بسم الله الرحمن الرحيم
✍️️ يسافر من أراد الترويح عن نفسه والإستمتاع بما خلق الله من طبيعة خلابة ، ومناظر تأسر القلوب إلى مشارق الأرض ومغاربها ليريح نفسه ، ويُمتعّها بهذه الطبيعة التي تُسعد النفس ، وتريح الفؤاد ، ولا اعتراض على فعله إذا خلا من محاذير شرعية ، وسلم من تبعات تُثقل على صاحبها الحياة بعد رحلته من ديون ونحوها .
? وكم ينبهر المرء من هاتيك المناظر التي تُنقل عبر الصور الثابتة ، ومقاطع الفيديو المتحركة وهو يرى الجبال وقد غطتها الأشجار والزروع وقد فُرشت على الأرض ، ويرى الأنهار سارحة ، والجداول الصغيرة للمياه وهي تسير بين البيوت ، ويُمتّع بصره بالخضرة قد كست المكان مع جمال الأجواء ، ولطافة الجو ولكن قد يُعكّر عليه جو هذه الرحلة بعض المنغصات من خلافات مع زوجه أو رفيق أو مرض يصيبهم أو فقد مال ، بل ربما يصيبه ألم من وفاة مرافق ونحوها كما نسمع .
? وإن سلم من هذه المنغصات كلها فيبقى أمراً لا محيد عنه لجميع من يسافر إلى هذه المناطق ( ألا وهو قصر زمانها وعودة السائح إلى بلده ) فاستمتاعه غالباً هو أياماً معدودات ثم يعود إلى موطنه الأصلي وينتظر عطلة أخرى ليعود إلى الفسحة مرة أخرى .
والإسلام لم يحرّم الإستمتاع بالحياة وفق الشرع وبالحدود التي حدها .
? وكلماتي – هنا – موجهه للجميع :
يامن سافرت واستمتعت ، أو شاهدت وتمنيت .
هلّا تفكرنا جميعاً في جنّة جَمَعت خيرات لا وصف لها ، ومُتعٍ لا مقارنة لها البتة مع متع الدنيا !
ففي الجنّة ” ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ” فاجعل من هذه الرحلة تذكراً للجنّة ، وعزيمةً على أن تكون من أهلها .
? إن استمعت بأنهار – هنا – وسلبت لب عقلك مناظرها ، واستمتع سمعك بصوت خرير مائها ، هلّا تفكرت بأنهار تسير بلا أخدود ، فليس هناك ثَمّ حاجز يُمسك أنهار الجنّة وهي تسير على سطح الأرض ، فيالله من أجمل هاتيك الأنهار ، وهي أنهار عجيبة غريبة فهي أنهار من ( ماءٍ لن يتغير لونه أو طعمه البتة ، ولبن صاف ، وخمر لذيذ ، وعسل عجيب )
? وإن استمعت – هنا – بخضرة أرض ، وجمال مناظر تذكر الجنّة – الباقية لأهلها – وقد جمعت كل جمال للأشجار والثمار والظلال بجميع أنواع الثمار والأصناف وأحلى أعلى أنواع الطعم .
? وإن استمعت – هنا – أياماً معدودات في رحلة لا تخلو من مُنغّص ، فهّلا تذكرت جنّة بقائك فيه طويل ، وعمرك فيها مديد ، ودوام لا انقطاع له .
سعادتك فيها متصلة ، وأنسك فيها لا وصف له .
? أخي..أخيتي
استمتعوا بدنياكم فلم يحرّم الله على عباده الإستمتاع بها فيما أحلّ وأباح ، ولكن لتذكرنا هذه المناظر وهذه الجنان الدنيوية بجنّة عرضها السموات والأرض في نعيم دائم ، وسرور ومتصل ، وأنس مع أجمل وأحسن الأهل ، وفرح متجدد على الدوام ، فوالله إنّ البقاء في الدنيا قليل ولا مقارنة البتة بين دنيا زائلة وآخرة باقية ، فلنستعن بالله على طاعته ، ولنجاهد أنفسنا لبلوغ تلك المنازل والأمر بإذن الله يسير على من يسره الله عليه :
توحيد خالص
وصلاة دائمة
وبر متواصل
وحفظ للجوارح
وصبر على الطاعات في زمن يسير .
وفقنا الله لهداه وأخذ بأيدينا لرضاه ?
كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي