الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

التهيئة النفسية للطفل لاستقبال الدراسة



بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
فيبدأ العام الدراسيُّ الجديد، وتبدأ معه مشكلات الأطفال في عدم قدرتهم على التكيُّف مع وضع المدرسة؛ مما يسبِّب لهم الضغط النَّفسي والاجتماعي، وضعف مستواهم الدراسي؛ لذلك وجب تأهيل الطِّفل نفسيًّا وتربويًّا بأساليبَ مختلفة لاستقباله العام الدراسي الجديد، وهذا ما سنتناوله بإذن الله في هذا المقال.
أولًا: التهيئة النفسية لطفل الروضة:
1- أن يقوم المربِّي بتدريب الطفل على الانفصال التدريجي عنه لأوقات محددة بدونه؛ مثل: ذهابه إلى بيت الجدَّة، أو للحلقات، أو الأنشطة.
2- أن يقوم المربي باصطحاب الطفل إلى المدرسة، والسماح له بالحركة بداخلها، ثم أخذ رأيه فيها.
3- أن يقوم المربِّي باصطحاب الطفل عند شراء مستلزمات الرَّوضة، وترك المجال له للاختيار.
4- أن يقوم المربي بمحاكاة موقف المعلِّمة في هيئة “اللعب الإيهامي” مع الطفل؛ لتعليمه آداب الاستئذان، وطريقة الجلوس والكلام، ثمَّ يقوم بتبديل الأدوار، ويحاكي موقف الطفل.
5- توسيع نطاق العلاقات الاجتماعية للطفل؛ كاصطحابه لزيارة أصدقاء المربي، وتحدثهم معه؛ ليعتاد على التحدُّث مع الغرباء.
6- تدريب وتشجيع الطفل على تكوين صداقات وعلاقات داخل الروضة.
7- أن يقوم المربِّي بصنع بطاقة جميلة على هيئة “قلب أو وردة” يراها الطفل عند صنعها وتركها في حقيبته؛ ليشعر بأن المربِّي يفكر فيه.
ثانيًا: التهيئة النفسية لطالب المدرسة:
1- التحدث مع الطالب حول أهميَّة طلب العلم وتعلُّمه، والاستفادات الدينية والشخصية والاجتماعية.
2- سرد الأحاديث والأدعية عن فضل طلب العلم، ومنها:
• عن أنس بن مالكٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((طلَبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ))؛ رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلَّا من ثلاثة: إلَّا من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهمَّ انفعني بما علَّمتني، وعلِّمني ما ينفعني، وزِدني علمًا، والحمد لله على كلِّ حال))؛ رواه الترمذي.
3- خلق روتين مشابه لأيَّام الدراسة قبل بدايتها بأسبوع أو أقل لتدريب الطالب؛ كتقليل مشاهدة الشاشات الإلكترونية لتقلَّ بمعدل ساعة في اليوم، والاستيقاظ مبكرًا، ومراجعة المعلومات السابقة؛ لأنَّ الانقطاع المفاجئ وتغيُّر الترتيب المألوف للطالب في الإجازة يجعله يكوِّن صورةً ذهنية بأنَّ المدرسة تَحرِمُه من أشياء كثيرة.
4- ترتيب الأهداف والخطط والاتِّفاقات للعام الدراسي الجديد، ووضعها بشكل جذَّاب في غرفة الطالب.
5- شراء الكتب والقصص التي تَسرد قصص العلماء والمؤثِّرين وطرق التعامل مع المواقف المختلفة بالمدرسة.
6- شراء أقلام ودفاتر مميَّزة وجذَّابة للطالب من اختياره.
7- تزيين البيت؛ تعبيرًا عن الفرحة بقدوم المدرسة، ومساعدة الطالب وكتابة اللَّوحات التحفيزية عن فضل العلم والتعلُّم ووضعها في أماكن مميزة.
8- جعل ليلة ما قبل المدرسة مختلفة؛ كالذَّهاب لتناول الغذاء بالخارج، أو عمل طعام يفضِّله الأطفال بمشاركتهم، أو صنع كيكة.
9- الدعاء لهم بالصَّلاح، وان يحبِّبهم الله في العلم النَّافع، ويرزقهم النجاحَ والفلاح في الدنيا والآخرة.
هذا عن الأفكار البسيطة للتَّهيئة النفسيَّة للطفل.
أمَّا عن أسباب عدم التكيُّف والمشكلات الشائعة التي تواجه الطِّفل في بداية العام، فسنتناولها بإذن الله بشكل مفصَّل في المقال القادم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم