السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

قاومْت ، ثم لِنْت ، ثم ندمْت ( 2/2 ) .



                        قاومْت ، ثم لِنْت ، ثم ندمْت ( 2/2 ) .

السلام عليكم وجزاكم الله خيرا ,الى الدكتور محمود الحليبي اشكرك على الرد
وجزاك الله عني كل خير,واسأل الله لك الجنةاما بعد.
فقد كنت قد اجبت عن استشارتي وهي بعنوان قاومت ثم لنت ثم ندمت

حاولت اقناعها ان تعود الى بلدنا ولكن بدون جدوى وايصا ابوها رفض رفضا قاطعا ان تعود قبل ان تنهي دراستهافقلت اقدر رغبتك واهلي في مقابل ان تقدري رغبة الله ومن ثم رغبتي وهي الحجاب وحاولت اقناعها بشتى السبل كتب واشرطة ووالله يا دكتورقلت لها اعمل لكي ما تريدين واضعك في قلبي وعيوني واترجاها ان تفهم مشاعري ومستعد ان اتنازل عن كل شيء مقابل الحجاب فقالت لي اعطني مهلة 6 شهور لافكر ولكن اتعلم ان الجلباب لن البسه ابدا لا هنا ولا هناك فناقشتها في الموضوع بدون جدوى ان الدين ليس فقط حجابا وجلباباوانما ثقافة وسلوك وانتماء وافكار وهذا كله ليس عندك وانما اقتصرت على الحجاب والجلباب فقط الان وقلت البقية تاتي قليلا قليلا وكنت قد قلت لك مرارا وتكرارا قبل الزواج اننا في موضوع الدين فختلفين تماما وتقولين لي اعمل كل الذي تريده وقلت لك انا لا اريد سوى اذا اختلغنا حكمنا كتاب الله وستة رسوله ص هذه العبارة اذكرها جيدا

وذكرت لها اسبابا اخرى لعدم سعادتي معها بدون تجريح وطلبت منها الفراق احيانا ترضى ولكن سرعان ما تغير رايها,بالنسبة لي عزمت على الطلاق فنزلنا الى بلدنا واوصلتها عند اهلها وذهبت عند اهلي وشاورتهم بالامر قالوا لي نرى ان تطلق .
الصراحة يا دكتور عندما صار موضوع الطلاق جادا بدات اتردد واحتار الموضوع رهيب وثقيل وعندما اتذكر لحظات الود قبل الزواج ينفطر قلبي والله وتضحياتها من اجلي ايضا فقررت فعلا ان اتنازل عن كل شيء ما عدا حق ربي علي وعليها

فرايت ان اضعها امام الامر الواقع وعدت الى اوروبا وحدي ودون علمها واتصلت بها وقلت لها ان كنت تريدينني حقا فالحجاب والجلباب والا فالطلاق فقالت لي افكر واعطيتها مهلة اسبوع وبعدها اتصلت بي وقالت انها ستاتي عندي وهنا نتفاهم قلت لا تاتي حتى تقرري وبعدها قلت بعد كل الذي صار لا زالت رافضة وصار عندي قناعة اني لن ارتاح معها ابدا ,فبعثت لها رسالة شرحت لها موقفي واني وكلت محاميا ليتابع اجراءات الطلاق وبعد حوالي اسبوع فوجئت انها تكلمني من هنا طالبة مني بقية اغراضها التي عندي فتقابلت معها وكان موقفا صعبا والله والاشد من ذلك انها بدات تشتمني بشدة وقعت في قلبي الشتائم والله ولم ارد عليها الا بحسبي الله ونعم الوكيل عسى الله ان يفرج عني وعنها وبعد 3 ايام التقيت معها بالصدفة كان يبدو عليها الحزن والتعب ولكن في نفس الوقت فوجئت بالمكياج ورائحة العطر الفواحة رغم انها لم تكن تضع العطر خلال زواجنا بطلب مني.

تناقشنا من جديد حول كل الذي جرى ولكن انا في واد وهي في واد اخر وحسبي الله ونعم الوكيل ,الان مضى حوالي اسبوعان كانت ايام مريرة والله يا دكتور اشعر اني حزين ومكسور القلب والخاطر فاقد للرغبة في اي شيء ولا احب ان اكلم الناس ولا حتى الدراسة اشعر ان شيئا قد كسر في داخلي وجرحا ينزف بقلبي ,لست نادما على الطلاق ولكن من البداية لماذا فعلت بنفسي هكذا ظلمت نفسي لست معترضا على حكم الله تعالى ,استغفر الله العظيم هو ارحم مني بنفسي ولكن السيئة مني انا وهذا ما كسبت انا,

اشعر بفراغ عاطفي ونفسي ويدمي قلبي يا دكتور عندما ارى اناسا ما صلوا ركعة في حياتهم وامضوا حياتهم من فتاة الى اخرى ومنهم من طوائف النصيريين والدروز ممن اعرفهم هناالذين لا يحلون حلاللا ولا يحرمون حراما وتزوجوا واراهم سعداء مع ازواجهم السافرات المتبرجات اما انامن اهل السنة والجماعة والحديث و عمري 30 عاما وزوجتي كانت الاولى في حياتي ما عرفت فتاة غيرها وما مشت رجلي الى حرام تعثرت في زواجي ولا حول ولا قوة الا بالله ,اعيش في اوروبا منذ 3 سنوات ما مسست يد فتاة والبحر يبعد عني قليلا حيث كما اسمع العراة بدون شيء ما مشت رجلي الى هناك طمعا ان يرزقني الله زوجا تقر بها عيني واذ بي اتزوج واعيش 6 اشهر قطعة من العذاب تنتهي بالطلاق وديون ترتبت علي من مهر وغيره, يجب ان اعمل سنوات حتى اقضيها,استغفر الله العظيم واتوب اليهوا عوذ به ان اكون من القانطين.
اسم المستشير عبد الله

رد المستشار د. محمود بن سعود الحليبي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

أخي الكريم عبد الله حفظك الله ورعاك :

أحب في البداية أن أهنئك على صبرك وقوة إيمانك وإيثارك حق الله على هواك ، وأبشرك بالفرج القريب بإذن الله تعالى ؛ فما ترك عبد لله شيئا إلا عوضه الله خيرا منه ! .

وإياك إياك أن تندم على ما فعلت من تخلصك من هذه المرأة المصرة على المعصية والمجاهرة بها ، والتي لا أجدها ـ من خلال استشارتك ـ إلا ابتلاء واختبارا من عند الله لإيمانك وتقواك ، وأشهد الله ـ وهو حسيبي وحسيبك ـ أنك أريته منك خيرا ، وأسأله سبحانه أن يجزيك خير الجزاء في الدنيا والآخرة .

أخي الفاضل :

احذر أن تمد عينيك إلى من حولك ممن يتمتعون بالحرام ، وتحسبهم سعداء بما يفعلون ، وكفاك درسا ما جرى لك ؛ حين اقترنت بزوجة عاصية ؛ فكين بمن يقترن بامرأة زانية ؟؟! ؛ إن الله يمهل ولا يهمل ، وإذا أحب عبدا ابتلاه وفرج عنه ، وإذا غضب على عبد متعه وأمهله واستدرجه إلى خزي في الدنيا ، وعذاب في الآخرة لا يطاق ! أعاذنا الله وإياك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .

أخي الحبيب :

1- أكثر من ذكر الله ليطمئن قلبك فبذكره ـ جل في علاه ـ تطمئن القلوب .

2- حاول أن تنسى كل ما حدث ؛ شاكرا الله أن خلصك وفرج عنك ، واعزم على فتح صفحة من حياتك جديدة ، معزيا نفسك بأن مثلك آلاف قد مروا بما مررت به من تجربة مريرة في الزواج ، وربما بما هو أشد مرارة وألما ، ثم فرج الله عنهم وعاشوا بعدها حياة هانئة مستقرة في ظل سعادة إيمانية خالدة .

3- اجلس مع نفسك جلسة جادة تخطط فيها لمستقبلك الدراسي والاقتصادي والاجتماعي ، وتحدد فيها أهدافك بوضوح ، واستعن بالله على تحقيقها ؛ فما خاب من استعان به وتوكل عليه قط ، واجعل عدتك وعتادك ما أنت عليه من إيمان وصبر وتقوى ؛ فبها تنتصر على الشيطان الذي سيحرص كل الحرص في هذه المرحلة بالذات على إضعاف إيمانك وزلزلة حصن تقواك بإغوائك وإغرائك وتحزينك وتيئيسك ؛ فاستعذ بالله من شره ووسواسه ، وحاربه بأذكار الصباح والمساء ، وإشغال نفسك بالدعوة إلى الله وبدراستك .

4- إذا تحسنت حالك الاقتصادية ، أو وجدت من يعينك من أقاربك أو معارفك لا بأس أن تبحث معهم لك عن زوجة صالحة ذات خلق ودين تقر بها عينك ، وتؤسس معها بيتا صالحا ؛ فلا شك أن بيوت أهل الخير والصلاح لا زالت عامرة بالفتيات الصالحات اللاتي أعدهن الله لأمثالك من الشباب الصالحين الذين يعضون على إيمانهم بالنواجذ ، ويبتغون رضا الله ، ويشترون الآخرة بالدنيا .

أخيرا : تأكد أن الله لن يتركك وقد تقربت إليه بحبك له وبغيرتك على محارمه ، فما تقرب إليه أحد إلا كان سبحانه من أقرب ، وإني متفائل جدا جدا حتى لكأني أرى نهاية قصتك هذه ، وقد رزقك الله ما تحب وحقق لك ما تمنيت !

أخي عبد الله : ألح على الله في الدعاء ، وأخلص النية ، وادحر شياطين الإنس والجن بثباتك على الحق ، ولسوف ترضى !! .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم