما يسيطران عليك فأقول لك : حاولي وبكل قوة أن تأخذيهما وترميهما بعيدا عنك فأنت امرأة عاقلة وصلت إلى مرحلة جيدة من النضج وها أنت تبحثين عن مشكلتك في موقع عريق هو موقع المستشار ، ويبدو أيضا من كلامك أنك لم تتورطي معه بأية علاقات مشبوهة فأنت أختي الكريمة في خير والآن أختي الكريمة في ظل العولمة العالمية أكاد أجزم أنه لا يكاد يخلو بيت من مثل هذه العلاقات التي أصبحت وستصبح بعد فترة قصيرة من الأمور العادية وسيصبح الزواج النتي من الزواجات المتداولة والمعروفة والمشهورة والمحترمة أيضا ، فكثير من الشباب والشابات اليوم أصبحوا يبحثون عن الزواج بأنفسهم لا بيد خاطبة أو زواج تقليدي أو زواج من الأسرة وخاصة بعد انتشار الأمراض الوراثية كفى الله القراء شرها.

2ـ بالنسبة للمشكلة الثانية : كيف يتقدم لي ؟ أختي الفاضلة : إذا كان يرغب بك وبشدة فسيتقدم لك بطريقة طبيعية جدا فيحضر والدته وأباه إن كان موجودا أو أحد من قراباته ولكن يجب أن تهيئي أنت لهذه الخطبة بمعنى أن تخبري من تثقين به ومن سيساعدك في هذا كأخ لك أو أختك الكبرى أو عم أو خال ويقنع أهلك بذلك وإن كانت علاقتك بأمك وأبيك جيدة وقائمة على الثقة المتبادلة فأفضل من تخبري بهذه الحقيقة الغائبة عنهما هما والديك فبيدهما الكثير .

3ـ الحقيقة أن المشكلة الثالثة هي مشكلة المشكلات فإذا كنت ترغبين في هذا الزوج وتحبينه كل هذا الحب ولكنه لا يبادلك نفس المشاعر أو أنه يريد أن يتسلى أو أنه ليس عنده الجرأة الأكيدة في هذا الحب أو أنه ليس مستعدا أن يواجه أهلك ومجتمعك وقد يسمع الكثير من الإهانات والطرد وووووفهذا ماذا تفعلين معه أختي الكريمة ؟ أقصد إذا كان الحب من طرف واحد وهو طرفك فلا داعي لكل هذا العذاب أصلا وحاولي وبجدية نسيانه وادعي الله في الأسحار أن يخلصك من هذا الحب المؤرق والذي لا فائدة منه بتاتا ، ولكني سأخبرك بحقيقة قد تبدو غائبة عنك : أعلم أن كثير من الجنسيات الأخرى يحرصون كل الحرص الزواج من السعودية وذلك رغبة فيها لعدة أمور : الحقيقة ليس لسواد عيونهن فقط وإنما لاعتقادهم أن كل السعوديات غنيات وستنفق عليهم وستشتري لهم سيارة وبيت في بلدهم ووو إلى آخره . والأمر الآخر سيأخذون الإقامة الدائمة في السعودية وهذا ما يحرصون عليه أيضا والحقيقة إنني متأكدة أنه لو حصل لحبيب القلب واحدة أخرى أغنى منك أو عندها وظيفة محترمة لتركك وبسرعة إليها غير آسف على دموعك وتوسلاتك وغير آبه لهذا الحب العميق الذي هو من جهتك والذي تقولين أنك لا تستطيعين الفكاك منه فأنا في الحقيقة لا أنكر أبدا الحب النتي العفيف ولكني أنكر وبشدة الحب الذي يعتمد على الكذب والنفاق ولا يراعي الطرف الآخر أبدا .

4ـ أما بالنسبة للمشكلة الرابعة : فإذا تأكدت من حبه لك وبتضحياته من أجلك فهذا الأمر يحتاج منك الدعاء والإلحاح في الطلب أن يسخر لك والديك وأهلك في قبول عريس الزين والله سبحانه يقول ( إن كيدكن عظيم ) فلن تعدمي الحيلة في إقناع أهلك به بشتى الوسائل وذلك بداية : في إقناع العائلة شخصا شخصا إلى أن يصبح عندهم الأمر طبيعيا وأيضا تبذلين معاونة الكبير والصغير في كل أمر كي يحبوك ويحترموك وبالتالي لا يرفضون طلبك ، وأيضا معاونة أمك في أعمال المنزل وكل أمر تطلبه منك يعني أن تصبحي قريبة منهم .

5/ إذا كان هذا الحب من طرفك فأنصحك وبشدة أختي حلا : أن تبتعدي عنه وعن النت لمدة طويلة ولا تسول لك نفسك أو شيطانك بالاتصال أو العودة إلى سراب وتضييع وقتك في اللاشيء ويعود لك تأنيب الضمير وذلك العذاب النفسي الذي لن تأخذي منه إلا الضغط المرتفع والكآبة والقلق .

أختي الكريمة : البعيد عن العين بعيد عن القلب فحاولي أن تتخلصي من هذا الحب شيئا فشيئا وحوليه إلى حب طاهر إلى من خلق هذا الحب إلى من يستحق هذا الحب ، وصدقيني سيرزقك من غير حساب ، وسيعطيك كل ما تريدين وأكثر . والسلام .