الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

الأمل مصباح يضيء حياتك



الأمل ضد اليأس. والأمل تفاؤل واليأس تشاؤم. والأمل مبدأ يستهدي به من عرف سرّ الحياة والوجود. واليأس هوة يقع فيها من عمى عن سرّ الحياة والوجود. والأمل حبل موصول وطريق مفتوح أمام الشخص الذي لا يلتف بوجدانه حول نفسه، بل يوزّع حبه على ذويه. أمّا اليأس فإنّه منزلق تحت قدمي الشخص الأناني الذي لا يعشق إلّا ذاته.
إنّ المتفائل يرى بالأمل نفسه جزءاً من كلّ. والجزء هو شخصه، والكلّ هو الوجود كلّه. فهو ذرة صغيرة في هذا الوجود. وهو شخص صغير في مجتمع كبير. والجزء يعيش ويموت في سبيل الكلّ. فهو كفرد يوظّف جهده للمجتمع. وعليه أن يرى استمرار وجوده في استمرار وجود ذلك المجتمع.

فأنت لا تستطيع أن تكون شخصية متفائلة يحدوها الأمل إلّا إذا آمنت بحقيقة مجتمعك، إنّك إذا اتخذت موقفاً أنانياً وعدوانياً من أُسرتك وأهلك، فإنّك لا تستطيع أن تعيش في أمل. وأُسرتك هي وطنك الصغير، وأهلك هم مواطنو هذا الوطن الصغير.

وإذا أنت أحببت أُسرتك وأهلك، فإنّك ترى عندئذٍ وجودك في استمرار وجودهم فهم وأنت جسم واحد. وأنت عضو في هذا الجسم. وبعد أن تتزوج وتنجب أطفالاً، فإنّ أولئك الأطفال سيكونون استمراراً لوجودك. إنّك سوف لا تموت إذن بموت جسمك، لأنّك ممتد بوجودك فيهم. وهم سوف يحملون اسمك. إنّهم الشجيرات الصغيرة التي تعتبر امتداداً للشجرة الكبيرة التي هي أنت.

والواقع أنّ عظماء الرجال والنساء قد خلدوا وجودهم بالأعمال العظيمة. ولذا فإنّهم باستطاعهم أن يقهروا الموت برغم فناء أجسامهم وتحللها. ولكنهم لم يضطلعوا بأعمالهم العظيمة إلّا بعد أن آمنوا بالأمل مبدأ لهم يستهدونه في حياتهم.

يجب أن تعلم أنّ الأمل ليس مجرد حالة نفسية تعتورك بعض الوقت ثم ما تفتأ أن تختفي لتحل محلها حالة نفسية أخرى هي حالة اليأس. فالأمل إيمان راسخ لا يتزعزع، وليس مجرد عاطفة عابرة. إنّ رسوخه أقوى من رسوخ الجبال وأصلد من الفولاذ والحجر الصوان.

وأنت الذي ترسخ الأمل في نفسك. إنّك بتربية نفسك تقوى الأمل لديك. وأوّل درس في هذه التربية الذاتية هو الإيمان بأنّ المستقبل أفضل من الحاضر. فالشخص المتقائل ينظر باستبشار إلى المستقبل. إنّه يعتقد أنّ جوهر الشخصية موجود بداخلها وليس موجوداً بخارجها. فجوهر شخصيتك لا يتبدل بتبدل الخارج. فلا فقر ولا مرض ولا شيخوخة يمكن أن تؤثر في ذلك الجوهر.

أما الدرس الثاني في التربية الذاتية التفاؤلية المؤملة، فإنّه يقول إنّ العمل هو دعامة الأمل. فأنت تترجم آمالك في الحياة في صيغ واقعية، وذلك بالعمل على تحقيقها. فلا وجود للأمل في فراغ. ولكن الأمل يتحقق بالعمل. والعمل يتطلب الذكاء، والجهد المبذول، والمواصلة وتصحيح الأخطاء.

أما الدرس الثالث في التربية الذاتية التفاؤلية المؤلمة، فإنّه يقول لك إنّ تجديد أهدافك في الحياة، يجدد أملك. فالشخص الذي لا يجدد أهدافه يطفئ أمله بيديه. أما الشخص الذي يترسم أهدافاً جديدة كلما حقق أهدافاً قديمة، فإنّه الشخص الخليق بتجديد الأمل في قلبه.

والدرس الرابع والأخير في التربية الذاتية والتفاؤلية المؤملة يقول لك إنّ إحساسك بأهداف أهلك وذويك وأصدقائك يجعل آمالك مضاعفة. فإحساسك بالانتماء إلى مجموعة يؤجج أملك. فاعمل إذن على إضافة آمال أحبائك إلى آمالك فتعظم رقعة الآمال في قلبك، وتزيد سعادتك وبذا يصير الأمل مصباحاً يضيء حياتك وحياة الآخرين من حولك.

المصدر: كتاب شخصيتك بين يديك

 

الأمل ضد اليأس. والأمل تفاؤل واليأس تشاؤم. والأمل مبدأ يستهدي به من عرف سرّ الحياة والوجود. واليأس هوة يقع فيها من عمى عن سرّ الحياة والوجود. والأمل حبل موصول وطريق مفتوح أمام الشخص الذي لا يلتف بوجدانه حول نفسه، بل يوزّع حبه على ذويه. أمّا اليأس فإنّه منزلق تحت قدمي الشخص الأناني الذي لا يعشق إلّا ذاته.

إنّ المتفائل يرى بالأمل نفسه جزءاً من كلّ. والجزء هو شخصه، والكلّ هو الوجود كلّه. فهو ذرة صغيرة في هذا الوجود. وهو شخص صغير في مجتمع كبير. والجزء يعيش ويموت في سبيل الكلّ. فهو كفرد يوظّف جهده للمجتمع. وعليه أن يرى استمرار وجوده في استمرار وجود ذلك المجتمع.

فأنت لا تستطيع أن تكون شخصية متفائلة يحدوها الأمل إلّا إذا آمنت بحقيقة مجتمعك، إنّك إذا اتخذت موقفاً أنانياً وعدوانياً من أُسرتك وأهلك، فإنّك لا تستطيع أن تعيش في أمل. وأُسرتك هي وطنك الصغير، وأهلك هم مواطنو هذا الوطن الصغير.

وإذا أنت أحببت أُسرتك وأهلك، فإنّك ترى عندئذٍ وجودك في استمرار وجودهم فهم وأنت جسم واحد. وأنت عضو في هذا الجسم. وبعد أن تتزوج وتنجب أطفالاً، فإنّ أولئك الأطفال سيكونون استمراراً لوجودك. إنّك سوف لا تموت إذن بموت جسمك، لأنّك ممتد بوجودك فيهم. وهم سوف يحملون اسمك. إنّهم الشجيرات الصغيرة التي تعتبر امتداداً للشجرة الكبيرة التي هي أنت.

والواقع أنّ عظماء الرجال والنساء قد خلدوا وجودهم بالأعمال العظيمة. ولذا فإنّهم باستطاعهم أن يقهروا الموت برغم فناء أجسامهم وتحللها. ولكنهم لم يضطلعوا بأعمالهم العظيمة إلّا بعد أن آمنوا بالأمل مبدأ لهم يستهدونه في حياتهم.

يجب أن تعلم أنّ الأمل ليس مجرد حالة نفسية تعتورك بعض الوقت ثم ما تفتأ أن تختفي لتحل محلها حالة نفسية أخرى هي حالة اليأس. فالأمل إيمان راسخ لا يتزعزع، وليس مجرد عاطفة عابرة. إنّ رسوخه أقوى من رسوخ الجبال وأصلد من الفولاذ والحجر الصوان.

وأنت الذي ترسخ الأمل في نفسك. إنّك بتربية نفسك تقوى الأمل لديك. وأوّل درس في هذه التربية الذاتية هو الإيمان بأنّ المستقبل أفضل من الحاضر. فالشخص المتقائل ينظر باستبشار إلى المستقبل. إنّه يعتقد أنّ جوهر الشخصية موجود بداخلها وليس موجوداً بخارجها. فجوهر شخصيتك لا يتبدل بتبدل الخارج. فلا فقر ولا مرض ولا شيخوخة يمكن أن تؤثر في ذلك الجوهر.

أما الدرس الثاني في التربية الذاتية التفاؤلية المؤملة، فإنّه يقول إنّ العمل هو دعامة الأمل. فأنت تترجم آمالك في الحياة في صيغ واقعية، وذلك بالعمل على تحقيقها. فلا وجود للأمل في فراغ. ولكن الأمل يتحقق بالعمل. والعمل يتطلب الذكاء، والجهد المبذول، والمواصلة وتصحيح الأخطاء.

أما الدرس الثالث في التربية الذاتية التفاؤلية المؤلمة، فإنّه يقول لك إنّ تجديد أهدافك في الحياة، يجدد أملك. فالشخص الذي لا يجدد أهدافه يطفئ أمله بيديه. أما الشخص الذي يترسم أهدافاً جديدة كلما حقق أهدافاً قديمة، فإنّه الشخص الخليق بتجديد الأمل في قلبه.

والدرس الرابع والأخير في التربية الذاتية والتفاؤلية المؤملة يقول لك إنّ إحساسك بأهداف أهلك وذويك وأصدقائك يجعل آمالك مضاعفة. فإحساسك بالانتماء إلى مجموعة يؤجج أملك. فاعمل إذن على إضافة آمال أحبائك إلى آمالك فتعظم رقعة الآمال في قلبك، وتزيد سعادتك وبذا يصير الأمل مصباحاً يضيء حياتك وحياة الآخرين من حولك.

المصدر: كتاب شخصيتك بين يديك


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم