الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

في نفس «حسن» كلمة!



هكذا يحلم (حسن)، أن يكون له مشروع ناجح وهو في سنٍّ مبكرة، راح يقرأ سير عدد من عمالقة المال؛ فوجد أنهم بدأوا من الصفر، وأن هزائم الفشل التي حاولت إثناءهم عن مواصلة السعي في طلب الرزق، باءت بالفشل، حين صمدوا في وجهها، وكلما سقطوا نهضوا، حتى سطروا روايات بل أساطير ظلوا يروونها لأجيال أدركوها، ثم سجلوها في كتبٍ تسابقت إليها أيدي الشباب؛ لتعيش أحلاما مثل حلم (حسن)؛ فهل الظروف التي عاشها (الراجحي) و(السبيعي) و(الجميح) و(الخضري) و(المجدوعي) و(عبدالله فؤاد) هي الظروف التي يعيشها شباب اليوم؟ هل الفرص والطفرات التي مر بها أولئك يمكن أن تتوافر للطامحين في مثل مجدهم اليوم؟

أسئلة تلحُّ على حسن بعد أن قرأ نوعا جديدا من كتب الناجحين الذين حققوا مجدا آخر، انتقلوا فيه من حال الفقر أو البيئات الصحراوية البدوية إلى أن أصبحوا أعلاما في عصرهم، وزيرا، وعضوا في مجلس الشورى، ومدير جامعة، ومديرا عاما للتعليم، وكلهم يصرون على ذكر البدايات التي كانت راعي غنم، أو سائق أجرة، أو حارسا على بوابة، أو خادما في مطعم (أحتفظ بالأسماء العملاقة التي عاشت هذا التحول، وأحترم هذه المهن الشريفة).

دَوَار البحر ينتاب نفسًا كريمة تموج في جسدٍ شاب، قرأ البدايات، ورأى النهايات، ولكنه لم يعرف كيف يعبر المسافة بينهما.

هنا قفز مباشرة إلى شُبّاك (النت)، يبحث عن الفرص المناسبة لوضعه، لم يكن قد انتهى من الدراسة الجامعية، لكنه لم يكن – أيضا – يهدف منها إلى وظيفة حكومية فقط، بل جعلها واحدة من البدائل وحسب، فهناك قطاعان عريضان كذلك، وفيهما فرص أخرى، وبخاصة القطاع الخاص، فقد كان – ولا يزال – يتوق إلى أن يكون له مشروع خاص به، يبدأ صغيرا؛ كما بدأ أولئك الكبار، ثم يكبر، وينتشر، كانت الفكرة المسيطرة على ذهنه هي لوحة تحمل اسم مشروعه، يزرعها في رصيف كل شارع تجاري ليس في بلده فقط، بل في كل عواصم العالم ومدنها الكبرى، تماما مثل تلك اللوحات التي أصبحت بعض الشوارع تعرف بها.

حضر (حسن) دورة تدريبية تحاول أن تجيب عن السؤال الأهم: كيف تبدأ مشروعك الخاص؟

وما أن انتهى المُدرب الخبير من حديثه المُحفز، حتى داهمه بقوله: هذا كلام مكرر، واستمعنا إلى مثله كثيرا، وكل ما يحدث لنا هو أننا نزداد حماسة للبدء في مشروع، لكننا في النهاية نتوقف بدهشة أمام البوابة التي نراها مقفلة، وهذه البرامج تقنعنا بأنها مشرعة أمام الجميع..

أجاب المدرب: مهمة هذه البرامج أن تضخ في دمائك الشابة هذا الوقود الذي شعرت به كلما فترتَ وانشغلتَ عن هدفك بسواه، حتى تبدأ، وهناك سوف تتوالد دوافع النجاح من النجاحات المتتابعة، وربما من التحديات التي قد يلبس بعضها أثواب الفشل.

ومع ذلك، فإن الشباب – يا حسن – في حاجة إلى حواضن أعمال، ومحاضن تخطيط مختصة في شتى المشروعات التي يميلون إليها، ولا تزال سوق العمل تتسع لها، وبخاصة بعد أن فُرغت كثير من القطاعات للمواطنين.

فُرص الإقراض في مجالات المشروعات الصغيرة أصبحت كثيرة، ولكن كثيرا منها يفتقر إلى تحمل الجزء الأخطر في المجال التجاري، وهو النجاح في الحفاظ على رأس المال، وعبور السكة الزلقة، إلى الطريق الثابتة الآمنة.

ردد (حسن) في نفسه كلمات ودَّ لو بثها في مقالة يتأملها كل الذين يتهمون الشباب بالفشل في مشروعاتهم:

«لا تتركوا الشباب – وحدهم – ليجربوا فيفشلوا فتضيع أموالكم، ويحملوا هم عبء السداد وأيديهم خاوية، وأنتم تمتلكون أن تقرضوهم الخبرات التي تختصر لهم الطريق، وتحولهم إلى (رواد أعمال)، بإذن الله تعالى».

http://www.alyaum.com/article/4198357

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم