السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

قاومْت ، ثم لِنْت ، ثم ندمْت ( 1/2 ) .



قاومْت ، ثم لِنْت ، ثم ندمْت ( 1/2 ) .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله عنا كل خير

اتيت الى اوروبا لمتابعة دراستي وهنا التقيت بفتاة من بلدي كانت بحاجة لمساعدة ,وصرنا نخرج سوية بعض الاحيان ,الفتاة اعجبت بي وقالت لي انها تريد الزواج بي ولكني رفضت وابديت لها اعجابي باخلاقها وتربيتها(الغربة فرضت علينا ان نخرج سويا بعض الاحيان ولكني واياها كنا في منتهى الادب في الافعال والاقوال,انا لا ابرر طبعا حتى هذا لاني ندمت عليه كثيرا فيما بعد ولا يصح الا الصحيح ولكني كنت في غفلة)

وقلت لها اني لا استطيع الزواج بها بسبب الاختلافات بيننا وهي انها رغم اخلاقها الحميدة , غير متدينة وغير محجبة وعائلتها غير ملتزمة على عكسي وعائلتي,ولانه يوجد اختلافات في العادات والتقاليد ولاني غير موهل ماديا ولا استطيع ان اتحمل المسولية,هذا من ناحية ومن نا حية اخرى احتفظت بها في نفسي اني لا احبها وليست الفتاة التي احلم ايضا من ناحية الشكل والجمال,فقالت لي حسنا وحاولت ان ابتعد عنها لكنها كل فترة تتصل بي انها بحاجة لمساعدة وانا اعترف اني لم اكن حازما ويا ليتني كنت,بعدها اخذت تناقشني بالدين حتى قالت لي انها ستتحجب وتصلي وان الامور المادية لا تعنيها وبالفعل بدات تصلي وتصوم وقالت انها سترتدي الحجاب عندما تعود.

انتهت دراستها و كان يجب عليها ان تعود قالت لي اريد ان ارتبط بك انت سبب هدايتي ولا اريد ان اعود الى محيط اهلي غير المتدين وانا احبك الخ….انا بدات اعيش في قلق والله ,اكسب فيها اجرا ؟ ابعدها عن اهلها؟ ولكن….الاسباب التي ذكرتها انفا.

قلت لها عودي واستشيري اهلك وانا ايضا استشير واستخير وان كان هناك نصيبا يقدره الله, وبالفعل عادت وقالت لاهلها ورفضوا لنفس الاسباب التي ذكرتها واهلي ايضا رفضوا,استخرت الله كثيرا ولم ينشرح صدري للزواج فقلت لها لانصيب بيننا, عندما رجعت زيارة الى بلدي قالت لي ان اهلي يريدون ان يلتقوا بك فقبلت وتحدثت معهم كابن لهم وكانوا لطفاء معي وقررنا ان الزواج صعب وعدت انا الى اوروبا وبقيت تهاتفني واقول لها ارجوكي تعبت نفسيتي ولكنها تتحجج كل مرة بامر ما,بعدها لا اعرف ماذا حصل وبدات الين معها وقلت لها ان كنتي تريدينني اقنعي اهلك ففرحت كثيرا وضعطت على اهلها فوافقوا ورجعت وخطبتها وتزوجتها ولكن اجلنا الدخلة الى ان تلحقني الى اورويا وكانت الامور ميسرة واستبشرت الخير,ورجعت انا وبعد شهر لحقت بي .

وبدات المشاكل, هي كانت قد تحجبت ولكنها قالت لي ساخلعه عندما اتي اوروبا لانك تعرف وضع المحجبة هناك فعارضت وبعدها قبلت وفي نيتي انها ستقير رايها عندما تتعمق بالدين, ولكن هذه المشكلة بدات تزعجني ولم استطع ان اتقبل ان زوجتي بدون حجاب وبدات اشعر بانني ديوث ,حاولت اقناعها ولكن بدون جدوى ,و تقول لي نحن اتفقنا على هذا ,هي مقتنعة بالحجاب ولكن لا تستطيع هنا,وهي ملتزمة بالصلاة واخلاقها ممتازة, بدات اشعر بالندم وبدات تتوالى المشاكل المادية والظروف الصعبة ,حتى جنسيا لا ارغب بها وهي كذلك ولم ادخل بها الا بعد شهر وعلى مدار الخمسة شهور مدة زواجنا حتى هذا الوقت صار بيننا جماع 5 او 6 مرات وبدون رغبة ايضا وكاني اقوم بواجب بدون متعة

وصرت اكتشف حجم الهوة بيننا في الثقافة وخاصة منها الدينية والحوار قليل بيننا وتعبت وتعبت كثيرا وصرت اندم واتمنى لو ان الزمن يعود ,واشعر انها هي ايضا تتمنى مثلي لانها غير سعيدة واحيانا تصرح بانها كانت قبل الزواج اسعد ,افكر بالطلاق اجد نفسي سعيدا جدا وارتا ح واقول ساعود كما كنت لحياتي وطموحاتي التي والله العظيم اندثرت ولم اعد اجد اي نكهة للحياة والندم يعصرني وعندما ارى فتاة اخرى اتحسر وصرت اكره الزواج واعيش في قلق لا يعلمه الا الله ومما يشجعني على الطلاق اختها وامها المتبرجات واقول كيف اذا زاروني وكيف وكيف……,

ولكن اخاف من الظلم اخاف ان تدعوا علي في ظلمات الليل وتشتكيني الى الله,ولكن في نفس الوقت اقول ان الطلاق مشروع والمراة التي جاءت الى الرسول ص وقالت له بما معنى الحديث اني لا اعيب عليه خلقا ولكني اكره الكفر بعد الاسلام فقال لها ردي عليه ضيعته ,لكي اكون منصفا زوجتي جيدة والله واخلاقها عالية وودودة ومودبة جدا ومن قاصرات الطرف ومترفعة عن التوافه ولكني بالاضافة الى المشاكل السابقة لا احبها وفي نفس الوقت لا اكرهها ولا انسجم معها ونفسي تهفو الى الاخريات ولا استطيع الزواج باخرى لانني وعدتها بذلك,

قلت لها عودي الى دولتنا وعندما انهي دراستي اتبعك و يمكن بذلك ان ارتاح من مسالة الحجاب التي تورقني ومن المسالة المادية التي بدات تتفاقم ولكنها تتشبث بي وتقول ارجوك لا اريد ان اعود,اريد ان ابقى معك فيرق قلبي لها واسالها انك غير سعيدة معي فتقول عسى الله ان يفرج علينا ونعيش حياة سعيدة.
بيني وبين نفسي اتمنى لو ان شيئا لم يكن ولكن هيهات,اعذروني لاسلوب لانني حقا متوتر,اشيروا علي فوالله انني تعبت كثيرا ودعوت الله كثيرا .
اسم المستشير عبد الله

رد المستشار د. محمود بن سعود الحليبي

بسم الله ، والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .
أخي الكريم عبد الله :

غفر الله لك وعفا عنك ، لن أثقل عليك بلوم أو عتاب ؛ فقد وهبك الله نفسا طيبة وفطرة سليمة تفرق بين الحق والباطل ، وآتاك حاسة جيدة تميز بين الجيد والرديء من الأقوال والأعمال ؛ وقدرة على الاعتراف بالخطأ ومحاولة تصحيحه قلما تجدها في الشباب من أمثالك في هذا الزمان ! .

أخي عبد الله : لا زال في الوقت متسع لحل القضية بما يرضي الله أولا ثم يرضيكما ؛ فقط عليك أن تتبع الخطوات التالية متكلاً على الله ؛ فهو وحده الذي يفرج الكروب ، وينفس الهموم :

أولاً : هون عليك ولا تجزع واستمر في دعائك ؛ ولكي يصلح بالك ويرتاح خاطرك يجب أن تقتنع قناعة تامة أن ما جرى لك إنما هو من قدر الله عليك ؛ وعليك أن ترضى بقدره سبحانه وأن تصبر عليه ؛ كي لا يفوتك أجر الرضا والصبر معا ، فتخسر سعادة الدنيا والآخرة .

ثم إنه بدا لي من استشارتك أن الخطأ لم يكن بسببك وحدك ، بل أنتما شريكان فيه ؛ فَلِمَ تثقل كفتك وحدك بأعبائه ؟ ؛ وأنت تعلم دورها الكبير في هذه القضية ؛ حَكِّم عقلك ، ولا تدع العاطفة هنا تقضي على مستقبلك ومستقبلها ؛ وربما مستقبل أولادكما فيما بعد لا سمح الله .

وأما تعليل بقائك معها بهذه الطريقة المشقية خشية أن تعود إلى ما كانت عليه من الضلال والبعد عن نور الهداية ؛ فهذا كلام غير معقول وغير مقبول ؛ لأن الهداية بأمر الله ، ولو كانت هي حريصة على ذلك لما استهانت بأمر حجابها بعد الزواج ، ولما اعتذرت بأي عذر ؛ أخي الكريم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ؛ فكر جيدا كيف يكون حال بيتك فيما بعد لو ظلت زوجتك على هذه الحال ! .

ثانيا : ومع ذلك ؛ فإني أدعوك لعقد جلسة صريحة لا تكتم فيها شيئًا مما يدور بخاطرك نحوها ؛ ناقشها في كل شيء ، بل ضع فيها النقاط على الحروف كما يقولون ؛ أسمعها تفكيرك الجاد بالطلاق ذاكرا الأسباب كلها الخاصة والعامة ، الشخصية والشرعية ! ، أعلم أن الأمر قد يبدو قاسيا نوعا ما ، ولكن أظنه لن يكون أقسى من الحال الذي تعيشانه الآن ، ولا من الأحوال التي ستعيشونها أنتما وأولادكما فيما بعد .

ثالثا : قل كل شيء ، ثم ادعها للرد واستمع لكل ما تقول ؛ فإن وجدت في كلامها ما يعينك على التأقلم معها، وبخاصة لو التزمت لك بما يرضيك ويحببك فيها ويشجعك على الاستمرار في العيش معها ، واقتنعت أنت بما قالت ؛ فهذا جيد ، وحينها تذكر أنك ربما تكره منها خلقا وترضى منها خلقا آخر ، ولا تنس أن تؤجلا موضوع الإنجاب في الوقت الحالي ، وأن تتفقا على مدة قصيرة معينة تختبران فيها حياتكما الجديدة ؛ كي لا يضيع الوقت وتتفاقم المشكلة .

رابعا : وإن لم تجد في كلامها ما يقنعك أو يريحك ؛ فحاول قدر المستطاع أن تنتزع منها رضا بالفراق وإن كان صعبا ، وحينها ذكرها ببداية القصة ، فكما بدأت يجب أن تنتهي ، وذكرها بالله وقضائه وقدره ، وأن عليكما الرضا بهما ، واسألا الله تعالى أن يعوضكما الله خيرا مما أنتما فيه .

ولا تنس أن تهتم بدراستك وتحصيلك العلمي ؛ عسى الله أن ينفع بك وطنك وأمتك ؛ إنه جواد كريم .

إضاءة :
اقرأ في موقع المستشار هنا مقالة (كي لا تنكسر التحفة !)؛ لعلها تخفف عنك وتسليك ! .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم