بنبرةٍ تشاؤمية .. واصل أحدهم تحذيره من المستشارين الأسريين ومن في حكمهم؛ الذين – بحد زعمه – لا يُجيدون إلا المثاليات البعيدة عن الواقع، كما استطرد في سرد بعض النتائج الوخيمة والوقائع السلبية التي تأثرت بها بعض الأسر نتيجة رأي مستشار غير مبالٍ !! وعلى كل حال .. فهناك آخرون كذلك يشاركون هذه الفكرة المغلوطة – بكل تأكيد – ؛ ومن هذا الموقف أجدها فرصة للتوضيح حول هذا الموضوع.
لننطلق بدايةً من مسلمتين .. أولها، أن الإرشاد الأسري يُعد من جملة العلوم الإنسانية النسبية التي لا يُقطع بها كمسلمات ثابتة، فيسع فيها الاجتهاد ما لا يسع في غيرها من العلوم المادية، ناهيك عن معضلة الفهم الخاطئ، أو التحوير المقصود من المسترشد، أو ما يقدمه من معلومات مغلوطة لسببٍ أو لآخر، أما المسلمة الثانية فهي أن المستشار الأسري يظل إنساناً لا عصمة لرأيه، ولا تقديساً لشخصه، فهو يصيب ويخطئ، ويناله ما ينال غيره من البشر من حظوظ الدنيا، ويبقى المستشار الأسري المؤهل بعلمه بوابة إصلاح وإسعاد للمجتمع؛ فكم فتح الله على يديه أبواباً مغلقة، وشرح الله به صدوراً ضائقة، ورُممت بجهوده خدوشٌ ظن صاحبها أنها الكسر الذي لا ينجبر.
و في هذا المقام أود أن أوجه حديثي للمسترشد؛ لكونه المسؤول الأول عن نتائج العملية الإرشادية، وهنا أُعنون ما أريد بيانه بـ ( مهارات التعامل الناجح مع المستشار الأسري )، ألخصها في النقاط التالية:
ختاماً .. ما سبق ذكره، هو جزءٌ من جملة بعض الحقوق والأخلاقيات في التعاملات العامة بين الأفراد، ومنها ما يخص العمل الإرشادي تحديداً، ومن الأهمية بمكان أن يكون الإنسان حريصاً على البعد عن كل ما يدفع به الضرر ويحقق له المصلحة، سائلاً المولى جل في علاه للجميع التوفيق.
بقلم المستشار الأسري:
أحمد بن إبراهيم الدريويش