و قد تبتلى بعض النساء بفقد الزوج إما بالطلاق أو بوفاته ، و هذا أمر من سنن الحياة القدرية التي يجب الإيمان بها و التعامل معها بحكمة و عقل ، و ليس بعاطفة و انفعال ..
فإن بعض النساء إذا ابتليت بفراق الزوج بسبب الطلاق أو وفاته تأخذ على عاتقها عدم تكرار تجربة الزواج بحجة الوفاء ، أو عدم تكرار التجربة إن كانت غير موفقة !! مما قد يسبب لها كبت لفطرتها و حاجتها الإنسانية ..
و بعض النساء تكون لها الرغبة في الزواج مرة أخرى و خاصة مع صغر سنها و عدم وجود الأبناء أحياناً ، و لكن بسبب نظرة المجتمع إلى المرأة المتزوجة من قبل يعزف الكثير من الرجال عن خطبة من سبق لها الزواج .. حتى و إن لم يكن للمرأة سبب في الطلاق ..
لذا أحببت أن أوجه هذه الرسائل إلى الأخت التي ابتليت بهذه المصيبة و هي فراق الزوج لتستفيد منها في رسم حياتها المستقبلية بسعادة و نجاح إن شاء الله ..
– اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصبك فعليك بالإيمان الصادق بالقضاء و القدر ، و أن حزنك لن يرجع سابقاً و لن يغير في حياتك إن لم تريدي أنت التغيير و العيش في مستقبل الحياة بسعادة و تجديد .
– الزواج مرة أخرى ليس بدعاً من القول وليس أمراً سيئاً ، حتى و إن لم تنجحي أو توفقي في الزواج الأول ، و هذا كان نهج المجتمع الإسلامي من قبل ، و لنا في رسول الله أسوة حسنه فقد كان معظم زوجاته ثيبات ولم يتزوج بكراً إلا عائشة رضي الله عنها و عن أمهات المؤمنين .
– و كذلك إظهار الرغبة في الزواج ليس من الأمور المنكرة إذا كان بطريقة ملؤها العفة و الحشمة ، و لك في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و أرضاها أسوة حسنة ، فهي التي أظهرت رغبتها في الزواج من الرسول صلى الله عليه و سلم ، و أرسلت له من يعرض عليه هذا الأمر ..
– و لعل مما يفيدك أختي المباركة في التغيير للأفضل :
– المشاركات الاجتماعية من خلال زيارات الأقارب و حضور الفعاليات و المناسبات الأسرية والمجتمعية التي تنظمها العائلة أو بعض الجهات و المؤسسات ، و ذلك بهدف تغيير الجو النفسي لك و كذلك إبراز نفسك في هذه المحافل ، ليكون لك دور أكبر في خدمة المجتمع .
– التواصل مع من تثقين به من الأشخاص و المؤسسات الرسمية لمساعدتك في البحث عن زوج صالح يشاركك حياتك المستقبلية ، و احذري من الناس الذين يتخذون هذا الأمر تجارة ولا يهتمون بالصفات و الأخلاق الحسنة ، و احرصي على السؤال عن الرجل الذي يتقدم لك من ناحية التدين و الخلق و التعامل ، فإن النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه … (
– لا تجعلي نفسك في موقف الضعف بسبب الظروف التي أنت فيها فتتعجلين القبول و الموافقة على أي خاطب ، فلربما يكون الحال أسوأ مما كان فتتحسرين على ذلك .. بل كوني في موقف القوة و اجعلي شروطك واضحة و تمسكي بها ، خاصة مع من يرغب في التعدد أو عدم إشهار الزواج .
أسأل الله لك السعادة في الدارين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .