جميعنا نمر بخبرات مشاعرية مؤلمة مع أشخاص نرتبط بهم بعلاقات مثل أفراد الأسرة من أب وأم وإخوة وأخوات أو الزوج أو مدير العمل أو زملاء العمل أو غيرهم ممن نتعامل معهم يومياً ونتعايش معهم ولهم تأثير في حياتنا.
ومن أحد أساليب التعامل مع الضغوط تجنب ومقاطعة مصدرها، لكن هؤلاء الأشخاص لا يصح اللجوء لمقاطعتهم لأنهم مرتبطين بنا بشكل أو بآخر.
هناك من تجده منتج ويعمل ويجتهد ويسافر ويتحرك ويقابل الناس لكنه من الداخل منزعج ويشعر بالضيق وعدم الأمان.
إنه ببساطة يلجأ للهروب طويلاً من خبرات الألم النفسي التي لديه فيستخدم نفس آليات الهروب السابقة وبالاندماج بالعمل بدرجة كبيرة وبمرور الوقت يصبح عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق أو المرض النفسي من خلال تجنبه لمواجهة مصادر التهديد التي يكبت مشاعرها في اللاشعور لديه دون إدراكه.
ويقدم الأعذار والتبريرات لتجنب مواجهة مصادر التهديد في الأسرة أو العمل كالانشغال بالدراسة أو العمل ولا يستطيع قول إنه متأزم منهم ويشعر بالألم والخزي والذنب والرفض منهم.
وهناك صور كثيرة مثل تجنب الحديث عن الماضي لأنه يحمل ذكريات حزينة أو تجنب الذهاب للطبيب حتى لا يكتشف وجود مرض خطير أو تجنب المذاكرة لوجود إحباط بنتائج الفترة الماضية أو الإفراط في التدخين أو تعاطي المخدرات أو الأكل المفرط بشراهة أو النوم الكثير أو اللجوء للحبوب المنومة لأجل النوم.
والحقيقة أننا كلما نهرب من مواجهة خبراتنا المشاعرية السلبية فهي تعود وتهجم علينا من جديد وتطاردنا بشكل أقوى.
والحل هو مواجهة هذه المشاعر والتسامح مع ظهورها ونعبر عنها ولا نكبتها فهي تميزنا كبشر لدينا أحاسيس عن باقي الكائنات، وفي المقابل نتعلم تمارين الاسترخاء ومهارات التعامل مع الضغوط النفسية ومهارات توكيد الذات ومهارات حل المشكلات ودحض الأفكار التلقائية الخاطئة وغير العقلانية التي تسبق هذه المشاعر وتولدها
__________________
بقلم/ د. مجدي نجم الدين جمال بخاري