الحج هو زيارة بيت الله الحرام في مكة بقصد أداء أعمال محددة في وقت محدد من بينها الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، وتبدأ مناسك الحج من يوم التروية – الثامن من ذي الحجة – وتستمر حتى نهاية أيام عيد الأضحى المبارك.
والحج من العبادات التي يتفرغ فيها المسلم للصلاة والدعاء والابتهال لله عز وجل وتسبيحه وتقديسه وحمده وتكبيره والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي القيام بمناسك الحج ذكر لله سبحانه وتعالى مما يبعث في النفس والقلب المن والطمأنينة. يقول الله تعالى : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ( الرعد : 28 ) . ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( عليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله فإنه نور في الأرض وذكر لك في السماء ) ( رواه أبو يعلي عن أبي سعيد ) .
والحج شعور وسلوك إيماني يجعل الإنسان راضياً.. مطمئناً.. هادئاً.. آمناً.. يحتويه السلام الروحي.. والأمان النفسي.. والسكينة القلبية . قال – صلى الله عليه وسلم – : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
والحج المبرور هو الحج الذي يخلو من الظلم والإثم والعدوان والفسق والجدال والإعراض والتأفف والإساءة . ولأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب فإن للحج المبرور مواصفات منها :
1. أن يرتقي العبد في علاقته بالله عز وجل فيتحلى بما جاء به القرآن العظيم من خلق كريم، وأدب حميد، وأن يقتدي برسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
2. أن يكون المال حلالاً.
3. أن يتغير حال العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة، ومن طاعة إلى أكثر طاعة.
4. لا بد من رد المظالم إلى أصحابها قبل سفر العبد لأداء فريضة الحج، وعدم اكتساب مظالم جديدة بعد عودته.
5. قضاء ما فات العبد من فرائض في العبادة والاهتمام بألا يفوته جديد في رحلة عمره الباقية.
6. أن يؤدي العبد حجه أقرب ما يكون من سلوك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
7. أن يكثر العبد من النوافل والصدقات والأعمال الصالحة ومن تحصيل العلم الديني الذي يعمل به.
8. تجديد العهد مع الله كلما سنحت الفرصة للسفر لأداء العمرة أو الحج والتزود ليوم الوعيد… يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وكما نرى فهي مواصفات تتطلب الإخلاص في القول والعمل والصدق في النية والسلوك، والصفاء النفسي والنقاء القلبي حتى يسافر الإنسان لأداء فريضة الحج لا يطمع في شيء إلا في محبة الله ورضاه .