إن من منطلق المسؤولية والرعاية الشرعية والقانونية المستوحاة من حديث عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ألا كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته .. ] ( صحيح الأدب المفرد 15 ) .
فالرعاية : تعني فعل أسباب الوقاية والاهتمام ( قبل وأثناء وبعد ) ، لذا وجه الله سبحانه وتعالى أولياء الأمور بحماية الأسرة ، لأن الأولياء هم هرم الأسرة وعمادها ، فقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً .. } ( التحريم 6 ) .
فلفظ ( قوا ) أمر بفعل الوقاية والسعي وراء أسبابها من كل داء وشرّ وفتنة ، ولفظ ( ناراً ) أي ما يوصلنا وأهلينا الى الهلاك وأسبابه في الدنيا أو هلاك الآخرة .
والمرض بلاء عظيم ، وخطب جلل يفزع كل أسرة بمرض فرد منها ، فكيف حينما يكون وباءاً معدياً مثل وباء كورونا ، يتسارع انتشاره كالنار في الهشيم .
إن الوعي الحقيقي يبدأ من قادة الأسرة وهما : ( الأب والأم ) وبدورهما ينقلان الوعي الى الأبناء وبقية الأسرة ، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة .
وإن تفاعل الأسرة واستجابتها وإدراكها لما يحصل للواقع من حوله ، ثم الاستماع الجيد الى الإرشادات النافعة والتوجيهات السديدة ، والمحافظة عليها والتزامها ليحقق الأمن والأمان والسلامة للأسرة فردها وجماعتها .
إن وباء كورونا .. مرض يؤذي على نطاق واسع وينتشر بسهولة فائقة من فرد لآخر ، فيؤذي الأسرة بكاملها في فترة قصيرة عند تساهل أو اهمال فرد واحد من أفرادها .
فهل نصبح سلبيين نشاهد أوراق شجرة العائلة تسقط الواحدة تلو الأخرى ؟
وهل نريد المزيد من الأحزان والآلام والأوجاع التي قد تحدث بسبب إهمالنا وقلة وعينا وسوء تصرفنا ؟
إن وباء كورونا .. لا عبث معه ولا مزاح لا على مستواى أفرادنا أو أسرتنا أو المجتمع من حولنا .
فكل فرد في الأسرة هو المسئول الأول عن حماية الآخرين ، وليست المسؤولية قاصرة على الأبوين فحسب .
ولنكن جديين لا هزليين ، نحمل شعاراً في بيتنا .. لا كورونا في أسرتنا ..
ولا كورونا في مجتمعنا .. لأن المجتمع أسرتنا الكبيرة
فبفضل ربنا وحفظه ثم ابتهالنا اليه ، وكذلك حرصنا على أنفسنا وأسرتنا ومجتمعنا لا مكان لكرونا بيننا .
لأننا نريد لأسرتنا أن تحي آمنة سعيدة سالمة من الداء ، عافية من كل بلاء ، ولن يتحقق هذا إلا بعد فضل الله ثم بحمايتنا لأسرتنا .
ومن هنا ينبغي أن نكون يداً واحدة ، وقلباً واحداً للوقاية من وباء كورونا
لأننا نحب أسرتنا ونخاف عليها ، فلا كورونا في بيتنا ولا مجتمعنا .
______________
وليد بن علي بن محمد خـزام