بسم الله الرحمن الرحيم
يقع عدد غير قليل من الشباب والرجال والنساء فرائس لإدمان مشاهدة المواد الإباحية سواءً كانت من خلال شبكة الانترنت أو غيرها من الوسائل المنتشرة، مما يشكل أخطارًا كثيرة على صحتهم النفسية والجسمانية، وكذلك على علاقاتهم الاجتماعية، والأمر جد خطير لا يحتمل أي تأخير في مكافحته والتفكير في الإقلاع عنه، خصوصاً وأنها أصبحت سهلة المنال ومنتشرة كالنار في الهشيم.
وتشير الأرقام في بعض الإحصائيات التي أُجريت حول المواقع الإباحية ونِسَب مشاهدتها وغيرها إلى أنه يتم إنتاج فيلم إباحي جديد بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها كل 39 دقيقة، وان عدد المواقع الإباحية من بين إجمالي المواقع على الانترنت وصل إلى 4 ,2 مليون موقع، بما يمثل 12% من مجموع المواقع، وأن عدد مرات البحث عن الإباحية وصل إلى 68 مليون مرة، بما يمثل 25% من مجموع مرات البحث، وعدد مرات تحميل المواد الإباحية شهريًا وصل إلى 1،5 بليون، بما يمثل 35% من مجموع التحميلات، وفي الإحصائيات أيضًا أرقام أخرى مخيفة تنوعت بين نسبة المشاهدة من الرجال والنساء والأطفال، وكذلك متوسطات الأعمار، والأموال التي يتم إنفاقها في هذا المجال.. وغيرها الكثير من الأرقام.
في دراسة وردت تفاصيلها في موقع “الجزيرة نت” أن باحثون وأطباء نفسيون أكدوا أن الاعتياد على المشاهد الإباحية يؤدي إلى حالة من الإدمان تُعد أخطر من إدمان الكوكايين، وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة، وعزى الباحثون خطورة تلك المواقع إلى كونها متاحة عبر وسيلة توصيل تتميز بكفاءة عالية ومتاحة بصورة مستمرة ومجانية، وهي شبكة الإنترنت.
إنه من العار أن تنحدر همم شبابنا إلى هذا الدّرك السّحيق ،الذي جعلهم أسرى للشهوات ،لا يعرفون عن الانترنت إلا انه عالم لإشباع النزوات ،في وقت يتنافس فيه شباب دول أخرى كاليابان على الإبداع في تطوير المواقع العلمية ،التي توفر أكبر قد ممكن من قواعد البيانات المتعلقة بأحدث الاختراعات والاكتشافات .
من العيب والعار أيضاً أن يصبح حال بعض شباب المسلمين كحال الذباب ،الذي لا يقع إلا على القذر ،أو الغراب الذي لا يقع إلا على الجيف ،شباب لا همّ لهم إلا البحث عن الجديد في عالم الخلاعة ،ولا شغل لهم إلا تبادل الصور والمقاطع الإباحية عبر صفحات التواصل والهواتف المحمولة ،يقضون الساعات الطّويلة في مخادع الخلوة في الغُرف ،أو داخل مقاهي الانترنت ،التي لا يرعوي أصحابها عن تسهيل الحرام ،وتذليل سبله لأولئك الشباب ،لهثاَ وراء المال ،غير مبالين بكونه حراما سُحتاً ،وغير آبهين بالإثم العظيم الذي يلحقهم من تجارتهم الآثمة ،قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور:19]
فالحاجة ماسّة وملحة لتوعية شباب وفتيات الأمة بمخاطر الإدمان على هذه المواقع والمقاطع ،ومن ثم كانت هذه الرسالة التي ملؤها الحب والإخاء أُرسلها إليك يا من ابتليت بمشاهدة الأفلام أو المقاطع الإباحية عبر أي وسيلة كانت .فكيف تحمي نفسكَ وأهلك من هذه الشهوةِ العارمةِ ، واللذةِ القاتلة؟
إنها وسائل معينة ونصائح غالية من محب لك أخي الحبيب أختي الحبيبة على أن تفر بنفسك ودينك عن هذا الجُرم العظيم …إنها كلمات اسأل الله أن تُعطي أُكُلها في قلبك فتتحرك بها جوارح للتغييِّر إلى الخير .
1. اعلم يا رعاك الله أن من أسماء الله الحسنى الرقيب أي : المراقب ، المطلع على أعمال العباد، الذي لا تخفى عليه خافية قال تعالى :﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء:1]وقال تعالى :﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾[الأحزاب:52] ولو لم يكن في كتاب الله إلا هاتين الآيتين لكفت، لمن استشعر عظمتها وأدرك معناها،قال تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾[فصلت:53].
2. أنت أنت يا من جلست أمام هذه المشاهد الفاضحة وترى الرجال والنساء يرتكبون الفواحش المغلظة بكل تفسّخ ومجون بأبشع صورها وأفضح مناظرها اعلم أنهم كما قال الله:﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾[الفرقان:44] فالفطر السليمة والأعراف المستقيمة تستنكر هذا، وأنت تتلذذ بالنظر إلى هذه الأجساد الفاضحة، والله جل وعلا من فوقك مُطّلع عليك يرى حركاتك وسكناتك ويرى عيناك نعم عيناك وهما تحدِّقان في هذه الفواحش، وسمعك وهو يتمتع بأصوات البغايا وأنت غافلاً و متغافل عن رقابة الله لك، وشهوده عليك ومنها جوارحك التي ستشهد عليك يوم القيامة يوم لا تخفى منك خافيه،قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة:18].
3. تقوى الله تعالى ومراقبتُه في السرِ والعلنِ ، فُتِلزمُ نفسَك طاعةَ ربك ، وتحذرَها من معصيتِه ، وإعلامها أنه لا يخفى عليه ضمير ، ولا يعزبُ عنه قطمير ، وأنه يجازي المحسنَ ويكافئ المسيءَ ، وتقوى الله ومراقبتُه سلاحُ المؤمنِ الذي يقيه الفتنَ ويصطبرُ أمامها قال تعالى : ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾ [ الطلاق :2].
4. مجتمع حيواني :هذا الفعل يجعل المجتمع حيواني بكل ما تحمله الكلمة من معنى , لا يفكر إلا في قضاء وطره وشهوته وهكذا يحدث انتكاس للفطرة عندما يمتلئ القلب بالشهوات ولا يفكر إلى في الشهوات ولا يرى إلا الشهوات يصبح« قلبه أسود مرباداً »كمثل الكوب المقلوب لا تفيده مواعظ الدنيا إلا أن يشاء الله تعالى ” ،فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشرِبها نكتت فيه نكتة سوداء. وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مربادٌّ كالكوز مُجخياً لا يعرف معروفاً ولا يُنكر منكراً إلا ما أُشرب هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض» [صحيح، أخرجه مسلم: كتاب الإيمان – باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً… حديث (144).].
5. حتى المحارم :المدمن على هذه المشاهد ،قد يرى أي امرأة ولو كانت من محارمه ويتخيل تلك الصور والمقاطع الخبيثة فيا لبشاعة الإدمان على هذه الأشياء ،فاربأ بنفسك أخي الحبيب أختي العزيزة .
6. قلبك هو الضحية: فبالنظر إلى هذه الأفلام الإباحية أو الصور أو المواقع أو المحادثات إنما تقتل إيمانك بيدك وتنحر حيائك بخنجرك , فإذا فسد القلب فسدت جوارحك كلها .فإذا لم تتب من هذه الأفعال ظل قلبك يتشحَّط في دمه علَّك أن تتوب أو ترجع , فإذا لم يستيقظ مات هذا القلب وأصبح صخراً قاسياً بعيداً عن الله تعالى . وهذا ينعكس على سلوكك وحياتك , فالقلب السعيد لا شك أن عكسه القلب الحزين التعيس وكليهما ينعكس على جوارحك فرحاً وسروراً ونشاطا وهمة .
7. إياك والفضول :من المهم أن تدرك أن الفضول الذي يدفعك للتردد إلى هذه المواقع هو ذاته الفضول الذي يدفع الناس لتجريب المخدرات أو الخمر أو مقارفة الزنا… فكل المعاصي تبدأ بالفضول، ومتى اقترب الإنسان منها فإنه لن يضمن مدى تمكنها من نفسه ومدى استعبادها له مهما ظن نفسه قوياً.
وفي عملية إحصاء أجرتها مؤسسة زوجبي (Zogby) في مارس عام 2000 وجد أن أكثر من 20% من سكان أمريكا يزورون الصفحات الإباحية. ويقول الباحث ستيف واترز أنه غالبا ما تبدأ هذه العملية بفضول بريء ثم تتطور بعد ذلك إلى إدمان مع عواقب وخيمة كإفساد العلاقات الزوجية أو تبعات شرٍ من ذلك.
8. انتحار بطيء : يا شباب الإسلام إنه والله الانتحار البطيء ،وإنها والله خسارة الأولى والآخرة وفساد الدنيا والدين ،إنه ما أدمن شاب من الشباب المواقع الإباحية إلا ذهبت مروءته ،وضاقت نفسه ،واسود وجهه ،وضعفت ذاكرته ،وتملكته الحسرة والضيق ،بل ومن كل أمر جدّي ينفعه في دينه ودنياه ،يجد لذة للخلوة دقائق معدودات ،تعقبها حسرة تستمر لساعات ،بل لأيام متوالية ،وربما يصل الأمر إلى حد الانتحار ،بعد أن تحمله فورة الشهوة على انتهاك الحرمات ،والتعدي على المحارم وغشيان الموبقات .
9. إدراك العلاج :لا بد أن تدرك أخي الشاب أختي الشابة أن علاج إدمان هذه الأشياء لا يمكن أن يتم ما لم تقرّ بِهِ، ثم يأتي قرارٌ جازمٌ حازمٌ بالتغيير والإقلاع عن هذا السلوك، وأخيراً تقرن قرارك بالتوبة والتقرب إلى الله تعالى، ولا يبنيه فقط على الآثار السيئة التي تعاني منها، لأنك بذلك تضمن تأييد الله تعالى لك، وتنال رضاه ومحبته لأنك تمتثل أمره القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].
10. شتان بين شاب وشاب : تذكروا يا شباب أن المؤمن يفرح بالخلوات ليُقبل على الطاعات ،والمنافق يفرح بالخلوات ليقبل على الشهوات ..وشتان بين هذا وذاك ..ليس كل الشباب من حولكم يدخلون الانترنت لهثاً خلف الشهوات ،فحولكم شباب صالحون جعلوا الانترنت ساحة للدعوة إلى الله ،وكسب قناطير الحسنات .
11. اسأل مجرب :لو سألت من شاهد آلاف الأفلام والمقاطع هل استفاد شيء سوى الحسرة وطلب المزيد ،وقسوة قلب وبُعد عن الله ،فلا مرحباً بسرور عاد بالضرر .
12. تأمل في هذه الآية : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾[الملك:12]، تأمل هذه الآية وقف عندها كثيراً كثيراً أمام معناها ، الذين يخشون ربهم بالغيب ،هل أنت منهم ؟ الغيب معناه ألا يراك أحد ، أن تكون غائباً عن الخلق فلا يراك أحد فتدعوك نفسك للشهوة ، ثم تقول إن كان أحدٌ لا يراني فالله يراني .
13. الرزق والمعصية: روى أحمد عن ثوبان – رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه » [أخرجه النسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وصححه وأقره الذهبي. وقال البوصيري في الزوائد (3/247): إسناد حسن].فاعلم أن انسداد أبواب الرزق أمام عينيك هي بسبب ذنبك ولا تقول حظي سيء لا انه ذنبك ما جنته يداك ،فتأمل.
14. أُذكرك بهذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا»[ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]. هل كل أعمالك التي عملتها ستذهب هباءً منثوراً يوم القيامة ؟ بسبب نزوة شيطانية وسهم من سهام إبليس تأمل هذا الحديث جيداً واقرأه مرات ومرات «يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ».
15. لو جاءك الموت على حالتك :سبحان الله لماذا تنفرد بنفسك وتحرص على أن لا يراك احد وربك الذي خلقك يراك.أين خشيتك من الله ؟ تخاف من الناس والله أحق أن تخشاه !!كم أنت أسير للشيطان يتلاعب بك كيفما يشاء .ألا تخشى أن يقبض الله روحك وأنت تشاهد هذا المنكر العظيم .
16. يُذكرك وأنت ساجد :الشيطان اللعين قد يأتي لك وأنت في لحظة السجود وأنت في اقرب ما تكون من ربك فيفسد عليك صلاتك بعرض الصور والمشاهد التي رأيتها ،فيا للمصيبة ضيّعت صلاتك وخشوعك .
17. تذكر أن المرأة هي المرأة مهما زيّنها الشيطان لك ،فهي مبال في مبال ،واعلم أن الله قد اعد لك في الجنة أزواجٌ مطهرة ،ما في الدنيا كلها ما يساوي ظفر واحدة من نساء الجنة. هُنَ الكواعبُ الأترابُ ، يُضيءُ البرقُ من بين ثنايَاها إذا ابتسمتْ ، وتَجري الشمسُ من محاسنِ وجههِا إذا برزَتْ ، لو اطلعتْ على الدُنيا لملأتْ ما بين الأرضِ والسماءِ ريحاً ،ونَصيفُها على رأسِها خيرٌ من الدنِيا وما فيها ، ووصالهُا أشهى إليه من جميعِ أمانِيها ، مُبرأةً من الحيضِ والنفاسِ ، مُطهرةً من المخاطِ والبصاقِ والبولِ والغائطِ وسائرِ الأدناس ، لا يفنى شبابُها ، ولا تبلى ثيابُها ، ولا يَخُلَقُ جمالهُا ، كلما نَظرَ إليها ملأتْ قلْبَهُ سروراً ، وكلما حدثُته ملأتْ أُذنَهُ لؤلؤاً منظوماً ومنثورا ، وما ظنُك بامرأةٍ إذا ضَحِكتْ في وجهِ زوجهاِ أضاءتْ الجنةُ من ضَحِكها .
18. قد تقع في الكبيرة التي تهتز لها السماوات : فعند مشاهدة أمرأة عارية أو مشهد إباحي أو فلم ماجن خليع تدخل الصور للقلب مباشرة فيتمنى الوصول إلى هذا المنظر .. فتتحرك الجوارح بحثاً عنه أو عن مثل هذا المنظر وهنا يبدأ السلوك المحرف .. ( معاكسات , مشاهدة أفلام , عادة سرية , وو..) إلى أن ينتهي بالفاجعة الكبرى وهي … الزنا والعياذ بالله تعالى .
19. النظر زنا :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله علية وسلم: «العين تزني والقلب يزني فزنا العين النظر وزنا القلب التمني والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه ..»[ رواه احمد برقم 16/153].
20. ابتعد عن خطوات الشيطان : المعاصي تجر بعضها بعضا , ويتابع بعضها بعضا , تبدأ بنظرة ثم خاطرة ثم فكرة ثم عزيمة في القلب ثم فعل بالجوارح ،فلو أن الإنسان دافعها في البداية واعتصم بالله لحماه الله منها ولكن التمادي يوصل بصاحبه إلى الهلاك .
21. حدد هدفك لدخول النت :وضع هدف معين ومحدد وعملي لاستخدام الإنترنت كالبحث أو التواصل مع الأهل والأقرباء) والتقيد بهذا الهدف، وإغلاق الجهاز مباشرة فور تحقيق الهدف، والالتزام بعدم فتح الإنترنت دون هدف.
22. الحسرة والحزن رفيق دائم لأهل المعاصي : جعل الله من عقوبة أهل المعاصي في الدنيا الهم والحزن والعجز عن الإنجاز في الحياة , لذلك تجد كل عاصي يقول بلسانه أو بلسان حاله: « حياتي مدمرة حياتي متوقفة ،أنا أضيع في الحياة لا اشعر بلذة في الحياة لا شاعر بطعم الحياة لا اشعر بالسعادة …» وهذا هو العقاب الأول في الدنيا قبل الآخرة إن مات ولم يتب من هذه الجرائم وهذا القبح .. قال تعالى يصف هذا الوضع :﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه:124] .يا الله كم قتلت الحسرة من شباب وفتيات عاشوا في ظلمات الشهوات وفي ظلمات المواقع الإباحية والأفلام الجنسية حتى نسوا الحياة والعمل للآخرة فعاشوا وماتوا للدنيا فخسروا الدنيا والآخرة .
23. أنت إنسان مسلم : ليس كالغربي أو الغير مسلم , لك هدف في الحياة لك مقصد في الوجود تعلم أن بعد الموت لك حياة أخرى أبدية تتمتع فيها جزاء عملك الصالح في الدنيا وأن هناك يوم تجد فيه جزاء صبرك وجزاء تضحيتك في سبيل دينك .أما غير المسلم فحاله كحال بقية البهائم في الأرض , يأكل ليعيش ويعيش ليأكل ثم يوم القيامة حساب عسير ووقوف شديد وعذاب غليظ نسأل الله العافية.
24. إرادة التغيير : فإذا كانت هناك إرادة قوية كان العلاج فعالاً وقوياً لأن الإنسان صاحب الإرادة الضعيف يكون عزمه ضعيف وتقبُله للعلاج اضعف وهمته للسعي قليلة فلا ينتفع فقد يسير ثم ينقطع بعد حين , ولكن صاحب الهمة القوية وصاحب الإرادة والعزم القوي على التغيير وعلى الوقوف من جديد والسعي إلى طاعة الله هو الإنسان الذي يتغير .
25. الإعتصام بالله تعالى : فكل ما يسعى به الإنسان ويجتهد فيه لا بد أن يستصحب عون الله له في كل شيء , وان يجتهد في التضرع لله والسؤال لله أن يوفقه وان يعينه على إصلاح قلبه وصلاح نفسه ، .فاجتهد أخي في الدعاء والتضرع فهذه أول خطوة واستمر بطلب العون من الله سائلاً الثبات والتوفيق لك و أن يعينك ويوفقك ويسدد خطاك نحو الخير وصالح العمل .فهل جربت الدعاء؟!.وهل رفعت يوما كفّ الضراعة إلى الله، أن يحميك من الرذيلة، ويصرف عنك السوء والفحشاء؟!.فأخلص الدعاء إلى الله بقلب خاشع متضرع، ولا تستعجل النتائج،فإن الله تعالى إذا رأى من عبدهِ التضرعَ وإظهار الاضطرارِ فإن اللهَ يُجيبُ دعاءه يقولُ اللهُ تعالى : ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62] .
26. اترك وابتعد عن كل ما يكون سبب للوصول إلى هذه الأفلام والمواقع والصور سواء كان جهاز كمبيوتر أو انترنت أو جوال أو صحبة سيئة .وهذه هي الخطوة الهامة والمحورية والأساس في كل ما نقوله هنا بعد الإستعانه بالله تعالى .
27. التخلية :وهذا علاج ارشد إليه النبي صلى الله علية وسلم في حديث التائب من بني إسرائيل حين أراد التوبة وسار طالبا لها قال له العالم «اترك أرضك فإنها ارض سوء » فأرشده لقطع الأسباب المؤدية للفساد وهذا ما يسمى ” بالتخلية ” . ويكون الإنقطاع بأي وسيلة إما بترك الدخول على النت لفترة طويلة لا تقل عن شهر أو بإشغال النفس بجهد عضلي كالاشتراك في نادي أو الاشتراك في مخيم تربوي لفترة معينه أو المهم أن يكون الإنقطاع فيه شغل عن المعصية وبُعد عنها وما يذكر بها حتى لا تضعف النفس في ساعة من الساعات .
28. التحلية :وهو إحلال مكان هذه المواقع أو المجلات ما يضادها من خير وصلاح فيستبدل المواقع الإباحية بالكتب النافعة والرفقة الصالحة و المقاطع المؤثرة والأفلام العلمية وغيرها .
29. التدبر التام في حقارة هذه الفعل وقذارته وان النفوس السوية لا تقترب منه فيحدث بهذا التفكير زعزعه القلب عن حب هذه المناظر والرغبة فيها وهذا هو المطلوب . ولا تحسبن أخي الحبيب أن الدخول في الشهوات ولو للحظة عابرة إنما هي لذة وسعادة يسهل العودة منها بل العكس صحيح .. فإن اللذة العابرة تتبعها ناراً في القلب وبعدا عن الله تعالى وضيقا في النفس وثقلا في العبادة ووحشة من الأعمال الصالحة ومن الصالحين .. وعندها يقول الفرد لا مرحباً بسرور عاد بالضرر ..
30. التأمل في الحياة والعمر الذي يولي وينصرم والغفلة عن الحياة والإنجاز فيها وكيف أن الركب يسابقون ويسعون للوصول إلى ابلغ الدرجات بينما فلان أو فلانة من الناس مشغول بهذه التفاهات والترهات التي تقطع القلب عن الله تعالى.