خواطر عن الحياة
حنين شودب
غاية الحياة
تختلفُ ظروف الحياة من إنسان وآخر، وتختلف أهدافهم وغاياتهم أيضًا باختلاف تلك الظروف الحياتية، وتتنوّع طريقة كلّ إنسان في مواجهة هذه الظروف والوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق الغايات المأمولة، فإذا ما وجد في نفسه الإرادة والطموح استطاع العبور، واستطاع الوصول إلى النجاح والسعادة، هذان الهدفان هم تقريبًا جلُّ ما سعى كلُّ البشر للحصول عليه في حياتهم، والسعادة هي القبلةُ الأولى كانت وما تزال، وسيصل الإنسان بعد كلِّ التجارب التي يمرُّ بها في حياته إلى الحكمة والمرونة، وينعكس ذلك على عائلته ومجتمعه كلّه، وقد تأمّل الكثيرون في الحياة وكتبوا خواطر عن الحياة وكلُّ ما فيها من أحداث.
خواطر عن الحياة
كتب الكثيرون عن الحياة من فلاسفة وكتَّاب ومفكّرين، كتبوا عن الذي حرك مشاعرهم التي حركة في أنفسهم الدافع لخط الحروف، فجاءت خواطرهم معبرةً عن الحياة بشكل رائع وعن كلِّ ما يختلج في نفوس الناس من حياتهم، عبروا عن كلِّ ذلك بواسطة خواطر عن الحياة وسيذكر هذا المقال الكثير من هذه الخواطر الحياتية: “الحياة أكبر من أن تقف عند شخص ما، أو شعور ما، أو فكرة ما، الحياة هي أنت، وقفتك الحقيقية مع نفسك أنت”.
“لا أحد يستطيع مساعدتك إن لم تساعد نفسك أولًا، لا أحد يملك مصباح الآخر السحري، مصباحك معك أنت، فأقصى ما يستطيع الآخر مساعدتك فيه هو إزالة الغبار من عليه فقط، وأنت من عليه أن يكمل المهمة”.
“الحياة ليست كما تظن، تفكيرك عن الحياة ليس الا تفكير انسان اعمى عن النور، لديك فلسفات وتحليلات واستنتاجات وافكار جميلة جدا، ولكن تنقصك التجربة، تحتاج الى بصر لكي ترى النور، والبصيرة لا تتجلى إلا عندما تتخطى العقل والمنطق، إلا عندما تدرك انك لست أفكارك ولست جسدك، البصيرة تتجلى عندما تدرك حقيقةً أنك انت الشاهد، الشاهد على افكارك ومشاعرك وجسدك”.
“الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان، أما الموت فهو الحقيقة الراسخة”.
“رحلة النجاح لا تتطلب البحث عن أرض جديدة ولكنها تتطلب الاهتمام بالنجاح والرغبة في تحقيقه والنظر الى الأشياء بعيون جديدة”.
“فلسفة حياة في بضعة سطور:
غناك في نفسك، وقيمتك في عملك، وبواعثك أحرى بالعناية من غاياتك، ولا تنتظر من الناس كثيرًا تحمد عاقبته بعد كل انتظار”.
“زُر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الأخلاق، وزر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة و المرض، وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة، وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل، وزر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة”.
“سرّ النجاح في الحياة يكمن في أن تفهم الرأي الآخر”.
“كان يمكن للإنسانية أن تكون سعيدة منذ زمن، لو أن الرجال استخدموا عبقريتهم في عدم ارتكاب الحماقات بدلًا من أن يشتغلوا بإصلاح حماقات ارتكبوها”.
“إن في الحياة ألمًا كبيرًا، وإن سرور الحياة أكبر من ألمها، و لكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم والسرور”.
“لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لازداد عمرًا في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة، لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب”.
شعر عن الحياة
كما كتب المفكرون خواطر عن الحياة وأبدعوا في كتاباتهم ولمسوا الحياة من كلِّ جوانبهم فقد أبدع الشعراء أيضًا فكانت قصائدهم تلمس أفكار الكثيرين، وتقوي عزيمة الكثيرين، وتبعث الأمل في نفوس اليائسين من حياتهم، وتفتح آفاقًا جديدةً لهم ليتأملوا ويتفكروا بحياتهم الحالية ومستقبلهم ومن هذه الأشعار والقصائد:
قصيدة للشافعي يقول فيها:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا وَسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
قصيدة للإمام علي بن أبي طالب يقول فيها:
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أنّ السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلّا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
قصيدة للشاعر محمد مصطفى حمام يقول فيها:
علمـتني الحياةُ أنَّ لها طعمَين مُـرًا وسائغًا معسولا
فتعـوَّدتُ حالَتَيْها قريرًا وألفتُ التغـيير والتبديلا
أيها الناس كلُّنا شاربُ الكأسَين إنْ علقماً وإنْ سلسبيلا
نحن كالرّوض نُضْرة وذُبولا نحن كالنَّجم مَطلعَاً وأُفولا
نحن كالريح ثورة وسكوناً نحن كالمُزن مُمسكاً وهطولا
نحن كالظنِّ صادقاً وكذوباً نحن كالحظِّ منصفاً وخذول