هو مرض يفتك بالمجتمع وينخر عظامه ممزقا لحمته إربا إربا مفتتا كبده وعند قراءة تشخيص الطبيب يتبين من خلال التقرير التكاثر الفيروسي القاتل والذي نواته الوالدين أو أحدهما وهو الفيروس الأسرع فتكا في مقياس الفتك البشري والأضرى أذى و الأشد ، عند تسليط الضوء على مراحل نموه نجد ه في نشأته يتشكل في دور معاناة وهو في طور النمو يطلق عليه مرض حسب تصنيف المقربين من هذه الأسرة الذين ينحصر دورهم في التفرج ولا يتعداه فلا تمتد يد لتخفيف المأساة ولا ينطق بحرف حق ولو من باب الإنصاف ، والذريعة عدم التدخل في خصوصيات الغير ، هذا الباب الوحيد الذي يطبقون بيد من حديد على مقبضه، لذا كانت وما زالت الذريعة أحد أهم عوامل انتشاره واستفحاله وهو سبب رئيسي في نقل العدوى.
الأجسام الإنسانية عموما بفطرتها تجمع بين الملائكية والبهيمية وما أن يبدأ هذا الكائن السير في رحلة الحياة ،حتى تبدأ الحرب الضروس بينهما موشكة في بعضنا أن تنقرض الملائكية ، وتختفي تماما تاركة البهيمية تحتل مساحة القلب مسيطرة وبقوة تبني مستعمرات متأججة نارها بفحم الحقد الذي أشرف على متابعة العمل وإشعال فتيلها الشيطان ، حتى التصق سياميا بتوأمه ، فلا يجدي الفصل بينهما ، وهكذا يتشكل هذا المسخ الذي وللأسف يقول له الطفل أبي وللأنثى من جنسه أمي ، فيعيش فردا في هذه الأسرة مجبرا قسرا لا خيارات ولا بدائل ، فهو مازال يعيش طفولته ، التي ما إن تبدأ تجاويف قلبه بالالتصاق والالتئام كما يتفق على هذه الحقيقة العلمية الأطباء ويفتح ذراعيه مرحبا بالعالم ، إلا وصفعات العنف تعلم بتشوه مخيف خريطة عمره وتحدد حدوده .
إن كتب الله لهذا الطفل الحياة فمصيره محتوم ، كحزام ناري ناسف وكل يوم في حياته قنبلة متحركة منفجرة يتطاير شررها حتى لو سكن فهو ناقم فكيف يعرف معنى الرحمة؟ وهل يعي كينونة الحنان ، وهل زارت ولو لحظة السعادة روحه ؟ لا أستعطف ولا أبحث عن عذر للمجرمين ولكن هذه الحقيقة !!! وإن استلت روحه وهو في عمر الورود وزهرات البراءة في عينيه وكتمت أنفاس الربيع ، لا نطلب التعويض بل نطلب التعزير حتى الموت ، فأحباب الله اغتيلوا .