تنامي أعداد المصابين بالأمراض النفسية في المجتمع
أكد المستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط والمستشار القضائي الخاص الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، تنامي أعداد المصابين بالأمراض النفسية في المجتمع السعودي.
وأبان اللحيدان نقلاً عن صحيفة “الرياض” أن الأمراض النفسية تنقسم إلى قسمين، أحدهما وراثي ويصل عدد المصابين به إلى 20 في المائة، بينما غالبية المصابين من القسم الثاني وهو المرض النفسي الاكتشافي الذي يصل اكتشافه إلى 31 في المائة، مشيرا إلى أنه ينبثق من هذا النوع المرض النفسي التوهمي للأشخاص الذين لديهم استعداد لتقبل المرض النفسي.
ورأى اللحيدان أن هناك سببين رئيسين في زيادة أعداد المصابين بالأمراض النفسية، هما؛ ضعف الوازع الديني الواعي الذي يساهم في إصابة الكثيرين، والسبب الثاني ضغوط الحياة ومنها المشاكل الأسرية والمالية والاجتماعية والثقافية والفكرية والجنسية.
وعن أسباب ارتفاع الأمراض النفسية لدى فئة الشباب واليافعين يرى المستشار العلمي أن هناك أسبابا عديدة وراء انتشارها في مجتمعنا، أبرزها؛ عدم وجود المثل الأعلى في البيت، نشوء الحاجة للمادة، طلاق الوالدين، الصحبة السيئة خلقا وفكرا، عدم المؤاخاة بين البيت والمدرسة، والانفتاح التقني الهائل.
ويرى اللحيدان أن الاختلاط في الولائم والأفراح والمناسبات بين مشارب شتى من المجتمع يتم فيها تبادل المعلومات دون توجيه أو رقيب من أسباب انتشار الأمراض النفسية بين الشباب، معللا رأيه بقوله «من المعلوم أن اليافعين يتلقون أي إيحاء ويقبلونه على علاته، ومن هنا فإن الشباب أكثر الفئات إصابة بالمرض النفسي»، مبينا أن 50 في المائة من الشباب لديهم قابلية للإصابة بالمرض النفسي، خصوصا ممن ينصاعون للأوامر دون محاكمة العقل والتفكير.
وعن علاقة المرض النفسي بالجريمة قال اللحيدان «إذا كان المرض نفسي وراثيا فإنه يقود للجناية، أما إذا كان مكتشفا فإن الجناية هي التي تأتي إليه، لأن غالب من يصاب بالمرض النفسي من فئة الشباب ليست لديهم حصانة بمعنى أنه ضعيف الشخصية ومن السهولة استغلاله وهو ما يفسر وقوع الشباب في الجرائم».
لكن اللحيدان يرى أن كثيرا ممن يقعون في الجنايات يدعون الأمراض النفسية وهم أصحاء، مطالبا كل دولة بإيجاد لجنة عليا لعمل ملف عائلي يشمل أسرة الجاني ويستخلص من خلالها مدى تقبلهم للإصابة بالأمراض النفسية من عدمها.
المصدر : بوابة المودة – الرياض – 28 ذو الحجة 1432هـ (24 نوفمبر 2011)