تقع على عاتق الأسرة المسؤولية العظمى في رعاية وتنشئة أبنائها التنشئة البناءة الصالحة وخاصة إذا ما كان من بينهم أولاد موهوبون، ومن بين المسؤوليات التي تقع على عاتقها الاكتشاف المبكر للموهوب الذي لديها، وفي حال اكتشافه يترتب عليها أن توفر له البيئة الإيجابية الملهمة، ومن بين أكثر الأمور المعينة للموهوب هو إحاطته بالتوقع الإيجابي الموزون فكيف يكون ذلك؟

من أكثر الإشكاليات التي تقع في بعض البيئات الأسرية التي يوجد بين جنباتها موهوبون هو ضعف التوقع الإيجابي، بل أحيانا يكون هناك إنكار للقدرات التي من الممكن أن يبرزها ويتميز فيها الموهوب، وهذا أمر له أثر خطير على الموهوب نفسه وعلى من حوله أيضا، لذلك كان على الأسرة أن تكون أكثر وعيا ومسؤولية تجاه هذا الموهوب.

التوقع الإيجابي من قبل الأسرة للموهوب يجعل هناك طاقة دافعة للأسرة ذاتها وللموهوب، على أن تقدم الرعاية المناسبة الأقدر على تمكينه وتطويره ودفعه لبذل المزيد حتى يحقق تلك التطلعات، وهذا ما ذكرته بعض المشاركات الناجحات في إحدى الدراسات أنه كان للرسائل الإيجابية من الأسرة دافع لها على تحقيق النجاحات. (ديفيز،ريم،2014م).

لكن لابد أن تكون هذه التوقعات الطموح مناسبة أيضا لقدرات الموهوب ذاته وطاقته، فرفع سقف التوقعات قد يسبب الإحباط لدى الموهوب، مما يُضعف من همته ورغبته في التقدم أكثر، ولا يمكن تحقيق هذا التوازن إلا بمعرفة أولياء الأمور الخصائص والقدرات التي يتمتع بها الموهوب، مما يجعل لهذه التوقعات أثر كبير في نفس الموهوب دون الشعور بالإحباط المرهق له.

ولوجود التوقعات الإيجابية دافع كبير للموهوب ومحفز أيضا للأسرة على الاعتناء الجيد برعايته، وتوفير الجو المناسب لنمو مهاراته وقدراته، ووضع بعض المناشط المحببة له، تلك التي تكون سببا في تطوره؛ كحب الاطلاع والقراءة والمساعدة على حل المشكلات وتوليد الأفكار وغيرها مما يمكنه من تحقيق ذاته أكثر.

التوقع الإيجابي المرتفع يُشعر الموهوب بقيمته ويحمله مسؤولية أكبر على تحقيق ذاته من أجل أن يرى تلك التوقعات على أرض الواقع.

إشراقة : طفل منذ أن رأى والده فيه قدرات مميزة وضع على باب غرفته (غرفة د.سالم) لا زالت هذه اللافتة محفورة في ذاكرة الطفل الشاب.

 ———————————

 المراجع:

1. ديفيز وريما،2014م.
2. محاضرة أ.د.عبدالله الجغيمان،2017م.