( ماذا أعددت لها ؟ )
المستشار/عبدالله بن خالد بورسيس
روى البخاري ومسلم أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : متى
الساعة ؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال لافت .. فقال : ( ماذا أعددت لها ؟ )
و لنا وقفة مع هذا الجزء من الحديث النبوي الشريف ، فما الذي دعا هذا
الصحابي الجليل للسؤال عن الساعة ؟؟
أظن والله أعلم أن الغاية من السؤال هو الرغبة بالفوز بالجنة التي ستكون جزاءً
للمؤمنين يوم القيامة ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت انتباه هذاالصحابي
الجليل وانتباه الأمة جمعاء أن الأهداف العالية و الطموحات العظيمة لا تنال
بالتمني و لا بالتشهي ، و إنما تنال بالإعداد و التخطيط و العمل ( ماذا أعددت
لها ) ..
و ما نيل المطالب بالتمني
و لكن تؤخذ الدنيا غلاباً
فالكل منا يريد أن يدخل الجنة ، و الكثير منا له أهداف سامية في هذه الحياة ،
فماذا أعددنا للوصول لهذه الأهداف .
ماذا أعددنا للفوز بالدرجات العالية من الجنة ؟
كيف نصل إلى أعلى المناصب الوظيفية ؟
ماذا أعددنا لنيل التفوق الدراسي و العلمي ؟
هل خططنا لنكون مؤثرين و أعضاء فاعلين في مجتمعنا ؟
ماذا أعددنا لتكون أسرتنا مثالية في المجتمع ؟
هل هيئنا أبناءنا ليكونوا قادة لأقرانهم في طريق الخير ؟
ماذا أعددنا … ؟ ، و هل … ؟ ، و كيف … ؟ ، أسألة كثيرة تدور في أذهاننا
للوصول إلى غايات عظيمة ، لكن قائدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلمنا
أن طريق الوصول للأهداف العظيمة يكون بالبدايات و الخطوات الصحيحة (
ماذا أعددت لها ) .. فماذا أعددنا لحياتنا الدنيا و الأخرى ؟