الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

أطفالنا وحب التملك



 

يولد الأطفال و معهم مجموعة من الغرائز التي فطرهم عليها الخالق سبحانه وتعالى ، ثم ينمون و تنمو معهم هذه الغرائز ، فيكون بعضها يحتاج إلى رعاية وتعزيز ، وبعضها يحتاج إلى إرشاد وتهذيب.
و من هذه الغرائز التي يولد الطفل و هي معه غريزة حب التملك ، و التي تعني أن الطفل منذ صغره يحبالاحتفاظ بألعابه و أغراضه الخاصه ولا يرضى لأحد  أن  يأخذها منه و غالباً يرفض مشاركة الآخرين له فيها ، وفي بعض الأحيان  يتعدى  على ممتلكات الآخرين و يطالب بأخذها ويقول أنها ملك له !!
و هذا الأمر يغلق كثير من أولياء الأمور من آباء و أمهات و يجعلهم أحياناً في  حيرة من طريقة التعامل المناسبة مع هذه الحالة.. و أشير هنا إلى بعض الإلماحات التي تفيد في التعامل مع الأطفال في هذه الحالة :

أولاً : إجبار الطفل على التنازل عن ممتلكاته باستمرار من أجل أن يلعب بها  الآخرون فيه تحطيم لهذه الغريزة وبالتالي تأثير على شخصية الطفل ،  ففي البداية  سيرفض الطفل و يبكي ليبدي رفضه لكنه لو ضرب أو  أجبر بالقوة على أن يأخذ  الآخرين أغراضه و ألعابه فإنه بعد عدة محاولات سيخاف من القسوة و من  الضرب و لن يقاوم ، و ستتكون لديه الشخصية  المذعنة التي يسهل  على الآخرين  التأثير عليها و اقتيادها ..
ثانياً : تشجيع الطفل على مشاركة الآخرين معه في ألعابه يكون عن طريق الحوافز  و التعويض بأمور أفضل مع تعزيز حقه في الاحتفاظ بألعابه ،  و أنه إذا سمح  بمشاركة الأطفال معه فإنهم سيجعلونه يشاركهم في ألعابهم إذا ذهب إليهم .
ثالثاً : إذا أراد الطفل أخذ ألعاب الآخرين ( إخوانه أو أقاربه … ) فإننا نطلب  منه الاستئذان منهم حتى يتعود على الاستئذان و احترام  ملكية  الآخرين ..
رابعاً : عندما يأتينا الطفل يشتكي عدم سماح الآخرين له للعب بأدواتهم أو  أخذها  فعلينا أن نركز مبدأ الاستئذان لديه و كذلك تعزيز مبدأ حق الآخرين  في التملك  كما أن له حق امتلاك أدواته الخاصة ، و نحاوره بأنه يمتلك أدوات و  ألعاب  مشابهة .. و إذا كانت حدة الطفل في الغضب عالية فيمكن تخفيفها بوعده بشراء له  أدوات جديدة مثل التي يريدها أو أفضل منها .. و نبتعد عن القسوة في الخطاب  و عن وصف الطفل بقلة الأدب أوغيرها من الألفاظ التي تحطم شخصية الطفل ..
خامساً : علينا ككبار في كثير من الأحيان أن لا نتدخل في لعب الأطفال و خصوصياتهم ، فإنهم بهذا اللعب يطورون شخصياتهم ، حتى و إن ظهر بينهم الخلاف فإنهم يلعبون مع بعض ، و علينا التدخل فقط في حال وصل الأمر إلى التعارك بالأيدي .. و في هذه الحالة دورنا هو في التهدئة بينهم و لا نتدخل في التحكيم بينهم حتى تستمر علاقتهم الطفولية مع بعضها .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم