الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

كيف أضع هدفاً في حياتي وأنجح في تحقيقه ؟



 

الكثير من الناس تعيش بلا هدف , وعندما يقرّرون ان يضعو هدفاً لحياتهم , يقفون في حيرةٍ من كيفية وضع الهدف , او يقومون بتحديد هدف ولكن لاينجحون ..
أولاً وأهم نقطة يجب الانتباه لها قبل تحديد الهدف , هي ان تدرك أن ما تعيشه الآن في هذه اللحظة هو نتاج أفكارك المسبقة عن مستقبلك , وبالتالي مستقبلك سيُبنى بناءاً على أفكارك ونظرتك له .
راقب حياتك الآن وتذكر بينك وبين نفسك أفكارك السابقة وتوقعاتك لمستقبلك ستجد أن ما يجري لك هو فعلاً كما كنت تعتقد مسبقاً , طبعاً مع الانتباه لأن ” المشاعر هي التي تؤثر وليس ما تردده على لسانك ” , فهناك الكثير من الناس الذين يذكرون بألسنتهم أنهم يريدون النجاح مثلاً , ولكن من داخلهم لايؤمنون بقدرتهم على النجاح , فمن الطبيعي ان لا يصلوا له …
بعد ان ننتبه لهذه النقطة ننتقل للنقطة الثانية , يجب ان يكون لديك غاية في الحياة كبيرة , بحيث تكون بصفة استمرارية …
أي انها لاتنتهي ولا يمكنك ان تقول لقد وصلت لغايتي وانتهيت منها . وتُحدد أهداف قريبة متتالية توصلك لغايتك (مع العلم ان الهدف ينتهي) .

لماذا كل ذلك ..؟
عندما يضع الانسان هدفاً ما , دون أن يكون هناك غاية كبيرة يريد أن يصل لها من خلال هذا الهدف , فلن يستمر في تحقيقه . فالعقل اللاواعي يُبرمج من اعتقادات الشخص والاوامر التي يصدرها , فلو وضع شخصٌ ما أنه يريد ان يدخل كلية معينة أو يذهب لمكان ما ( اي يضع هدف) , ولكن لم يكن هناك شيء لديه بعد هذا الهدف , فإن العقل اللاواعي سيرى أن هناك فراغاً بعد هذه الهدف , فسيقوم بالتراجع عن بلوغه , لأنه يتقدم نحو مجهول , ولايُعطي الأهمية والتركيز لتحقيقه , لذلك تجد هؤلاء الأشخاص غالباً لا ينجحون في بلوغ هدفهم , واحياناً يصلون ولكن يقفون عاجزين بعده ..

اما مع وجود غاية ذات صفة استمرارية , فإن كل هدف او خطوة ستصلها او تتجاوزها نحو غايتك سنزيدك تفاؤلاً و فرحاً في اقترابك من بلوغ غايتك ..
وحتى عندما تبلغ غايتك لن تتوقف الحياة , فغايتك ستكون استمرارية لا تنتهي , مثلاً ( غايتي أن اساعد الناس في فهم قيمة الحياة وحقيقة انفسهم ) هذه الغاية تتطلب اهدافاً توصل اليها , منها ان أصل انا بالبداية لفهم قيمة الحياة وحقيقة نفسي لأن فاقد الشيء لايعطيه .. وغير ذلك من الاهداف التي يضعها الانسان ويحققها شيئاً فشيئاً لبلوغ غايته , وهذه الغاية تتصف بالاستمرارية فمن المتسحيل ان تنتهي ..
وهناك أمرٌ مهمٌ أيضاً ” ضع هدفك انطلاقاً من ما تحب مهما كان غريباً او مرفوضاً من محيطك , ولا تضعه بناءاً على آمال غيرك كائناً من كان بك ” .
فأول خطوة على طريق النجاح ان لا يهتم الانسان لما يُقال عنه , فهو أدرى واعلم بنفسه ومصلحته وغايته من غيره , وهو المسؤول الأول والأخير عما حدث وسيحدث في حياته …

لذلك اجلس بينك وبين نفسك بهدوء , ابحث عن ما تجد نفسك حقاً مبدعاً فيه , حدد غايةً كبيرة في حياتك ستسعى لتحقيقها , قم بوضع اهدافٍ قريبة تساعدك في الوصول لغايتك , آمن بنفسك وبقدراتك وبستحقاقك للنجاح وتحقيق الاهداف ” فما تركز عليه يتوسع ” , وكن على يقين أنك انت من يصنع حياتك , فدائماً لتغير حياتك ( المادية ) عليك ان تغيير ما هو غير مادي ( مشاعرك .. افكارك .. نظرتك للحياة وللنجاح .. الخ ) , وستجد انك بعد ان تقوم بكل ما سبق أن كل الظروف مهما كانت صعبة , ستكون “لك بالتحديد” سنداً وداعماً في تسهيل وصولك لغايتك وأهدافك مهما كانت سيئة على غيرك .
حدد غايتك .. غير حياتك ….

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم