الكثير منا يريد التغيير، ولكن يستثقل خطواته.
معظمنا يريد التوبة، ولكن يتكاسل عن أخذ خطوة جدية في طريق التوبة.
وكذلك كثير من النساء يردن أن يجدن الوقت للاهتمام بأنفسهن، ولكن لا يجدن الحافز لذلك.
إلى متى؟ إلى متى ننتظر من يدفعنا؟ إلى متى ننتظر من يشجعنا؟ هل ننتظر موتًا قريبًا لنستيقظ أم ننتظر مرضًا مقعدًا أو حادثة مفجعة لنبدأ؟ هل ننتظر سمكة قرش تدفعنا؟!
هل تعلمون قصة سمكة القرش والسمك الكسلان؟
إن اليابانيين يعتمدون على الأسماك بدرجة كبيرة في طعامهم، ولكن منذ فترة طويلة لا يوجد كمية كبيرة من الأسماك على الشواطئ، فاضطروا للصيد في عرض البحر بعيدًا عن الشاطئ، ولكن رحلات الصيد تستمر أكثر من يوم حتى ترجع؛ ومن ثَمَّ يكون السمك غير طازج، ولكنهم يحبون السمك الطازج، فماذا فعلوا؟
أخذوا معهم أحواضًا بها ماء؛ ليضعوا فيها الأسماك لتظل حية إلى أن يعودوا، ولكن السمك لم يكن يتحرك كثيرًا في الأحواض كما كان يتحرك في البحر؛ لضيق المكان وكثرة العدد؛ ومن ثَمَّ يتغير طعمه عن الطازج، فماذا فعلوا؟
لقد ابتكروا فكرة رائعة، وهي أن يضعوا سمكة قرش صغيرة في الماء، تجعل السمك يتحرك كثيرًا؛ هربًا من القرش؛ فيظل طازجًا إلى أن يعودوا، فيبيعونه طازجًا كما يريده الناس هناك.
انتهت القصة…..
فلننظر كيف أن السمك تحفَّز للحركة خوفًا على حياته عندما واجه القرش، فهل نضطر نحن كذلك إلى قرش يحركنا نحو الحياة والإنجاز والتغيير، واستغلال قدراتنا ومواهبنا المدفونة؟
لماذا ننتظره؟ لماذا لا يكون حافزنا داخليًّا من أنفسنا، من أهدافنا، من طموحنا، من استشعار قيمتنا ودورنا في الحياة؟
قد نهتم بأنفسنا؛ لأن البعض علَّق علينا أكثر من مرة بكلام لاذع، وقد نحافظ على أجسامنا؛ لأن بعض مَن حولنا ينتقدون شكلنا بكلام جارح، متغافلين عن وضوح تعاليم الإسلام في الحفاظ على الجسد، وتحريم إلحاق الضرر به، فلنتفقد نياتنا أيتها الأخوات، فمثل هذا الحافز لا يدوم تأثيره طويلًا؛ لأنه ليس نابعًا من ذاتكِ، لكنه مجرد رد فعل لدافع خارجي، لكن لو صنعتِ لنفسكِ دافعًا داخليًّا من قناعاتكِ الذاتية بأهمية التغيير لنفسكِ، واحتسبتِ الأجر عند الله – فستستمرين بإذن الله على طريقكِ دون حاجة لشخص يحفزكِ.
تهتمين نفسكِ؛ لأنكِ مسلمة، ولكِ في صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في علمهن وحفظهن.
تهتمين بصحتكِ؛ لأن لنفسكِ عليكِ حقًّا؛ لأنك إن لم تهتمي بها، فلن تستطيعي إكمال دوركِ في الحياة بقوة.
تهتمين بتطوير ذاتكِ؛ لأنكِ تحبين أن ترتقي بنفسكِ أولًا، وأهلكِ ومجتمعكِ ثانيًا.
هيا بنا حبيبتي، لنبدأ خطوات التغيير للأفضل، ولا ننتظر حتى يأتي من يحفزنا؛ فإن الله لا يغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا من قناعات وأفكار خاطئة، فبداية التغيير من أفكاركِ، غيِّري أفكاركِ؛ تتغير حياتكِ