أ. وليد علي خزام
أيها الزوج هل تفهمني ؟
هذه همساتي .. ونداءاتي .. وآهاتي .. وإن شأت أن تقول صرخاتي من زوجة محبة تريد منك أن تشاطرها السعادة الزوجية .
زوجي الغالي ..
أنا زوجتك أتحدث إليك .. وأهمس في أذنيك .. وأداعب إحساسك لتفتح لي قلبك ، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت من شريعتنا السمحاء بأن الزواج إكمال لنصف ديني وأخشى بلهوك وتقصيرك أن أفقد ديني فكيف تريدني أن أسعد ؟ وأنت هكذا ، فكن عوناً لي لأرتقي بديني ولا تكن هدما لي !!!
وتعلمت بأن الزواج حلم السعادة الدنيوية ومداد للسعادة الآخروية فبعدك عني أشعرني بأن الحلم سراب ، والسراب زوال وكذب وخداع ، فمن أين تجلب السعادة بهذا ، فهل لك أن تفهمني ؟
وتعلمت بأن الحب يسقى بالكلمة الطيبة واللمسة الحانية والنظرة الساحرة والعاطفة الجياشة ، فإن عدم هذا فأين الحب ، وكيف تسير مركبة الحياة الزوجية ، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت من قول الله تعالى : { وجعل بينكم مودة ورحمة .. } ( الروم 21 ) أن غاية العلاقة الزوجية وجود المودة والتعايش بالرحمة ، فالجفاء والغلظة والإهمال لا أعتقد بأنه يبني المودة ويكون فيه عطف ورحمة ، وأعتقد أنك توافقني لكن !! ، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت بأن الزواج مع ما فيه من عواطف إلا أن فيه مسؤوليات ومكابدات لا تطيقها الجبال الراسيات ( فكيف بامرأة ضعيفة مثلي ؟ ) وأن اليد على اليد تساعد لتحقيق التوازن والاستقرار ، فتخليت عني لمواجهة الصعوبات وتحمل المسؤوليات فكيف تريد للعاطفة أن تنموا بيننا ، فهل لك أن تفهمني ؟
وتعلمت أيضاً بأن الزوج بعد الله هو الركن الشديد تستند إليه الزوجة لتشبع عاطفتها وتسد احتياجاتها وتحمى نفسها من كل المساوئ نفسياً وجسدياً ، فهل يأتي ذلك والزوج كثير الترحال وكثير الوناسة مع الأصدقاء واللهو بأنانية مع نفسه لا يهتم ولا يحس بها ، فهل لك أن تفهمني ؟
وتعلمت من دراستي ومن مدرسة الحياة أن المرأة فراش زوجها بشرط أن يكون الزوج سماءً يظلها وإلا فسد الفراش بانكشاف سمائه وتعرضه للشمس المحرقة ، فهل لك أن تفهمني ؟
وتعلمت بأن الحياة لا يمكن العيش فيها دون تخطيط والسعي لتحقيق الأهداف وأن القيادة الأولى لدى الزوج بمشاركة المساعدة وهي الزوجة ليبنيا سوياً حياتهما بنجاح وفق رؤية واضحة تجعل للحياة معنى ، فهل لك أن تفسر ما نعيشه من فوضى وتخبط وعشوائية ؟
ثم هل يمكن بذلك أن نكون ناجحين في حياتنا سعداء في نفوسنا نبني مستقبلاً زاهراً لأبنائنا ؟
أرجوك أن تفهمني .. ما كتبت لك كلماتي هذه وما أخفيت من آهاتي لكثير لكي لا أثقل على سمعك ولا أجرح قلبك ، وإنما أردت مصلحتنا ، فكلانا قلب واحد ، وجسد واحد يسوء بعضنا ما يسوء الآخر، ويسعد بعضنا ما يسعد الآخر، فهل لك ياحبيبي أن تفهمني ؟