لا نهار بدون ليل، ولا ورد بدون شوك، ولا ربيع بدون خريف، إذن لا نجاح بدون فشل، ولكلّ إنسان مواقف نجاح في حياته فركز عليها وظلام الفشل سيسطع عن نهار النجاح.
تدبر سير الناجحين والعظماء وما مرّ بهم من مرات فشل، فهذا أديسون مخترع المصباح الكهربائي وغيره من المخترعات التي تخطت الألف اختراع، فشل آلاف المرات عندما كان يجري تجاربه على المصباح الكهربائي، وهذا الرئيس الأمريكي لينكولن فشل فشلاً ذريعاً في حياته حتى وهو يحاول في نيل كرسي في الكونجرس، سنين طويلة يفشل منذ كان في الثانية والثلاثين من عمره حتى أصبح في الستين عندما أصبح رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه في النهاية نجح.
تعلم أنّه ليس ما تأكله يجعلك بصحة جيدة بل ما تهضمه، وأن ليس ما تتعلمه يجعلك حكيماً بل ما تتذكره.
فاهضم الفشل ليستفيد جسدك من النجاح، وتذكر الخطأ ليدفعك إلى الأمام وليكن في صدرك القبول وبصدر رحب لكلّ ما ستتيحه لك الحياة من دروس لا حصر لها، واعلم أنّ كلمة أزمة في الصينية مركبة من حروف كلمتي “خطر، فرصة” فإن كنت في أزمة فأمامك خطر وفرصة.
كف عن ترديد كلمة “فشل”، و”فاشل” فهي كلمة مشحونة بالمعاني التي توحي بالطرق المسدودة، كما أنّ اللغة التي تستخدمها في وصف نفسك قد تتحول إلى حقيقة فعلية فتجد نفسك وأنت غير فاشل فاشلاً بالإيحاء فتفشل بالفعل.
إبحث في كلّ موقف – حتى وإن بدا لك سيئاً – عن فرصة للنجاح ولعلّ في القصة التالية عبرة لك “أرسل مدير التسويق لأحد مصانع الأحذية الكبرى اثنين من موظفي التسويق الجدد إلى إحدى البلدان الإفريقية الصغيرة الفقيرة، وأوصى كلّ منهما أن يكتب تقريراً يبيّن فيه مقدار الفجوة التسويقية في الأحذية في هذه الدولة ومدى احتياجها للمنتج، وبعد عودتهم من الرحلة التسويقية تقدما بتقريرهم، وكانت المفاجأة أنّ نتائج التقريرين متناقضة تماماً، فالأوّل يرى أنّ الفجوة التسويقية نسبتها 100% والثاني يراها صفراً % على العكس تماماً، وفي الواقع أنّ سكان هذه الدولة لا يستخدمون الأحذية فالشخص الفاشل العادي يرى عدم دخول هذا السوق الذي لا يعرف الأحذية، أما الأوّل الشخص الناجح فقد أوصى في تقريره بأن نعلِّم الناس ارتداء الأحذية وبالتالي يكون السوق مفتوحاً.
كان من السهل على الأوّل أن يفترض نفس فرضية الثاني: لا فرص للنجاح ولكن على العكس بدّل الفشل نجاحاً وحوله 180 درجة إلى فرصة قد لا تعوض.
المصدر: كتاب التغلب على الحيل والحواجز النفسية