الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

الحماة… وتدخّلها في الحياة الزوجية



 

تدخل الحماة في الحياة الزوجية هي مشكلة تؤدّي من دون شكّ إلى فشل العلاقة الزوجية، التي ربّما تنتهي بانفصال الزوجين عن بعضهما أو طلاقهما.

ولكنْ ما العمل في هذه الحالة؟ هل يمكن إصلاح الزوج؟ هل يمكن تفادي هذا التحدّي بين الحماة والكنّة؟

التضحية في سبيل كسب الزوج

تؤكد الدكتورة منى رضا، أستاذة علم النفس في جامعة القاهرة، على أهمّية علاقة الأمّ بابنها، بشرط أن تكون هذه العلاقة، في المقام الأوّل، صحّية.

كما تلفت إلى ضرورة أن تصبح الزوجة أكثر ذكاء، حتّى لا تشتدّ الخلافات التي من الممكن أن تحدث بينها وبين زوجها، نتيجة سيطرة أمّه على حياتها الزوجية.

وهنا، يجب عليها استخدام الحكمة والتروّي، بعيداً عن التوتّر، لإنجاح علاقتها بحماتها والحفاظ على نوع من المسافة تفصل بين الأخيرة وحرمة حياة ابنها الزوجيّة.

والحياة المشتركة بين مطلق أيّ اثنين تعني أن يضحّي كلٌّ منهما من أجل أن تستمرّ العلاقة. فإذا نجحت، يعني ذلك أنّ الحبّ ما زال موجوداً. وبهذه الطريقة، يمكنها أن تخلّص زوجها من سيطرة أمّه عليه، واعتماده الكلّي والجزئي عليها، في اتّخاذ كافّة قراراته الحياتية.

لا لتصعيد المشاكل

وتضيف الدكتورة منى رضا أنّه يجب على الزوجة تجنّب تصعيد المشاكل مع حماتها أو زوجها، إنّما محاولة كسب ودّها وحبّها. كما من الأفضل أن تتصرّف بشيء من الحكمة والتريّث، لتعتبر حماتها مثل أمّها وتحاول بقدر الإمكان إرضائها، مع ضرورة الحفاظ على نوع من المسافة بينهما.

فالصراعات المستمرّة بين الزوجة وحماتها تجعل الزوج هو الآخر في صراع نفسي، بين امرأته وأمّه، ما يؤدّي إلى توتّر الحياة الزوجية أكثر فأكثر.

لا للمقارنة مع الصديقات

تلفت الدكتورة منى رضا إلى أنّ الاعتقاد الدائم لدى العديد من الزوجات أنّ صديقاتهنّ الأخريات المتزوّجات أسعد منهنّ حظّاً، يزيد من مشكلتهنّ ومن حالتهنّ النفسية. فهنّ بذلك يجعلن من تدخّل الحماة في بعض شؤون حياتهنّ مشكلة كان يمكن أن تكون أهون حلّاً لو تعاملن معها من دون أن يزدنها تعقيداً. فعند تفاقم المشكلة، تتضرّر الزوجة أوّلاً، لأنّ ما تظّنه موجوداً لدى غيرها ليس بالضرورة حقيقة، ما يؤثّر سلباً على تصرّفاتها مع زوجها ومع حماتها. فبدلاً من أن تعمل على تهدئة الأوضاع مع الطرفين، نراها تؤزّم الحالة بانفعال شديد لا ينفع بشيء.

 

من جهة أخرى، يجب ألّا تقوم الزوجة بقصّ مشاكلها لوالدتها، فقد تُظهر المشهد أكثر قتامةً عمّا هو عليه فعلاً، ما يجعل صورة العلاقة بينها وبين زوجها أكثر سوءاً، خصوصاً وأنّ الأم المسيطرة ترى أنّها تسيطر لصالح ابنها، وليس نوعاً من الفضول. كما أنّ إخبار والدة الزوجة بهذه المشكلة قد يجعل منها طرفاً رابعاً في النزاع، كونها تريد مصلحة ابنتها أوّلاً.

 

وتختم الدكتورة منى رضا قائلةً: “يجب على الزوجة عدم انتقاد زوجها وإشعاره بأنّه ضعيف الشخصيّة، وبأنّ أمّه هي من تحكمه، لأنّ ذلك يجعله ينفر منها ويقترب أكثر من أمّه؛ بل يجب عليها في المقابل تشجيع أيّ سلوك يقوم به زوجها، ومدحه أكثر من المعتاد، حتّى تصبح لديه قدرة أكثر على اتّخاذ قراراته، وثقة أكبر بنفسه. وبذلك، تتعزّز ثقته بزوجته ايضا, وما يدفعه إلى مشاركتها بأموره بدلاً من العودة إلى امه في كل شي 

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم