إن المعاصي والذنوب من الابتلاء الذي يصيب المؤمن فمنهم من ترفعه الذنوب للرقي في درجات العلا بسبب التوبة النصوح وتدفعه لعبادات كثيرة ومنهم من تهوي به لأسفل الدركات والمهالك نسأل الله العافية .. أما أصحاب القلوب الحية فالمعصية تجعلهم في قلق دائم وهم كبير فهم يرون أنفسهم أنهم لم يقدروا الله حق قدره وجعلوه أهون الناظرين إليهم وهذا مما يحرق قلوبهم ويفتت أكبادهم ويتوقعون ما أصابهم من شر بعد معصيتهم هو بسبب ذنوبهم ويصبحون ينتظرون ويترقبون لكل سوء قادم
ويعدون ذلك من شؤم المعصية وأنهم لن يوفقوا في كل أمر يقدمون عليه بسبب تلك المعصية كما أن كل خير ورزق يأتيهم بعد معصية هو فتنة واستدراج وابتلاء من الله لهم كما أنهم يخافون أن ما يصيب أحبابهم وذويهم من شر وبلاء ومرض ومصيبة هو بسببهم وهذا يزيدهم حسرة وندامة كما يشعرون بضيق نفسي ونقص في السعادة متأولين في ذلك قوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) وأن هذه الآيات تنطبق عليهم ..
كما يخشون من المعاصي أن تجرهم لترك الأعمال الفاضلة والاهتمام بسفاسف الأمور مما يجعلهم في مؤخرة القائمة ولا يصلحوا ليكونوا قدوات وقادة للمجتمع كما يبادرون للاعتذار عن أي مشروع خيري للإسلام والمسلمين وهذه الطامة الكبرى وهنا حقق الشيطان مقصوده منهم .. فلنتدارك أنفسنا أحبتي ونجنبها الذنوب والمعاصي ونعلم كيف نتعامل معها إذا وقعت بالمبادرة للتوبة النصوح وكثرة الاستغفار والصدقات والتوجه لعمل الخيرات في كل زمان ومكان والخلق الحسن والدعاء فليس بالندم وحده فقط يزول عن المسلم الذنب والغلط .. وطبتم سالمين .a