رقابة خارجية محفزة، ودعما نفسيا محسوسا، يدعم الرقابة والتربية داخل الأسرة، ويجعل الطفل واليافع تحت أعين مربيه، في جميع أحواله، فلا يجد له مجالا لتسيخ قدمه مع صديق سوء، ولا يستطيع أن يفلت من لحظات الانضباط، وفي الوقت نفسه يجد منهم جميعا التشجيع والإلهام، والتدريب على القيادة بتكاليف صغيرة تكبر كلما كبر، حتى يتسلم زمام الرجولة، فلا سبيل إلى التفريط في المسؤولية الشخصية، مثل: العبادة والتمسك بمنظومة القيم المجتمعية، والتفوق الدراسي، فالبشير يأتي من المدرسة إلى المنزل بالنتيجة ليأخذ (البشارة: مبلغ رمزي) من الأهل، والاتصال بالهاتف بين المدير والوالد يكمل المشهد لتحديد المستوى!!
واليوم.. (آهٍ من اليوم) هل نقنع أنفسنا بأن هذه الطقوس التربوية تلاشت لما حدث من التغير المجتمعي الهائل، وهل انتهى دور (الحي) وتلاشى إسهام مجتمع (المدرسة) في البناء التأسيسي لشخصية البنين والبنات، فبات الأول مجرد صناديق إسمنتية لا روح فيها، يكاد الجار لا يعرف فيها جاره، وتمركز الآخر حول الضخ المعلوماتي فقط؟!
الحقيقة أن (الحي) يمكن أن يعود إلى دوره بطرق وأساليب ومناشط تتناسب مع النسق المجتمعي الجديد، ويمكن أن يكون له تأثير أكثر جودة وخصوبة، من خلال ديوانية الحي، وملعب الحي، ومكتبة الحي، ونادي الحي، ومسجد الحي.
ويمكن أن يكون لكل جنس وعمر ما يناسبه من الأنشطة المحبوبة، وهنا تصنع الصداقات المأمونة، وتجري التربية في جداولها الرقراقة، فلا تمرد، ولا تنمر، ولا تذمر، بل قرة أعين في الدنيا والآخرة.
http://www.alyaum.com/article/4201186