المُبتسم
لنتحدث عن الابتسامة التي تملأ القلب غبطة وسعادة، تلك التقاسيم التي ما إن ارتسمت على الوجه، فإنها تشيع التفاؤل في صاحبها، وكل من قابله وصافحته يداه، هي ديدنه الذي ارتآه لحياته، فعاش في راحة وهناء.
المُبتسم مرتاح القلب على الدوام، فإذا كانت لحظاته نجاحًا وتوفيقًا، اتَّخذت لها متسعًا وكانت لها المكانة التي تستحقها، وإذا واجهته ضائقة، خفَّفت عليه وطأتها؛ ليُجمِّل وجهه بالإشراق، ونفسه بالنور، وروحه بالمشاعر الإيجابية.
أينما حلَّ وارتحل وجد له مكانًا؛ لأنه يُرى فيه مصدر السعادة، ويُستزاد من طاقته النفاثة، فلا يتحدث إلا عما هو إيجابي، وينظر إلى الجزء المملوء من الكأس، فلقد اتخذ الموقف الصحيح، والمنطق السليم، والتعامل الجيِّد.
يُحبِّه الناس لطيبة قلبه، ويحالفه التوفيق، وتُفتح له الأبواب؛ لأنه تأمَّل خيرًا، وابتغى الأفضل، وابتعد عن الخيبة والفشل، يرقى ويرغب في أن يرقى معه غيره، فهو الإيثار الذي امتزج بروحه النقية الطاهرة.
يلتزم الصمت في مواضع الصمت، ويتكلم عندما يحين له الوقت، وكلامه له موضعه المناسب، يُطلق كلماتٍ يرى فيها سبيلًا لإنارة العقول، فالفؤاد الذي اعتمر بالإيجابية، شعاعه انعكس على الوجه، فنطقت به جواهر اللسان.
يصبر على من يجافيه، وصبره طويل حليم؛ فهو يعلم طبائع البشر، وأنه من الصعب التحكم في تقلباتها، يدرك هذه المعاني، فعاش مرتاحًا وهانئًا، لا يُعمل عقله إلا ما فيه نفع وفضل له.
هذا هو المُبتسم وهذه هي حياته، منهجه سلس وبسيط: التفاؤل والإيجابية، والسعادة والراحة، والغبطة والأمل، وانشراح الصدر والنجاح
__________
أ/ أسامة طبش