هل تنعم بشريك حياة متفائل أغلب الوقت؟ إن كنت كذلك فأنت من المحظوظين وفقا للعلماء والخبراء، حيث يبدو وأن تفاؤل شريك الحياة هو السر وراء تمتع الطرف الآخر بحالة ذهنية أفضل على مدار العمر الطويل.
تفاؤل شريك الحياة
في وقت تنتشر فيه الأخبار السيئة، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى من خلال بعض المحطات التلفزيونية، يأتي الزوج أو الزوجة ليكونا الملاذ من تلك الأحزان المتراكمة والمحيطة بنا، حيث يعمل تفاؤل شريك الحياة على حماية طرف العلاقة الآخر من تبعات أحداث العالم المقلقة، وفقا للعلماء.
يرى الباحثون من جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الوقوع في علاقة رومانسية حقيقية مع شريك الحياة المتفائل، يؤدي إلى اكتساب مجموعة من الفوائد الصحية والنفسية، التي يعد أبرزها الوقاية من الضعف الإدراكي بمرور العمر، بالإضافة إلى سهولة اتباع عادات صحية ترتبط بتحسن الحالة العضوية والذهنية.
يؤكد العلماء أن استفادة الشخص المتفائل نفسه مؤكدة منذ سنوات طويلة، إلا أن الدراسة الأمريكية الحديثة توصلت إلى أن المكسب يشمل طرف العلاقة الآخر، الذي ينعم بفوائد تفاؤل شريك الحياة، على المستوى الذهني والصحي، حين تبدو ذاكرته أكثر قوة، فيما يبدو تركيزه وحالته الصحية بشكل عام أفضل.
لماذا يفوز المتفائل؟
يرى ويليام تشوبيك، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة وأستاذ علم النفس المساعد بجامعة ميشيغان، أن سوء الحالة الذهنية والإدراكية بمرور العمر، يحدث لعدد من الأسباب، من بينها عوامل جينية ووراثية، وأخرى ترتبط بأسلوب الحياة الذي يمكن التحكم به، والذي يشمل النظام الغذائي ومدى ممارسة الرياضة والحركة.
يشير ويليام إلى أن تفاؤل شريك الحياة ينعكس على الطرف الآخر دون شك، فبينما يحرص الزوج أو الزوجة المتفائلة على ممارسة الرياضة واتباع عادات غذائية سليمة مع الاهتمام برعاية الصحة، يكتسب الطرف الآخر بعضا من تلك الصفات والعادات، لتصبح النتيجة حالة إدراكية أفضل مهما طال العمر.
في النهاية، يؤكد خبراء علم النفس أن 25% فقط من القدرة على التفاؤل لها خلفيات وراثية، فيما يمكن لنا أن نتحكم بالنسبة الأغلب من التفاؤل عبر التعلم، في إشارة إلى أن الشخص المتفائل يمكنه السيطرة على مشاعره بدرجات مثالية، تجعله آمنا من مشكلات تقدم العمر الذهنية أو النفسية.