قصة حقيقية، ودروس واقعية في الصبر والوفاء والرضا بقضاء الله.
كتب الأستاذ/هاني مراد
في الأسبوع الأول من زواج الشابة الصغيرة، أصيبت بفيروس في النخاع الشوكي، أدى إلى إصابتها بشلل نصفي في قدميها.
وقف زوجها إلى جوارها في المستشفى، وهمس في أذنيها ليحثها على الصمود، ووعدها بالوقوف إلى جوارها أمام أول محنة في حياتهما.
وعندما خرجت من المستشفى، طلبت والدتها عودتها إلى بيت والدها، حتى تمرضها وتشرف على علاجها الذي سيمتد شهورا وربما سنوات، لكنها رفضت وصممت على العودة إلى بيتها. وبعد أن عادت إلى بيتها قعيدة، ومنتفخة الوجه الذي أصبح مليئا بالبثور من أثر الدواء، وبعد شهور من الصبر والعناء، اجتازت الامتحانات على كرسي متحرك.
لكنّها واجهت اختبارا آخر عندما أصيبت بمرض جلدي يُحدث آلاما حادة، لا تتوقف إلا بالمسكنات.
وبعد مضي شهور أخرى من الألم، إذا برحمة الله تنير حياتها، عندما علمت أنها قد حملت في أول جنين لها.
وكان عليها أن تقرر: إما أن تتوقف عن تناول ذلك الكم الهائل من الدواء، حتى لا تؤثر على الجنين، مع ما في ذلك من خطورة على حياتها وتحمّل لقدر رهيب من الألم، أو تتنازل عن الجنين! ومع أن كل من حولها طلب منها إسقاط الجنين، إلا أنها تمسكت به، وقررت التوقف عن الدواء واحتمال الألم.
ثم حدثت المعجزة، وهي أنّ ذلك الحمل ساعد على شفائها من فيروس النخاع الشوكي، فعلمت أن رحمة الله كانت في ذلك الحمل حتى يشفيها من مرضها.
ثم انهالت جوائز السماء، فشفيت من آلام الجلد، وتمكنت من الشعور بأعراض الحمل الطبيعية، ورزقها الله طفلا جميلا، وأنهت دراستها الجامعية، وسعدت بأسرتها الصغيرة، بعد سنوات من الألم والصبر والرضا، ووفاء زوجها وأهلها.