يولد الأطفال و معهم مجموعة من الغرائز التي فطرهم عليها الخالق سبحانه وتعالى ، ثم ينمون و تنمو معهم هذه الغرائز ، فيكون بعضها يحتاج إلى رعاية وتعزيز ، وبعضها يحتاج إلى إرشاد وتهذيب.
و من هذه الغرائز التي يولد الطفل و هي معه غريزة حب التملك ، و التي تعني أن الطفل منذ صغره يحبالاحتفاظ بألعابه و أغراضه الخاصه ولا يرضى لأحد أن يأخذها منه و غالباً يرفض مشاركة الآخرين له فيها ، وفي بعض الأحيان يتعدى على ممتلكات الآخرين و يطالب بأخذها ويقول أنها ملك له !!
و هذا الأمر يغلق كثير من أولياء الأمور من آباء و أمهات و يجعلهم أحياناً في حيرة من طريقة التعامل المناسبة مع هذه الحالة.. و أشير هنا إلى بعض الإلماحات التي تفيد في التعامل مع الأطفال في هذه الحالة :
أولاً : إجبار الطفل على التنازل عن ممتلكاته باستمرار من أجل أن يلعب بها الآخرون فيه تحطيم لهذه الغريزة وبالتالي تأثير على شخصية الطفل ، ففي البداية سيرفض الطفل و يبكي ليبدي رفضه لكنه لو ضرب أو أجبر بالقوة على أن يأخذ الآخرين أغراضه و ألعابه فإنه بعد عدة محاولات سيخاف من القسوة و من الضرب و لن يقاوم ، و ستتكون لديه الشخصية المذعنة التي يسهل على الآخرين التأثير عليها و اقتيادها ..
ثانياً : تشجيع الطفل على مشاركة الآخرين معه في ألعابه يكون عن طريق الحوافز و التعويض بأمور أفضل مع تعزيز حقه في الاحتفاظ بألعابه ، و أنه إذا سمح بمشاركة الأطفال معه فإنهم سيجعلونه يشاركهم في ألعابهم إذا ذهب إليهم .
ثالثاً : إذا أراد الطفل أخذ ألعاب الآخرين ( إخوانه أو أقاربه … ) فإننا نطلب منه الاستئذان منهم حتى يتعود على الاستئذان و احترام ملكية الآخرين ..
رابعاً : عندما يأتينا الطفل يشتكي عدم سماح الآخرين له للعب بأدواتهم أو أخذها فعلينا أن نركز مبدأ الاستئذان لديه و كذلك تعزيز مبدأ حق الآخرين في التملك كما أن له حق امتلاك أدواته الخاصة ، و نحاوره بأنه يمتلك أدوات و ألعاب مشابهة .. و إذا كانت حدة الطفل في الغضب عالية فيمكن تخفيفها بوعده بشراء له أدوات جديدة مثل التي يريدها أو أفضل منها .. و نبتعد عن القسوة في الخطاب و عن وصف الطفل بقلة الأدب أوغيرها من الألفاظ التي تحطم شخصية الطفل ..
خامساً : علينا ككبار في كثير من الأحيان أن لا نتدخل في لعب الأطفال و خصوصياتهم ، فإنهم بهذا اللعب يطورون شخصياتهم ، حتى و إن ظهر بينهم الخلاف فإنهم يلعبون مع بعض ، و علينا التدخل فقط في حال وصل الأمر إلى التعارك بالأيدي .. و في هذه الحالة دورنا هو في التهدئة بينهم و لا نتدخل في التحكيم بينهم حتى تستمر علاقتهم الطفولية مع بعضها .