يعيش الإنسان خلال فترات حياته داخل العديد من السياقات المختلفة كالأسرة والمدرسة والأصدقاء والمهنة والنادي وغيره. وتظل الأسرة على الدوام هي المقر الأول لتنميط أشكال الاتصال والأفكار والمشاعر والسلوك والقيم والدوافع والاتجاهات وبناء الشخصية.
وهناك العديد من أساليب التربية داخل هذي الأسر منها الايجابي الذي يستند على الضبط والحزم ومنها ما يسبب الاضطرابات للأطفال كالتذبذب في المعاملة والتفرقة وغيرهم.
وقد أشار (حجازي، 2015) للعلاقة ما بين الوالدين والأبناء على محورين متقاطعين أحدهما الأفقي وهو محور الحب والكراهية والآخر هو المحور العمودي ويتمثل في المسائلة واللامسائلة مما شكل أربعة أنماط رئيسية لعلاقات الآباء مع الأبناء.
ثم يتحول هذا العناد إلى تمرد ضد القوانين التي يطلبها منه المربي وأخيراً يتحول لعدواني.
استمرار المربي في أسلوب التسلط يحول الطفل لشخصية خنوعة هشة كأنها آلة تطيع وتسمع دون تفكير أو تحليل وهذا خطر عليه بتعطيله التفكير وظيفة العقل.
فتظهر آخر الاعراض المرضية والتي تدعو المربي لطلب الاستشارة وهي:
الخوف المرضي والتبول اللاإرادي والتمارض والبكاء المستمر والتأتأة والتأخر الدراسي والهروب من المدرسة والانحراف والتدخين وغيره.
(3) أسلوب التدليل الزائد في التربية
عندما يتحول المربي لما يشبه الآلة التي تلبي الطلبات بضغطة زر دون طلب المقابل فيحضر كأس الماء والشنطة ويرتب أدوات الطفل وغير ذلك وكأن الطفل معاق جسدياً فيفقده مهارات التعلم ثم يتحول الطفل لاتكالي.
المربي يقدم لطفله صورة غير واقعية عن الحياة وصعوباتها فلا يتعلم كيف يواجهها في المستقبل.
هذا نوع من الحماية الزائدة المبالغ فيها على حساب غيره ممن يعيش معه وعلى حساب قوانين المكان فينحاز له بطريقة تجعله يفقد فرصة التجريب والمحاولة والخطأ.
الآثار على الطفل:
يتحول الطفل لأناني عنيد عصبي ديكتاتور متحكم بأسرته بمطالبه الزائدة وعدم رضاه عن العطاء فيصبح غير محبوب اجتماعياً لأنه يتوقع حصوله على ما يريد ممن حوله دون محاسبة أو مقابل لأنه متمركز حول ذاته متكبر في نظر الآخرين.
بالتالي سيكون معرض للفشل اجتماعياً لأن لا أحد من أصدقاءه سيتحمل طريقته الفوقية في التعامل وسيكون معرض للفشل دراسياً لأنه لا يقبل نظام محاسبة المدرسة والقوانين.
وبالتالي سيشعر الطفل بعدم الرضا في الحياة وتنعدم لديه الثقة بالآخرين والنفس ولا يتحمل المسؤولية.
(4)الإهمــــــال
أحد الأساليب لإفساد الأطفال هو عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية المادية او النفسية أو كليهما من خلال ترك الوالدين لطفلهم دون رعاية أو تربية أو تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب.
وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم.
فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور
والأبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي. ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه، وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم.
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه.