الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

الحمى.. هَمّ يعصف براحة الأم قبل الطفل



◄من المعروف أنّ الأطفال بحاجة إلى رعاية خاصّة نسبة لضعف أجسادهم وعدم نمو كامل مناعتهم، كما يحتاجون إلى متابعة لصيقة ومستمرة لحمايتهم من أي أذى، مرض أو ضرر قد يتعرّضون له. الحمى هي واحدة من تلك الأعراض التي تحتاج إلى مراقبة دائمة وقياس مستمر لدرجة حرارة الطفل، وذلك لضمان سلامته.

عموماً ارتفاع درجة حرارة الطفل قد ينذر بوجود مشكلة؛ ولكن تتفاوت خطورة هذه المشكلة من طفل لآخر. فبالنسبة للأطفال الأصحاء والذين لا يعانون مشاكل صحّية أخرى فإنّ ارتفاع درجة الحرارة قد لا يكون شيئاً خطيراً وغالباً ما تعني الحمى لديهم أنّ الجسم يعمل بالطريقة المطلوبة لمكافحة العدوى والأمراض؛ ولكن من الممكن أيضاً أن تشير إلى مرض جاد وتُشكِّل خطورة على صحّة الطفل. الطبيب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد هذا. والجدير بالذكر هنا أنّ الحمى في حد ذاتها لا تمثل مرضاً، وإنّما هي عارض يمهد لأمراض عديدة أخرى كالالتهابات والنزلات وغيرها.

ولأهمية هذا الموضوع، نتناول اليوم بعض المعلومات وما يستلزم فعله عند ارتفاع درجة حرارة الطفل.

 

متى يتوجّب أخذ الطفل إلى الطبيب؟

تختلف درجات الحرارة التي تستوجب تدخل الطبيب باختلاف عمر لطفل. أدناه معلومات بدرجة الحرارة التي قد تمثل خطراً على صحّة الطفل وتتوجب أخذه للطبيب لتقديم العناية الطبية اللازمة.

إذا كان الطفل أصغر من عمر 3 أشهر، فإنّ 38 درجة مئوية أي 4.100 فهرنهايت تستلزم عرضه على طبيب الأطفال.

في الأطفال من عمر 3 إلى 6 أشهر 3.38 درجة مئوية أي 101 فهرنهايت، أو في حالة إصابتهم بالحمى لأكثر من يوم يتوجب أخذهم للطبيب. أمّا الأطفال بين عمري 6 أشهر و24 شهراً، فإنّ تدخّل الطبيب يكون في حالة 5.39 درجة مئوية أي 103 فهرنهايت، أو عند استمرار الحمى لديهم لأكثر من 24 ساعة.

في حالة الأطفال من جميع الفئات العمرية مع درجة حرارة 40 درجة مئوية أو أكثر أي 104 فهرنهايت، يتوجب الأمر تدخّل الطبيب فوراً. بالإضافة إلى ذلك، هنالك أعراض معينة إذا ظهرت مع الحمى تستلزم عرض الأطفال من جميع الفئات للطبيب بأسرع وقت، وهي:

– وجود ورم في اليافوخ الأمامي لرأس الطفل وهي المنطقة الهشة في مقدمة الرأس.

– التقيؤ المتكرر للطفل أو إصابته بالإسهال الحاد.

– إذا كان الطفل يعاني حالة جفاف، مثل: عدم التبول، البكاء بلا دموع، جفاف في الفم وجفاف الأغشية المخاطية.

– إذا كانت الحمى مصاحبة لطفح جلدي.

– في حالة وجود مشاكل صحّية أخرى لدى الطفل مثل الأطفال المصابين بمشاكل الدم واضطرابات المناعة، أو في حالة عدم تحصّل الطفل على إحدى اللقاحات التطعيمية الروتينية.

– في حالة النوبة الحموية أو الاختلاج الحموي أو التشنج الحموي أو التشنج الحراري، وهو عبارة عن نوبات من الصرع تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم دون وجود أي خلل أو مرض منفصل يؤدي إلى نوبات الصرع. تحدث هذه النوبات بشكل أكبر عند الأطفال بين عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات وتستمر حوالي 5 دقائق ويحتاج الطفل إلى 60 دقيقة لعودته لوضعه الطبيعي.

– في حالة النوبة الحموية يتوجب أخذ الطفل للطبيب فوراً.

 

قياس درجة الحرارة:

غالباً ما يكون ملمس الأطفال حاراً عند إصابتهم بالحمى؛ ولكن وضع اليد على جبهة الطفل ليس بالإجراء الكافي لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني الحمى، لذا ينصح باستخدام ميزان حرارة لقياس درجة حرارة الطفل. تعتبر موازين الحرارة الرقمية هي أسهل الطرق لقياس درجة حرارة الطفل وهذه الموازين متوفرة في معظم الصيدليات.

هناك أنواع أخرى من موازين الحرارة بما في ذلك ميزان الزجاج وموازين حرارة الأذن وموازين حرارة اللهاية.

تحتوي معظم موازين الحرارة الزجاجية على مادة الزئبق وهي مادة سامة، لذا لا يفضل ولا ينصح باستخدام ميزان الحرارة الزجاجي الذي يحتوي على الزئبق. في حالة عدم التمكن من الحصول على ميزان آخر غير ميزان الحرارة الزجاجي الزئبقي، ينصح بتوخي الحذر.

إذا كان ميزان الحرارة مشقوقاً أو معطوباً بأي شكل من الأشكال، يجب عدم استخدامه لضمان عدم تسرب هذه المادة السامة للطفل.

 

كيفية قياس درجة حرارة الطفل:

هنالك 4 مناطق لقياس درجة حرارة الجسم، وهي: الفم، المستقيم، تحت الإبط، والأذن.

 

أخذ درجة الحرارة عن طريق المستقيم: إنّ استعمال طريقة المستقيم يعمل بشكل أفضل في حالة الرضع والأطفال الصغار. إذا تخطت درجة حرارة الطفل 38 درجة مئوية، فهذا يشير إلى إصابته بالحمى.

 

أخذ درجة الحرارة عن طريق الفم: تنجح هذه الطريقة مع الأطفال الذين لديهم من العمر ما يكفي لإبقاء ميزان الحرارة تحت اللسان للفترة المطلوبة. يجب التأكد من أنّ الطفل لم يتناول شراباً بارداً أو ساخناً خلال 30 دقيقة قبل أخذ درجة الحرارة عن طريق الفم. إذا تخطت درجة حرارة الطفل 5.37 درجة مئوية، فهذا يشير إلى إصابته بالحمى.

 

أخذ درجة الحرارة عن طريق تحت الإبط وعن طريق الأذن: لقياس درجة الحرارة في منطقة الإبط، يجب أن يكون طفلك قادراً على إبقاء ذراعه على جسده، ولا يتحرك لمدّة 4 أو 5 دقائق. إذا تخطت درجة حرارة الطفل 38 درجة مئوية، فهذا يشير إلى إصابته بالحمى.

تحذير: يجب عدم استخدام ميزان حرارة المستقيم في الفم أو ميزان الحرارة الفموي في المستقيم. اغسل دائماً أي ميزان حرارة بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد الاستعمال.

تختلف الوسائل المستخدمة لقياس درجة حرارة الطفل والخطوات التي يمكن اتباعها باختلاف عمر الطفل، أدناه وصف تفصيلي لذلك.

 

– المواليد الجدد حتى عمر 24 شهراً:

الطريقة الأكثر دقة لقياس درجة حرارة الأطفال من هذه افئة العمرية هي عن طريق المستقيم، إذا لم يكن هذا ممكناً يمكن استخدام طريقة تحت الإبط.

 

– الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات:

للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات يكون قياس درجة حرارة المستقيم هو الأكثر دقة. ويمكن أيضاً قياس درجة حرارة الأذن أو الإبط.

 

– الأطفال أكبر من 5 سنوات:

للأطفال بعمر 5 سنوات فما فوق يكون قياس درجة الحرارة عن طريق الفم، كما يمكن أيضاً قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن أو الإبط.►

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم