الله جل وعلا قد شرع العبادات وأمر بها لتحقيق مقاصد شرعية جليلة وحكم عظيمة وفي امتثالها الخير الوفير على الفرد والمجتمع ومن تلك العبادات أداء الركن الخامس (الحج) فله مقاصد منها:
١) تحقيق التوحيد والتخلص من الشرك وتسليم العبودية لله والاستجابة له والسير على طاعته فقول الحاج ( لبيك اللهم لبيك ) أي إجابة لك بعد إجابة فهذا هو شأن المؤمن دائماً يقول إذا سمع نداء الله: سمعنا وأطعنا. قال تعالى ﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾.
٢) تحقيق التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والتجرد من شهوات النفس قال تعالى ﴿ذلك ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب﴾.
٣) أزالة الفروق الأرضية بين المسلمين و إظهار المساواة بينهم فالجميع قد طرح الملابس، وظهروا في زي واحد لقوله تعالى ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ﴾.
٤) أنه يربي فينا قوة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤدي مناسكه، ويوقف أصحابه على كل جزئية فعن جابر رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا ) مسلم.
٥) تحقيق حسن الخلق فقد نهى عن الفسوق والجدال في الحج فالبعد عنهما من صفات الحج المبرور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) البخاري.
٦) تجريد النية لله وإخلاص العمل له وحده فقد فرضَ الحجَّ على عباده و أرشدهم إلى تجريد النِية وإخلاص العمل له وحده قال تعالى ﴿وأتموا الحج والعمرة لله﴾.
٧) تعظيم شعائر الله وحرماته فمن أعظم المنافع للحج تعظيم شعائر الله تعالى وحرماته وهذه المنفعة من أعظم العبادات لله قال سبحانه ﴿ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه﴾.